تلقيت عدة اتصالات رسمية تعقيبا على ما تناولته فى مقالى بالأمس واقترحت فيه ضرورة النهوض بالسياحة فى مصر بشكل عام، وفى الأقصر خاصة بأفكار من خارج الصندوق، أفكار غير تقليدية مثل حملات الترويج الخارجية إياها التى استنفذت أغراضها ولم تعد تجدى نفعا أو نتحصل منها على نتائج حقيقية ملموسة. واقترحت هنا على سبيل المثال أن تدرس القيادة السياسية والحكومة إمكانية استضافة الأقصر بإمكاناتها السياحية والأثرية والتاريخية الرائعة، وبنيتها الأساسية القوية للمؤتمر الاقتصادى فى دورته القادمة بعد أن استضافته مدينة شرم الشيخ فى مارس الماضى، وحقق حضورا لافتا من قادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، وأسهم بشكل كبير فى الترويج السياحى للمدينة وتنشيط الفعاليات السياحية بها. فالأقصر لا تقل فى جمالها وروعتها عن شرم وتستحق، فى إطار إعادة الحركة السياحية لعاصمة مصر القديمة أن نقترح هذه الفكرة ودراستها، ومازال لدينا الوقت حتى مارس المقبل واتخاذ قرار سريع. الاتصال الأول جاءنى من الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر الذى أخبرنى أن الجهات المعنية تبذل جهودا كبيرة لعودة الأقصر على خارطة السياحة العالمية مرة أخرى، وأن فكرة انعقاد المؤتمر الاقتصادى فى الأقصر بالتأكيد سوف يسهم بشكل كبير جدا فى عودة السياحة العالمية للمدينة، فالأقصر لها سحر خاص وإبهار لدى السياح الأجانب. أما الاتصال الثانى تلقيته من وزير السياحة هشام زعزوع الذى عاد لمنصبه مرة أخرى فى التشكيل الحكومى الجديد فى وزارة المهندس شريف إسماعيل منذ أسبوعين تقريبا، وهو وزير مشهود له بنشاطه وكفاءته وفهمه لقطاع السياحة، خلال المكالمة التليفونية أكد لى الوزير اهتمام الوزارة بالأقصر وبمشاكل الناس هناك والعمل على حلها، وأنه زار الأقصر عقب توليه المسؤولية مباشرة للوقوف على طبيعة الأوضاع فى المدينة والخروج من الأزمة الحالية. وزير السياحة طمأننى على ما هو قادم، مرحبا فى الوقت ذاته بالفكرة المطروحة، مؤكدا دور الإعلام فى دعم قضايا التنمية، وفى مقدمتها السياحة أحد مصادر الدخل القومى للبلاد. تفاعل وزير السياحة ومحافظ الأقصر مع الاقتراح بداية مبشرة يمكن البناء عليها فى التحرك سريعا، فنحن نحتاج لأفكار غير تقليدية للنهوض بكل قطاعات الدولة بدلا من الجلوس والتمسك بمقولة: «بأنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان وكائن الآن» فى مصر..!
