مع دقات السابعة مساءً كل يوم فى الثمانينات والتسعينات كان يحرص أفراد الأسرة على التجمع أمام شاشة التليفزيون المصرى، وتحديدا القناة الأولى لمتابعة أحداث جديدة من مسلسل "السابعة" الموعد الذى ارتبط به جيل الثمانينات والتسعينات فهم على موعد مع عمالقة النجوم وصناع الدراما الكبار لمشاهدة مسلسل جديد من المسلسلات التى كان يحرص دائما قطاع الإنتاج على تنفيذها بشكل مستمر، وكان رائدا فى ذلك. ويعد مسلسل السابعة مساءً أهم ما كان يتميز به التليفزيون، ففى أى قناة أخرى غير التليفزيون المصرى من الممكن أن تشاهد عملا بحجم "الشهد والدموع" و"ليالى الحلمية" و"ذئاب الجبل" و"الوتد" و"الضوء الشارد"، حيث إنه عند عرض حلقات هذه الأعمال التى كان محددًا لها السابعة مساءً يوميًا تكون الشوارع شبه خالية لمتابعة المسلسل الذى كان موعده مقدسًا، خاصة وأن فى هذا الوقت لم تكن القنوات الفضائية ظهرت. وأيضًا لم تكن هناك حتى القنوات المتخصصة، فكان التليفزيون يقتصر على قناتى الأولى والثانية، ولكن فجأة بدأت تتلاشى معالم التليفزيون المصرى، وبدأت تغيب ملامحه المميزة ولم يعد هناك مسلسل فى السابعة مساءً ولم يعد المشاهد مرتبطا بهذا الموعد، ورغم حرص القنوات الفضائية الخاصة على خلق موسم درامى جديد بعيدا عن الموسم الرمضانى وعرض مسلسلات جديدة فى هذا الوقت ما بين السابعة وحتى التاسعة مساءً، إلا أن التليفزيون المصرى مازال خارج الخدمة بعدما كان رائدًا فى هذه المنطقة. ومع تصريح إيناس عبدالله رئيس قناة نايل دراما الذى أكدت فيه أن خطط القناة على المدى البعيد تتمثل فى إعادة السهرات الدرامية التى غابت عن التليفزيون المصرى منذ سنوات، وشددت على أنها حريصة على وجود تلك السهرات بشكل دورى، مؤكدة أنها ستهتم بمضمون تلك السهرات لا الكم، وأيضا اكتشاف نجوم جدد أو مخرجين شباب، مضيفة أنها ستستعين بكبار المؤلفين لإثقال تلك التجارب مع الحرص على تطعيم تلك السهرات بكتاب ومؤلفين جدد. وبدأ الأمل يدخل فى قلوب متابعى ومشاهدى التليفزيون المصرى فى أن يعيد التليفزيون مرة أخرى مسلسل السابعة مساءً على أن يقوم قطاع الإنتاج بعمل خطة بعيدة عن الموسم الرمضانى ينتج فيها مسلسلات جديدة تعرض على شاشة التليفزيون لتستعيد السابعة مساءً قدسيتها من جديد.
