قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود حفظ التحقيقات فى واقعة طباعة ونشر كتاب "ألف ليلة وليلة"، والذى تضمن ألفاظاً وعبارات اعتبرتها رابطة "محامين بلا قيود" بذيئة ومنافية للآداب. كان محامون تقدموا ببلاغ للنائب العام ضد "الهيئة العامة لقصور الثقافة" بسبب نشرها كتاب "ألف ليلة وليلة" بدعوى أنه "يخدش الحياء العام" مطالبين بحبس ناشريه. وطالب المحامون فى بلاغهم، بالتحقيق مع كل من أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة والأديب جمال الغيطانى وجمال العسكرى وسعد عبدالرحمن وسوزان عبدالرحمن، بصفتهم المسئولين عن سلسلة "الذخائر" التى تصدر عن الهيئة، ومحاكمتهم بموجب المادة 178 من قانون العقوبات، التى تعاقب بالحبس سنتين والغرامة لكل من ينشر مطبوعات أو صوراً خادشة للحياء العام، واعتبار الكتاب الصادر فى جزأين دليلاً ضدهم. وجاء فى أسباب حفظ التحقيقات، أن كتاب "ألف ليلة وليلة" صدر منذ ما يقرب من قرنين، وأعيدت طباعته مراراً وظل يتداول، ولم تعترض الرقابة عليه بحسب أنه من كتب التراث، ويبعد كل البعد عن فكرة انتهاك حرمة الأخلاق ومظنة إثارة الشهوات، بل إنه ينبئ عن طرق قدماء الأدباء فى التأليف والنظم الأدبية، ولم يكتب أو يطبع بغرض خدش الحياء العام، وهو بعد ذلك خليق بأن يكون موضوعا صالحا للبحث المنتج والدرس الخصب لكونه من قبيل الأدب الشعبى ومكوناً أصيلاً من مكونات الثقافة العامة، وكان مصدراً للعديد من الأعمال الفنية الرائعة ومنه استقى كبار الأدباء مصدراً لروائعهم الأدبية. كما أكدت النيابة أن الأسباب التى استندت إليها فى حفظ تحقيقاتها سبق أن تناولتها المحكمة المختصة عام 1985 فى القضية التى عرضت عليها ضد القائمين على طباعة ونشر هذا المؤلف فى تلك الفترة، وقضى فيها بحكم نهائى بالبراءة، والبلاغ الحالى لم يأتِ بجديد ينال من هذا المؤلف.
