استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الرئيس التونسى "الباجى قايد السبسى"، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى للرئيس التونسى وتم عزف السلامين الوطنيين للبلدين واستعراض حرس الشرف، واجتمع الرئيسان فى لقاء ثنائى مغلق استغرق أكثر من ساعة، تلاه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بالرئيس التونسى معرباً عن تقدير مصر لحكمة القيادة السياسية التونسية وقدرتها على قيادة البلاد فى تلك المرحلة الدقيقة. وأشاد الرئيس بأواصر الأخوة والصداقة بين البلدين، مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات بين الشعبين الشقيقين فى مختلف المجالات، لاسيما لمواجهة التحديات التى يفرضها انتشار الإرهاب والفكر المتطرف فى المنطقة. من جانبه، وجه الرئيس التونسى الشكر للرئيس، مشيراً إلى المكانة السامية التى تتمتع بها مصر والمصريين فى نفوس أبناء الشعب التونسى. وأعرب الرئيس التونسى عن أمله فى أن تساهم زيارته إلى مصر فى إحداث نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدين ترتقى بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد اتفاقاً على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية، ولا سيما من خلال تنفيذ كافة الاتفاقيات والتفاهمات التى تم التوصل إليها أثناء اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين التى عقدت دورتها الخامسة عشرة بتونس خلال سبتمبر 2015. واتفق الجانبان على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة فى مختلف المجالات، ومن بينها الكروت الذكية الخاصة بنقاط الخبز التموينية فى ضوء أثرها الإيجابى الملموس فى حل أزمة الخبز فى مصر، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه. وتم خلال اللقاء توجيه الشكر للجانب التونسى على استقبال المواطنين المصريين الذين لجأوا للحدود التونسية بعد تدهور الأوضاع الأمنية فى ليبيا، وتيسير إجراء عودتهم إلى مصر. وأكد الرئيس التونسى على العلاقات الوطيدة التى تجمع بين البلدين والشعبين المصرى والتونسى، معرباً عن ثقته الكاملة فى أن المواطنين التونسيين كانوا سيحظون بذات المعاملة فى مصر. وعلى الصعيد الإقليمى، اتفق الرئيسان على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها دول المنطقة بما يضمن سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها ويصون مقدرات شعوبها. وأضاف المتحدث الرسمى أن الأزمة الليبية استأثرت بجزء مهم من اللقاء، حيث أكد الرئيسان أهمية تدارك الأوضاع فى ليبيا بما يحول دون توسع التنظيمات الإرهابية، ويحفظ السلامة الإقليمية لليبيا ويصون مقدرات شعبها ويحقق له الأمن والاستقرار، علاوةً على تجنيب دول الجوار التداعيات السلبية الناجمة عن تردى الأوضاع الأمنية فى ليبيا، كما أكد الرئيسان على أهمية مساندة ودعم المؤسسات الشرعية الليبية ووقف التدخلات الخارجية فى الشأن الليبى. وفى هذا الصدد أكد الرئيس التونسى أهمية تعزيز التعاون بين دول الجوار الليبى، التى يتعين قيامها بدور رئيسى فى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.
