نوبة من الضحك لم أستطع فيها السيطرة على نفسى حين وجدت من حولى يتساءلون بنظراتهم عما إن كان هذا حقيقة أم دربا من دروب الخيال، والتعجب هو السمة الوحيدة التى ظهرت على وجوه كل من التقيت به للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، كما ظهرت فى أسلوب الحوار مع أغلب من تبادلت معهم التهنئة عبر الهاتف والكل يتساءل: ماذا نحن بفاعلين؟! علامة الاستفهام تساوت مع علامة التعجب فى سابقة مصرية أعتقد أنها جاءت فى وقتها المناسب، فبعد أن تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى زمام الحكم أعاد الأمل لجموع المصريين الشرفاء، ولكن كلا منهم كان يراه بعينه فقط، والكل يدعى أنه يعلم علم اليقين عن كل خطوة سيخوضها الرئيس، ولكن هيهات فما لبث الأمر إلا ساعات قليلة لا ترقى أن تكون أياما، وبدأت تتوالى الأحداث: - الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد أن ثورة 25 يناير تأخرت عشرة أعوام - الرئيس السيسى يعلن الحرب على الفساد والفاسدين - الرئيس فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى «التغيير لا يعنى التدمير» - السيسى يعلن تنويع مصادر التسليح - السيسى يوقع اتفاقية لشراء طيارات «سوخوى» الروسية - السيسى يوقع صفقة شراء طائرات «رافال» الفرنسية - السيسى يأمر بتغيير اسم «الفرقاطة فريم» الفرنسية إلى «تحيا مصر» - الرئيس الفرنسى أولاند يجلس بجوار السيسى فى افتتاح قناة السويس الجديدة - بوتين يهدى مصر لنش صواريخ هجومى «بى 32 - مولينيا» بعد افتتاح قناة السويس الجديدة بثمانية أيام - روسيا تعلن موافقتها على إتمام صفقة حاملتى الطائرات «ميسترال» كانتا مخصصتين لسلاح البحرية الروسى - الرئيس السيسى للإعلام المصرى: «وبعدين معاكم» - الإعلاميون يسافرون مع الرئيس لتغطية جولاته بالخارج - السيسى يقبل استقالة حكومة محلب - السيسى يكلف شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوع - السيسى يصدر قرارا بتعيين محلب مساعدا له للمشروعات - الرئيس عبدالفتاح السيسى يصدر قرار عفو يشمل 100 شاب من المحكوم عليهم طبقا لقانون التظاهر ومتهمين فى القضية الأشهر «خلية الماريوت» كانوا يعملون فى قناة الجزيرة - الرئيس السيسى يصلى العيد فى مسجد المشير طنطاوى «رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق» - الرئيس يسافر إلى نيويورك للمشاركة فى قمة الأممالمتحدة - الخارجية تعلن أن الرئيس لن يلتقى أوباما أو بوتين - الرئاسة تعلن أن رئيس وزراء أيرلندا يؤكد للسيسى دعمه لمصر فى مكافحة الإرهاب - الإليزيه تعلن عن لقاء أولاند مع السيسى يوم الاثنين فى نيويورك وهذه عينة عشوائية من القرارات والمواقف التى صدرت فى الفترة القليلة التى يقود فيها السيسى الدولة المصرية شعبا وحكومة قد تبدو مختلفة من وجهه نظر أى سياسى أو ناشط أو منظراتى أو حتى أصحاب المصالح الشخصية. ولهذا تضاربت الأقوال والعقول، وكل منهم يحب الوطن ولكن بطريقته فيجد أن تلك المواقف والقرارات تحمل بين طياتها صداما سياسيا وإن سألت أيا منهم عن تقييمة للرئيس يجيب بكلمات معروفة «منقذ مصر» «أنا معاه» «شغال لوحده» «ملناش غيره بعد ربنا»، وهنا يستوقفنى أمر مهم، فإذا كان الجميع لا يختلف على القيادة السياسية ممثلة فى شخص الرئيس، فلماذا نجد بعد كل قرار أو موقف سياسى حالة جدل بين من اتفقوا على ثقتهم فى الرئيس؟ عليكم جميعا أن تعلموا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحالفه التوفيق من الله، لأنه لا ينظر إلا للمصلحة العامة ولا يتأثر بأى وجهة نظر إلا لو كانت تهدف لمصلحة البلاد. «سر النجاح فى اللغز»، فلو كان السيسى كتابا مفتوحا فلن يستطيع قيادة شعب بحجم وعظمة الشعب المصرى، وتحيا مصر رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو متآمر.
