أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن دعم روسيا المستميت للأسد طوال فترة الحرب ينبع من رغبة موسكو فى الحفاظ على قاعدتها البحرية الموجودة فى مدينة طرطوس السورية شمال اللاذقية منذ ما يقرب من 50 عاما. ورصدت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس - الأنباء التى وردت عن وجود قافلة كبيرة من مركبات روسية تتحرك فى وسط سوريا أمس الأربعاء، وهو ما يثير مزاعم جديدة بأن دعم روسيا المتجدد لحليفها الأسد يتطور حاليا ليصبح إدارة روسية للحرب هناك. وأوضحت أن هذه التحركات تأتى فى مرحلة حرجة يمر بها الرئيس السورى بشار الأسد، الذى تنازلت قواته لحليفيها الإقليميين (إيران وحزب الله) عن السيطرة على مقاليد الأمور منذ أوائل عام 2013. ونوهت الصحيفة البريطانية إلى دعم موسكو القوى لنظام الأسد حفاظا على قاعدتها العسكرية، على الرغم من تشديد مسؤولين روس على أن موقفها ينبع من التدخل الذى قادته الولاياتالمتحدة فى ليبيا عام 2011 والذى تراه موسكو على أنه خدعة وتهديد لنفوذها. ولفتت إلى أنه فى الوقت الذى كانت فيه روسيا حليفا سياسيا قويا للنظام السورى، كان معظم دعمها العسكرى مقتصرا على بيع الأسلحة وإرسال مستشارين عسكريين، ولكن مع اقتصار سيطرة القوات السورية حاليا على نحو ربع مساحة البلاد فقط، وعدم قدرتها على تعويض خسائرها التى منيت بها على أيدى المعارضة، كثف رعاة النظام السورى بشكل حاد دورهم خلال الأشهر الأخيرة؛ ففى دمشق وفى بيروت المجاورة، ينظر الى الدور الروسى المتنامى على أنه تحصين لمناطق شاسعة من البلاد بدءا من اللاذقية ووصولا إلى مرتفعات الجولان. ورأت الصحيفة أن زيادة النشاط الروسى تأتى وسط تكثيف المحاولات الدبلوماسية لتحديد مستقبل سوريا، ووسط جهود دولية لمواجهة تنظيم "داعش"، الذى يسيطر على جزء كبير من البلاد. وأوضحت أن التدخل الروسى يأتى فى وقت تمر فيه الحرب الأهلية السورية بأصعب فتراتها، إذ أنه بعدما كانت معظم خطوط المعركة بين النظام والمعارضة ترتكز فى دمشق وحلب، أضحى القتال مستشريا فى أماكن أخرى عديدة من البلاد.