سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحركات روسيا العسكرية فى سوريا تثير قلق الغرب.. فرنسا: إرسال قوات لدمشق يعقد الأزمة.. وألمانيا تحذر موسكو: الحل سياسى.. وأمريكا: الحشد العسكرى يؤدى إلى تفاقم العنف ودعم الأسد غير مقبول
حالة من القلق انتابت الغرب بسبب ما تردد الأيام الماضية، من تقارير إعلامية عن إرسال السلطات الروسية قوات برية عسكرية إلى الأراضى السورية لتعزيز قدرات نظام بشار الأسد فى المناطق التى ما زالت تحت سيطرته، وخاصة العاصمة دمشق ومنطقة اللاذقية، التى تعتبر معقل الرئيس السورى. وتأتى تلك التحركات الروسية بعد تعرض قوات النظام السورى لانتكاسات كبيرة على الأرض فى الصراع المستمر منذ أربع سنوات والذى راح ضحيته أكثر من 250 ألف شخص وتشرد بسببه نصف تعداد السكان فى سوريا وهو 23 مليون نسمة، وروسيا تعتبر أحد الحلفاء الرئيسيين للرئيس السورى. تحركات روسيا العسكرية فى سوريا وقالت مصادر لبنانية، على دراية بالوضع السياسى والعسكرى فى سوريا، الأربعاء، إن قوات روسية بدأت تشارك فى عمليات عسكرية هناك دعماً للقوات الحكومية، بحسب وكالة رويترز. فيما قال مسئولون أمريكيون إن روسيا أرسلت سفينتى إنزال برى وطائرات إضافية إلى سوريا، وأرسلت عددا صغيرا من قوات مشاة البحرية فى أحدث المؤشرات على حشد عسكرى جعل واشنطن تقف فى حالة تأهب. وأضاف المسئولون أن المؤشرات الأولية تفيد بأن تركيز التحركات هو إعداد مطار قريب من مدينة اللاذقية الساحلية وهى معقل للرئيس السورى بشار الأسد. والجدير بالذكر أنه توجد قاعدة بحرية روسية واحدة فى البحر المتوسط عند مدينة طرطوس على الساحل السورى فى أراض يسيطر عليها الأسد، وتأمين القاعدة يمثل هدفا استراتيجيا مهما للكرملين. فرنسا تقول إن إرسال قوات روسية إلى سوريا يعقد الأزمة وقال وزير الخارجية الفرنسى اليوم الأربعاء، إن التقارير التى أفادت بأن روسيا أرسلت قوات لدعم الرئيس السورى بشار الأسد، تجعل التوصل الى حل سياسى للأزمة فى سوريا أكثر تعقيدا. وأضاف الوزير الفرنسى: "الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نهاية سبتمبر يمكن أن تكون المكان (لمناقشة الانتقال السياسى)، لكن الأمر بات أكثر تعقيدا بسبب احتمال أن تكون روسيا قد أرسلت قوات جديدة إلى هناك، مضيفاً: "ستضاعف فرنسا جهودها الدبلوماسية لوضع نهاية للأزمة السورية وهى واحدة من أكبر مآسى بدايات هذا القرن". وفى إشارة إلى المخاوف الغربية حذر وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير روسيا من التدخل العسكرى الزائد فى سوريا، قائلاً: إن الاتفاق النووى مع إيران ومبادرات جديدة قدمتها الأممالمتحدة تمثل نقطة انطلاق لحل سياسى للصراع. أمريكا تبدى قلقها بسبب الأوضاع فى سوريا كذلك أبدت الولاياتالمتحدةالأمريكية قلقها بسبب ما تردد عن الدعم العسكرى الروسى للنظام السورى، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، إيريك شولتز: "موقفنا هو إننا سنرحب بالمساهمات الروسية البناءة فى التصدى لمحاولات داعش، لكننا كنا وأضحين فى أنه سيكون عملا غير معقول أو مقبول من جانب أى طرف بمن فيهم الروس تقديم أى دعم لنظام الأسد". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيرى تحدث هاتفيا إلى نظيره الروسى سيرجى لافروف اليوم الأربعاء، للتعبير عن قلقه إزاء تقارير عن أنشطة عسكرية روسية فى سوريا محذرا من أن ذلك لن يكون أمرا بناء ويمكن أن يؤدى إلى تفاقم العنف. وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربى، إن "كيرى" أوضح لنظيره الروسى أنه إذا كانت تلك التقارير صحية فإن ذلك "قد يؤدى إلى مزيد من العنف ولا يساعد على الإطلاق"، الجهود التى يبذلها المجتمع الدولى لإنهاء الصراع. موسكو تستخدم دول البلقان لنقل مساعدات لدمشق كانت موسكو قد بررت دعمها للأسد فى الصراع بأوضح العبارات حتى الآن خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت إن النهج الغربى فى التعامل مع سوريا يشبه الاخفاقات فى العراق وليبيا. وتستخدم روسيا المجال الجوى لمرور رحلات جوية تقول موسكو إنها تنقل مساعدات إنسانية لسوريا فيما يرى مسئولون أمريكيون أنها ربما تنقل إمدادات عسكرية. ولتفادى السفر فوق تركيا (أحد ألد أعداء الأسد) سعت روسيا إلى تسيير الرحلات الجوية فوق دول البلقان لكن واشنطن حثت هذه الدول على عدم السماح لموسكو بذلك، ورفضت بلغاريا، أمس الثلاثاء، طلب روسيا باستخدام مجالها الجوى لتسيير رحلات وبررت ذلك بمخاوف بشأن الشحنة على متن الطائرة. وقالت بلغاريا اليوم الأربعاء إنها ستسمح للطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا باستخدام مجالها الجوى، إذا وافقت موسكو على تفتيش شحنات هذه الطائرات فى مطار بلغارى. ولم تؤكد تركيا رسميا حظر الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا لكنها تقول إنها تنظر فى طلبات استخدام مجالها الجوى للذهاب إلى سوريا وفقا لكل حالة على حدة.