فى ندوة أشبه بجلسة عواطف إنسانية تحدث أصدقاء الفنان الراحل خالد صالح عن إنسانيته ودعمه للمسرح وعن موهبته، التى كانت أكبر بكثير من عمره الفنى، وأدار الندوة الناقد أحمد خميس وحضرها السيناريست سيد فؤاد والفنانة معتزة عبد الصبور والمخرج طارق سعيد والناقدة أمانى سمير، بينما تغيب المخرج محمد أبو السعود والمخرج طارق الدويرى. فى البداية تحدث الناقد أحمد خميس قائلا "اليوم نتحدث عن واحد من أهم الفنانين المسرحيين وهو العبقرى خالد صالح، والذى أفنى عمره فى مسرح الهناجر وفى المسرح المستقل وله العديد من المسرحيات المهمة وهو ممثل طيع جدا وله منهج فى التمثيل وله طريقة فى الأداء كان متفردا بها، واستطاع أن يحفر بداخل النقاد والجماهير وجود جمالى فقد كان غير تقليدى فى أدائه وغير تقليدى". بدأت الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور إحدى الفنانات التى لديها تاريخ طويل مع الفنان الراحل خالد صالح قائلة: "الفنان خالد صالح قابلته أول مرة من خلال عرض مسرحية ( شباك أوفيليا) وقال لى فى الكواليس أنت ممثلة شاطرة جدا ومن هنا بدأت مرحلة الحب بينى وبينه وأقصد هنا حب الزمالة". وأضافت: خالد صالح كان دائماً حمامة السلام بيننا، وكان دائماً يساعد الزملاء فى الصلح بينهم وكان ممثل طيع جدا والفنان خالد الصاوى كان يقول عنه أنه مثل (الجوانتى) يستطيع أى مخرج أن يضع يده بداخله ويشكله كما يريد. ثم تحدثت الفنانة معتزة عبد الصبور عن زوجة الفنان خالد صالح الدكتورة هالة، التى قالت عنها إنها كانت بالنسبة له رفيقة وزوجة وصديقة وكانت تساعده، وفى النهاية نحن فقدنا ممثل مسرح كان سيكون له بصمة كبيرة برغم أنه بالفعل ترك بصمة وأنا مازلت لم استوعب رحيله وأتوقع أن أقابله أو يدخل علينا حاليا ويقول لى: "أزيك يا زوزه". السيناريست والمسرحى سيد فؤاد قال: سأبدأ بالسؤال الذى دائماً يسأل: لماذا لا يحضر خالد الصاوى؟ والسبب هو أنه لا يجيد حضور مثل هذه الندوات وهو لديه حالة من عدم الاستيعاب لرحيل خالد صالح. وأشار سيد فؤاد أن بداية لقائه بخالد صالح كانت من خلال مسرح الجامعة وهو منذ بدايته وهو ممثل موهوب ولديه رؤية ودائما يدهشنا بكل دور يقدمه، وأضاف سيد فؤاد: من أمتع العروض التى قدمتها فى حياتى مسرحية ( أنطونيو وكليو بطة) وكان معنا فيها خالد صالح فقد كان يضحكنى وهو معى على المسرح، وأهم ما كان يميز خالد صالح أنه لم يختلف تماماً حتى بعد وصوله لمرحلة النجومية فخالد لم يفقد توازنه فمثلا محمد سعد بعد نجوميته اختلف وانقطع عن كل أصدقائه. وأكد فؤاد: خالد كان لديه اهتمام بالشأن العام والسياسة ولكنه كان لا يريد أن يظهره إلا فى مواقف معينة مثلما قال البيان الخاص باعتصام وزارة الثقافة وكلية الحقوق سوف تخصص يوم لخالد صالح فى الجامعة وهناك أسبوع سنقدمه للفنان خالد صالح بسينما الهناجر ولن ننساه لأنه مازال معنا ومثله أيضاً الفنان ممدوح مداح الذى كان من أعمدة فرقة الحركة المسرحية، وكان ممثلا ومغنيا وشاعرا وكاتبا أحيانا فهو وخالد صالح والصاوى امتداد لنجوم الجيل الذهبى من الفنانين الشاملين. وأضاف الناقد أحمد خميس أن الفنان خالد صالح قدم الكثير من المسرحيات منها "هذا هو أنفى ومنديل الحلو وشباك اوفيليا والميلاد" ومسرحية ( لير ) للكاتب ادوارد بوند وكانت هذه المسرحية فارقة فى مشواره المسرح،ى ومن مسرحياته أيضاً التى كانت علامة فارقة هى مسرحية ( راشمون ) التى أخرجها طارق سعيد. المخرج طارق سعيد قال: إن علاقتى بخالد صالح كانت قبل مسرحية ( راشمون ) ولكنه شخص استثنائى فحضوره أى مكان يملأه بهجة وكان يعمل فى الفن بطريقة جدية جدا وهذا من النادر وجوده فى الفن ولا أنسى أنه كان دائماً يدعى لكل زملائه بقوله: (ربنا يوسع عليك) وفى عزائه كنا جميعا نعزى أنفسنا فخالد صالح كان عليه إجماع كبير جدا من الجميع. معتزة عبد الصبور قالت: خالد صالح قدم لوالدى مسرحية (مسافر ليل ) مع المخرج وليد الشهاوى وكانت مسرحية مهمة فى تاريخ خالد صالح فقد كان خالد يغنى ويمثل وقدم شخصية عشرى الصدفة وكان ديكتاتور، وهذا الدور من أهم أدواره ونحن نشكر إدارة المهرجان والمخرج ناصر عبد المنعم لإطلاق اسم الفنان خالد صالح على الدورة. قالت الكاتبة والناقدة أمانى سمير: تعرفت على خالد عام 1998 فى مسرحية راشمون وأنا أرى أنه ممثل متميز وفنان له طابع خاص وطريقته كانت بها طزاجة فنية، والمسرح أفاد خالد صالح ووضعه فى مكانة مختلفة، لأنه كان ينهل دائماً فى عمل يقدمه للسينما أو للتليفزيون من الشخصيات التى قدمها للمسرح وشهرة خالد صالح لم تجعله يبتعد عن أصدقائه ولم تأخذ من إنسانيته فتكوينه الإنسانى والاجتماعى جعله شخصا مثاليا وعبقريته كانت فى بساطته فى تقديم الشخصيات التى يقدمها.