أعتقد أننا فى حالة عدم الاتزان التعليمى فعندما يطالب وزير التربية والتعليم بتجريم الدروس الخصوصية على صغار المعلمين ويعطى لأباطرة الدروس الخصوصية ترخيص بطرق ملتوية من أجل ابتزاز المجتمع بحجة منع الدروس الخصوصية فنحن هنا لنا وقفة طويلة من أجل تأمل هذا القرار الفريد من نوعه والذى انفرد به وزير التربية والتعليم كتجربة فريدة من نوعها عن باقى وزراء التربية والتعليم فى العالم أجمعه. تعالوا معى يا سادة نناقش بندا صغيرا من المشروع القومى لتجريم الدروس الخصوصية، إلا وهو من حق الطالب أن يختار المعلم الأكثر شهرة وصيتا من بين المعلمين وتتعاقد معه الوزارة من أجل تدريس المادة للطالب بمراكز الشباب على أن يتقاضى المعلم نفس الأجر الذى يتقاضاه فى الحصة الخصوصية على أن يدفع الطالب النصف وتتحمل الوزارة الباقى. أيعقل يا سادة أن تكون هذه هى الخطة المنوط بها القضاء على الدروس الخصوصية . فبدلا من القضاء على مافيا الدروس الخصوصية يساعدهم السيد الوزير بتقديمهم للطلاب فى شكل قانونى أكثر حماية عن ذى قبل . والأدهى من ذلك أن هؤلاء الحفنة من المعلمين سيزداد الدخل لديهم الضعف فهم لن يمتنعوا عن الدروس الخصوصية بل زيادة على ذلك سيدرسون المادة للطلاب فى مراكز أكثر قانونية عما كانوا فيه وبذلك يصبح المدرس الخصوصى المشهور أكثر ثراء وأكثر شهرة لان هؤلاء الطلاب سيذهبون إلى المدرس فى مكتبة الخاص لاستيعاب الدرس بدلا من زحمة مراكز الشباب . إذن فنحن رجعنا مرة أخرى إلى نقطة البداية . ثانيا : تعالوا نذهب إلى المدرسة ونشاهد كيف كانت قرارات الوزير الصارمة طريقا لانتظام طلاب المرحلة الثانوية . فنحن هنا بصدد قرارين : الأول : أعطاء الطالب عشر درجات خاصة بالسلوك والانتظام والحضور تضاف إلى المجموع الكلى عن طريق لجنة مشكلة من مدير المدرسة ووكيل شئون العاملين ورئيس اتحاد الطلاب وعضوين من مجلس الآباء وأنا أؤيد هذا القرار وعندى أمل أن يعمل على انتظام العملية التعليمية . الثاني: تلغى الحصص وتقام بدلا منها محاضرات على أن يختار الطالب المعلم الذى يريده من اجل تدريس المادة . وهنا الفاجعة . تتمثل فى أن الطلاب جميعا سيختارون المعلم المشهور داخل المدرسة بالدروس لأنهم بالفعل طلاب عنده فى المكتب الخصوصى ولا مانع أن يكونوا طلاب لديه داخل الفصل . نعم من أجل تقوية العلاقات بين المعلم وطالبه !! أيعقل ياسادة أن يختار الطالب المعلم بعدما كان المعلم هو الذى يختار الطلاب . ماذا لو خير الطلاب بين معلم شاب غير مشهور ومعلم خبير مشهور بالدروس ؟بالطبع سأختار المعلم صاحب الصيت والغنى وليس المعلم الشاب أذن أنت بهذه الخطة دمرت جيلا من المعلمين الشباب بهذا الاختيار. سيدى الوزير .. أذا كنت ترى انك بتلك الخطوات تقضى على الدروس . فاعتقد أن الدروس باقية كما هي. ولعلى أطالبكم بإلغاء هذا النظام وإحلال نظام جديدا بدلا منه إلا وهو تقنين المجموعات المدرسية داخل المدارس. تقسم كالأتى نسبة للوزارة ونسبة للمعلم . ثانيا : عدم الاستعانة بمشهورى الدروس الخصوصية فى مراكز الشباب . والاستعانة بشباب المعلمين وبأجر رمزى وبمجهود مضاعف وبمقابل مادى للمعلم الشاب . وسترى نتائج ذلك فالطالب عندما يجد معلما شابا يبذل قصارى جهده وبأجر رمزى سيقبل على مراكز الشباب بكل قوة تاركا أباطرة الدروس. أخيرا : التمس منك غلق جميع مراكز الدروس الخصوصية الملحقة بالمساجد والكنائس والجمعيات . وزيادة مرتب المعلم زيادة تتناسب مع متطلبات الحياة فقط لا غير . والاهتمام بالمتابعة على المدرسين ومديرى المدارس يوميا وسترى بنفسك جيلا جديدا حافظا لوطنه ومعلما مخلصا فى عمله . لذا اناشد السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى أن ينظر إلى تلك القرارت وانا اعلم جيدا مدى اخلاصه لوطنه وحرصه على رقى التربية والتعليم. حفظ الله مصر وشعبها وسدد طريق رئيس جمهوريتنا.