للعلماء سمات وخصائص يتميزون بها منها الصبر والدأب والمثابرة والجد والاجتهاد. ومن هؤلاء العلماء الذين حققوا الشهرة والمجد وكانوا بحق حدوتة علمية ناجحة العالمة البولندية الأصل ( مارى كورى) التى أحدثت تحولًا كبيرًا فى مجال العلم خصوصًا علم الكيمياء والفيزياء بأبحاثها العلمية. ولقد عرفت هذه العالمة وذاع صيتها فى الأوساط العلمية بجهودها العلمية وخاصة فى مجال اضمحلال النشاط الإشعاعى، كما أنها أول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين مرة فى مجال الكيمياء والثانية فى الفيزياء. كذلك هى أول امرأة تتبوأ رتبة الأستاذية فى جامعة باريس. وكانت مارى تواصل دراستها بالنهار وتعطى دروسًا بالليل من أجل أن تغطى نفقات دراستها. كل هذا يدل على شغفها بالعلم والتحصيل. ورغبتها فى مواصلة مشوارها العلمى رغم الصعوبات الجمة التى تعترض طريقها. حاولت دائما أن تتغلب على ما يعترضها من صعوبات تملك روح التحدى والإصرار، لذلك وصلت إلى ما تريد وأصبح اسمها خالدا فى سجل التاريخ. وواصلت دراستها فى السوربون حتى حصلت على درجة علمية فى الرياضيات عام 1884. وفى عام 1883 نشر الزوجان بيير ومارى كورى ورقة بحثية مشتركة أعلن فيها عن وجود عنصر أطلق عليه اسم ( البولونيوم) تكريما لبلدها الأصلى بولندا. وفى ديسمبر عام 1898اعلن الزوجان عن وجود عنصر ثان هو الراديوم ذو النشاط الإشعاعى، وفى عام 1900 أصبحت مارى أول امرأة عضوه فى مدرسة الأساتذة العليا، وفى يونيو عام 1903حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة باريس، وفى نفس الشهر دعيت إلى المعهد الملكى فى لندن لإلقاء كلمة عن النشاط الإشعاعى. وفى عام 1902 نجحت مارى فى فصل عنصر الراديوم، كما وضعت تعريفا لمعيار دولى لقياس الانبعاث الإشعاعى والذى سمى باسم الزوجين وحدة الكورى. ولقد ساهمت أعمال وجهود كورى المادية والاجتماعية فى تشكيل صورة العالم فى القرنين العشرين والحادى والعشرين. لذا أصبحت مارى كورى بحق احدى أيقونات العلم، وسجل التاريخ اسمها بحروف من نور على انجازاتها العلمية التى أفادت البشرية، وساهمت فى مزيد من المنافع للبشرية. لذا أصبحت مارى كورى حدوتة علمية تتحاكى بها الأجيال، وقدوة عملية على المثابرة والجد والاجتهاد والإبداع. قصة واقعية من الكفاح والإصرار والمثابرة والعزم والتصميم على الوصول للهدف. ويجب على كل من يريد أن يحقق طموحاته العلمية أن يتخذ من مارى كورى قدوة ونموذج يحتذى به، فى تحديد الأهداف والوصول اليها بالتصميم والمثابرة والكفاح. نتعلم من كفاح مارى كورى أنه لا يوجد مستحيل إذا أراد الإنسان أن يحقق أهدافه ولا تثبط همته لو قابلته عقبات وصعاب. ويصبر على كل صعب فى سبيل الوصول إلى تحقيق الهدف. أن مارى كورى بحق حدوتة علمية ستظل فى ذاكرة التاريخ مهما طال الزمن. لذا سيظل اسمها فى سجل التاريخ خالدا. أيها العلماء فى كل مكان اتخذوا من مارى كورى وغيرها من العلماء قدوة ونبراسًا يضىء لكم الطريق، وتعلموا انه لا يوجد مستحيل إذا أراد الإنسان أن يحقق أهدافه بعزم وتصميم.
