سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "اليوم السابع" يحقق فى أزمة دمار وتهالك قرية المهندس حسن فتحى أشهر معمارى بمصر.. هل ينجح وفد اليونيسكو بالتعاون مع وزارتى الثقافة والآثار ومحافظة الأقصر فى إعادة القرية التاريخية لرو
(هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن، هؤلاء هم زبائنى، وأنا كمهندس، طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لى مطلقًا أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمداً)، كانت تلك أشهر كلمات المهندس حسن فتحى أعظم مهندسى العمارة فى التاريخ المصرى، والذى تصارع مدينته التاريخية بمركز القرنة غربى محافظة الأقصر الضياع والانهيار جراء عوامل الزمن والإهمال. ويحاول "اليوم السابع" فى السطور التالية عرض التاريخ الكامل للمهندس حسن فتحى وقريته التى بناها منذ مئات السنين فى مدينة القرنة غرب الأقصر ومدى التدهور الذى وصلت إليه القرية، وكذلك تفاصيل زيارة وفد من منظمة اليونيسكو العالمية للقرية لمتابعة التطورات التى ألمت بها، ولقائهم بمحافظ الأقصر محمد بدر للسعى فى الطريق الصحيح لإنقاذ أيقونة التاريخ المعمارى للمهندس حسن فتحى بالأقصر، والذى قال عنها: "إن الله قد خلق فى كل بيئة ما يقاوم مشكلاتها من مواد، وذكاء المعمارى هو فى التعامل مع المواد الموجودة تحت قدميه لأنها المواد التى تقاوم قسوة بيئة المكان". قرية "حسن فتحى" بنيت عام 1946م بتكلفة مليون جنيه وقتها، والمهندس فتحى أسس داخلها 70 منزل و3 مدارس أحدها للبنات والآخر للأولاد والثالث لتعليم الحرف، وشيد مسجد جمع بين الحضارة الطولونية والفاطمية، وعوامل الزمن والإهمال الحكومى أدى لتهالك مبانيها لسوء المتابعة الدورية للمبانى. وأول سبتمبر ستنطلق أعمال الترميمات والصيانة للقرية بالتعاون مع وفد اليونيسكو ومحافظة الأقصر، ويشارك فى الترميم معماريين مصريين ومندوبين من وزارتى الآثار والثقافة اللاتى خصصتا 5 ملايين جنيه للمساعدة فى الترميمات. ويأتى ذلك لكون قرية حسن فتحى فى القرنة تكتسب شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية فى البر الغربى وبدأ بنائها عام 1946 معتمدا فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وتأثره بالعمارة الإسلامية، حيث القباب التى استخدمت بدلا من الأسقف، كما شيدت ثلاث مدارس بالقرية، ومسجد كبير وقصر ثقافة يحمل اسم حسن فتحى، ومسرحًا مبنيًا على الطراز الرومانى إلى جانب حمام سباحة. أزمة الدمار والإهمال الذى ألم بقرية المهندس حسن فتحى بالقرنة غربى الأقصر تعرضت قرية ومنزل المعمارى حسن فتحى فى قرية القرنة الجديدة بمحافظة الأقصر، لتخريب وتدمير رهيب وإهمال كبير من مسئولى الدولة خلال السنوات الماضية، ولم يقتصر ذلك على منزله بل امتد ليضرب القرية بالكامل، ووصلت العشوائية والمبانى الخرسانية إلى تلك القرية المسجلة بقائمة التراث العالمى من قبل اليونسكو، وفق صفحة ديوان المعماريين. وشملت عوامل الأضرار والدمار الذى لحق بمنزل وقرية المهندس المعمارى حسن فتحى أشهر مهندس فى تاريخ مصر، عوامل الزمن وسوء المتابعة من قبل الوزارات المتخصصة ومحافظة الأقصر خلال السنوات الماضية، الأمر الذى ساعد فى زيادة الوضع سوءاً لتصرخ القرية بأعلى صوت لإنقاذها من ضياع معالمها التاريخية بسبب الخراب والإهمال. وزارتا الآثار والثقافة تخصصان 5 ملايين جنيه لترميم القرية وعلى صعيد الحل للأزمة استقبل محافظ الأقصر محمد بدر وفدا من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لبحث إعادة مشروع تطوير قرية حسن فتحى فى البر الغربى بالأقصر، وقام الوفد بجولة تفقدية فى موقع قرية حسن فتحى لمعاينة المبانى على الطبيعة ومشاهدة آثار الانهيارات الجزئية لبعض مبانى الموقع لإعادة ترميمها باعتبارها منشآت فريدة من نوعها ذات شهرة عالمية وتتميز بطابعها المعمارى الذى يعتمد على الخامات والتقنيات المحلية. وقال محافظ الأقصر محمد بدر، إنه يجرى العمل على إحياء الاتفاقية الموقعة بين مركز التراث العالمى بمنظمة اليونسكو ووزارة الثقافة المصرية، لتنفيذ مشروع لإحياء معالم القرية وترميم وحماية مبانيها وتحويلها إلى مركز دولى لتراث منطقة الشرق الأوسط، وإنشاء مركز للصناعات الحرفية بها تقوم اليونسكو ببنائه والإشراف عليه ليضم متخصصين من كافة دول العالم يقوموا بتدريب وتأهيل العاملين فى مجال الصناعات اليدوية. وأكد محافظ الأقصر على أهمية البدء الفورى فى إحياء مشروع التطوير الذى كان سيتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة اليونسكو خاصة بعد حالة التدهور التى أصابت المنشآت الرئيسية فى القرية مثل المسجد التاريخى والخان ومبنى بيت الثقافة ومنزل المهندس حسن فتحى الذى كان يقيم به فى القرية ويحتوى على بعض متعلقاته الشخصية، والإسراع فى الحفاظ على المبانى المتبقية من تراث حسن فتحى المعمارى وفى مقدمتها منازل لم تمتد لها يد الهدم والإهمال. وعلى جانب آخر خصصت وزارتا الآثار والثقافة مبلغ 5 ملايين جنيه، لترميم وصيانة قرية المهندس المعمارى حسن فتحى، حسبما صرح العميد أحمد طارق، مدير عام المتابعة الميدانية، مشيراً إلى أن البدء فى أعمال الترميم سيكون مطلع سبتمبر المقبل، بالتنسيق مع وزارتى الآثار والثقافة، لافتا إلى أنه سيتم البدء بترميم منزل المهندس "حسن فتحى" والمسجد، والمسرح، ثم الخان. وفد اليونيسكو ومعماريين مصريين يتفقدون القرية والبدء فى العمل أول سبتمبر واستقبلت محافظة الأقصر، الأربعاء الماضى، وفدا يضم ممثلين لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" ومعماريين مصريين للإعداد لمشروع يبدأ فى شهر سبتمبر المقبل لترميم وصيانة وحماية تراث المهندس الشهير حسن فتحى المعمارى فى قرية القرنة الجديدة. وتضمنت زيارة وفد منظمة اليونسكو والمعماريين المصريين، زيارة معالم قرية حسن فتحى، حيث كانت سلطات محافظة الأقصر شرعت فى إعداد مشروع لإحياء عمارة حسن فتحى التاريخية فى غرب المدينة، والحفاظ على ما تبقى من تراث معمارى وإنسانى بالقرية التى شيدها المهندس المصرى العالمى الراحل حسن فتحى فى منطقة القرنة، ويساهم فى تنفيذ المشروع نخبة من خبراء العمارة التاريخية وأساتذة الفنون الجميلة بمصر. وكان معماريون وفنانون مصريون، قد أطلقوا حملة لإنقاذ ما تبقى من التراث المعمارى للمهندس الراحل حسن فتحى فى غرب مدينة الأقصر، وتحويل منزل المهندس الراحل إلى متحف يعرض مقتنيات المعمارى الكبير ويروى مسيرته فى التأسيس لنمط معمارى متفرد، وضم المبانى ذات الملكية العامة من تراث قرية حسن فتحى مثل منزل حسن فتحى والخان والسوق والمسرح والمسجد إلى إدارة كلية الفنون الجميلة بالقاهرة. السيرة الذاتية للمهندس حسن فتحى أشهر مهندس معمارى بمصر ولد المهندس المعمارى (حسن فتحى) فى 23 مارس عام 1900، بمحافظة الإسكندرية، لأسرة مصرية ثرية، وانتقل فى الثامنة من عمره مع أسرته للإقامة بحلوان جنوبالقاهرة، وعاش طول حياته فى منزل بدرب اللبانة بحى القلعة بمدينة القاهرة، كان له أخان اثنان الأكبر محمد الذى التحق بكلية الحقوق ثم عمل بالسلك القضائى، لكن غلبت عليه موهبته الفنية التى ترك من أجلها العمل بالقضاء، أخوه الآخر على تخرج من كلية الهندسة وعمل بالتعليم الجامعى حتى أصبح عميد كلية الهندسة بجامعة الأسكندرية. وتأثر المهندس حسن فتحى بالريف وبحالة الفلاحين أثناء زيارته له وهو فى سن الثامنة عشر، وكان يود أن يكون مهندس زراعى، لكنه لم يستطع الإجابة فى امتحان القبول، فحصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة - كلية الهندسة حالياً - بجامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليا - فى عام 1926، وعمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية (المجالس المحلية حالياً)، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر ومنها أتى اهتمامه بالعمارة الريفية أو كما كان يسميها عمارة الفقرا، ثم كُلّف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيابجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحى تدخله واستقال من العمل فى عام 1930. وعاد إلى القاهرة وقابل ناظر مدرسة الفنون الجميلة -كان فرنسى الجنسية- فقبله كأول عضو مصرى فى هيئة التدريس، ولم يقم بتدريس العمارة الريفية طوال فترة تدريسه نظراً لانتشار العمارة الكلاسيكية فى هذا الوقت حتى عام 1946، ثم كُلّف بوضع تصميم لمشروع قرية القرنة بالأقصر، عام 1946. وتم تعيين المهندس حسن فتحى رئيس إدارة المبانى المدرسية بوزارة المعارف (وزارةالتربية والتعليم حاليًا) من عام 1949 حتى 1952، فى أثناء هذه الفترة عمل كخبير لدى منظمة الأممالمتحدة لإغاثة اللاجئين. ثم عاد للعمل بمدرسة الفنون الجميلة من عام 1935 إلى غاية عام 1957 الذى تزوج فيه من السيدة عزيزة حسنين شقيقة أحمد حسنين باشا الرحالة والمستكشف المصرى، وغادر مصر عام 1959 للعمل لدى مؤسسة دوكسياريس للتصميم والإنشاء بأثينا، اليونان، لمدة عامين ثم عاد لمصر مرة أخرى. كان سبب تركه لمصر روتين النظام الحكومى وفشله فى إقامة العديد من المشروعات، ترأس فى الفترة المُمتدة ما بين عامى 1963 و1965 مشروعًا تجريبيًا لإسكان الشباب تابع لوزارة البحث العلمى المصرية، فى 1966 عمل كخبير لدى منظمة الأممالمتحدة فى مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية، عمل كخبير بمعهد أدلاى أستفسون بجامعة شيكاغو بين عامى 1975 و1977، توفى حسن فتحى وهو فى 89 من عمره فى 30 نوفمبر 1989. التاريخ الكامل لقرية حسن فتحى بالقرنة غربى محافظة الأقصر ونرصد فيما يلى تاريخ قرية القرنة الجديدة بغرب مدينة الأقصر فى مصر، والتى بدأ فيها المهندس حسن فتحى العمل عام 1946م، وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربى لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف المختصين وعلماء الآثار سرقة نقش صخرى بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم، وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضى الزراعية. وبدأ حسن فتحى المرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، وأعتمد فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية. وكانت للقباب تصميمها الفريد والتى استخدمت بدلا من الأسقف التى تعتمد على الألواح الخشبية أو الأسياخ الحديدية المعتادة، وتم تخصيص باب إضافى فى المنازل للماشية، التى يقتنيها سكان المنطقة، كنوع من أنواع العزل الصحى، حفاظًا على سلامة الأفراد. وشيدت ثلاث مدارس بالقرية الأولى للأولاد والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحرف اليدوية التى اشتهرت بها منطقة القرنة، مثل الألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، كما حاول من خلال هذه المدرسة الحفاظ على روح الإبداع الفرعونية فى الأجيال الجديدة، ومثلما أهتم فتحى بالجانب التعليمى لم يغفل الجانب الدينى الذى يميز أهل القرية، أو الجانب الترفيهى لتعويضهم عن منازلهم التى تم تهجيرهم منها عنوة، حيث عمل فتحى على إنشاء مسجد كبير فى مدخل القرية حمل أجمل النقوش المعمارية فى تصميمه، حيث تأثر فيه بالفن المعمارى الطولونى ممتزجا مع الفن الإسلامى فى العهد الفاطمى، إلا أن المسجد عانى كثيرا من تحرش وزارة الأوقاف به وتدميرها للشكل المعمارى الإسلامى، وفيما يخص الجانب الترفيهى قام فتحى بإنشاء قصر ثقافة حمل اسمه، ومسرح مبنى على الطراز الرومانى، إلى جانب حمام سباحة.