يتهادى نينى العين تجاه الزاوية.. يكاد يلتصق.. ويسبح فى ماء عينى.. يترجرج بموازاة عينيها.. يتلاقى والبصر رغبة وشوق.. لهفة ومناداة.. يتهامس كل منا والآخر.. يتوارى الإحساس فى منتصف الطريق.. وتتلاشى الحقيقة.. رويدًا رويدًا تتلاشى خلف الرؤية.. ويخفق البصر فى إخفاء حلم العمر والشوق فى دوام وجودها بجوار مكتبى.. واللهفة فى سجن الزمن وهى أمامى.. تسكن بؤرة عينى.. نتحدث فى أى شىء. الكلمات تحوم حول لاشىء وكل شىء.. إلا.. إلا ياحبيبتى الشىء الأعظم.. وعودة الحلم المستحيل من اللحد.. وإيقاظ نبض القلب من غثيان الزمن.. وقطرات الحب تغسل ماء العين.. وروعة الإحساس بالثوانى وهى تتضفر دقيقة دقيقة.. وعبث الطفولة قبيل اكتمالها ساعات وأياما.. وتمر السنون يستر بها الحزن ويغشاها الأسى والتمنى..! تنادى عليها زميلتها.. تستأذن منى.. ونينى العين فى حافة العين.. تخطف بصرى.. ألاحقها وتغيب عن حجرتى.. تختفى ولاتختفى.. تجرح أظافرى بطن كفى.. ألهو فى الورق.. أعبث فى الهاتف.. أثرثر ولا أتكلم.. تسابقنى لوعة الغياب فى غلق الهاتف.. أثرثر ولا أتكلم.. تسابقنى لوعة الغياب فى غلق الهاتف.. أصدر أوامر دون معنى لزملائى فى العمل.. ستار يخفى حزنى.. أخشى عودة أتربة الحزن تغلف نبض قلبى.. أرغب وضع جسدى تحت ماء بارد.. أتهيب عدم عودتها.. وارتداد روعة الإحساس للحد الأمس..! أستأذن من زملائى للذهاب لمكان آخر.. توقيع أوراق.. عرض مشاكل.. أخذ رأى فى مواقف لم تحدث وموضوعات لاوجود لها.. أنحت الممرات عنها.. و.. بين أصدقائها.. أعرف أين تقف.. أمر عليها.. أناديها بنينى عينى.. يصطدم بنينى عينيها تجاهى.. تتلاقى.. تتعثر قدماى بجوارها.. عينى فى عينيها.. أين أنا.. أتوسل إليها أن تعود سريعًا للمكتب.. ويتصبب بطن كفى عرقًا.. يهتز بللًا.. وأخشى افتضاح أمرى..! ألحق نفسى وأتجاوزها.. ,,,, أبصر ومض عينيها رغبة وكبرياء.. هدوء وكرامة.. لهفة مناداة وروعة مناجاة.. وفى ماء عينى هرولة سنين العمر.. زمن محارات أجوف.. رمال بدون ماسات.. ويسكن.. يعشش.. لهيب العودة لغيابات الكآبة ودغدغات الحزن فى شرخ جدار العمر.. و.. وتعود لمكتبى.. نتحدث فى لاشىء.. و.. وكل شىء.. ترحل عقب انتهاء وقت العمل.. و.. ويبقى فى قلبى منها أجمل شىء..حضورها..! حضورها .. أرق يرحل بقلبى لمرافئ خرافية..! ,,,, أتلهف للسؤال عنها فى اليوم التالى.. تتأخر عن الحضور.. يأخذنى العمل قليلًا.. وترد العصبية للحلم الجميل..و.. وأعود لنفسى.. تأتى وتخرج من مكتبى نساء ونساء.. جمال وروعة.. ابداع خلق ونشوة فن.. رقة وفتنة.. وعينى .. عينى على الباب.. حول الكرسى الذى تجلس عليه أمامى.. أترقب هالة حضورها ورقى أطلالها.. أختزن الكلمات وأتدرب على حوارات أحلام اليقظة.. وأنسج من الإبداع خلودها بجوارى.. تطل.. تتهادى.. تتقطر.. تفوح.. تتفجر من رحم الباب حيوية وبراءة.. ونينى العين يلاحقها.. تسلم على الجميع.. ونينى العين فى نينى عينى.. وشغف العمر الطويل يلتحف ببراءة حضورها.. وحين ألملم نفسى أجدنى عالق بطرف ثوبها آملًا تأخذنى فى صدرها.. تلفنى فى حضنها رجلًا.. طفلًا.. ولكن صديقى الأوحد.. يقول: إن شعرى الأبيض يفرق بينى وبينها..! تتحدث فى كل شىء.. يتحدث فى لاشىء.. أشعر أنها تفهم من نينى عينى الحلم المستحيل فى.. كم يؤلمنى حضورها ويعذبنى خلود وجودها..! ويصطدم بصرى بلون الجلد الأسود.. الكرسى أسود اللون.. لأول مرة اكتشف ذلك.. ويتصلب النينى.. لا أرى غير كرسى فارغ.. ويظل كما هو فارغا رغم كثرة الشاغرين وطول بقائى خلف المكتب وأمامى المقعد.. و.. واللون.. واللون الأسود..!