قطعت الطريق الزراعى من القاهرة إلى كفر الشيخ، فأدركت حجم الفساد الذى زرعه وصنعه الرئيس «المخلوع» الذى أدار أكبر عملية تواطؤ ضد الوطن مع جماعة «التتار الجدد» وشهرتها الإخوان.. فالعشوائية تسيطر على عشرات الكيلو مترات.. بلطجية ولصوص وفاسدون حولوا طريقا كان سريعا إلى حارة رديئة تذكرك بقرون انتهت!! والمثير أن مظاهر وظواهر من القرن الواحد والعشرين تعيش فى وئام مع قرون غادرتها كل المجتمعات.. فالأبراج الشاهقة تحضن القمامة.. وجامعة كفر الشيخ تحاصرها كل ألوان التخلف وفساد الذوق، فضلا عن الفساد مجددا، وفى كفر الشيخ يمكنك أن تعتقد أنها بلا محافظ أو رؤساء مدن أو أجهزة تابعة للدولة!! هناك ما يسمى بالطريق الدولى، تقطع أوصاله المطبات الصناعية التى يتفنن المواطنون فى بنائها.. وهناك أبراج سكنية شاهقة لا تفصل بينها غير مسافات قليلة تفرض عليك الشعور بالاختناق.. وهناك أكبر بورصة أسماك فى حوض البحر المتوسط، لكن الأسماك أسعارها نار.. وكفر الشيخ محافظة تشتهر بزراعة الأرز، لكنها تبحث عنه فى الأسواق!! وتملك المحافظة مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية التى نهبها رموز نظام مبارك.. وللأسف شارك فى النهب من يشغل موقع الوزير فى الحكومة الحالية. محافظة كفر الشيخ فيها أراضى «الوسية».. وهى عبارة عن 20 ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية، تملكها وزارة الزراعة.. تدفع الملايين كمرتبات للموظفين الذين لا يعملون، ويتم تبديد إنتاجها الزراعى والحيوانى بعمليات فساد هى محور حديث المقاهى كل مساء.. فأراضى الدولة تنفق عليها الدولة مئات الملايين سنويا، وينهبها من وظفتهم الدولة.. دون أن يظهر من يملك ضميرا لكى يوقف هذه الجرائم.. ورغم أن ثمن الشقة يصل إلى مليون جينه دون حتى أن تجدها، هناك مئات الآلاف من الفقراء.. وتعانى المحافظ نقص الخدمات الصحية.. وتشكو من تدهور حالة مدارسها والمستشفيات العامة.. كما أن دور السينما تم إغلاقها، وهناك عدد من المسارح أنفقنا عليها مئات الملايين لكى يتم إغلاقها. اعتقادى أن محافظة كفر الشيخ هى المرآة التى نرى فيها وجه نظام مبارك القبيح، إلى جانب وجه جماعة الإخوان المفزع!! وفيها أيضا مستقبل ينتظر حكومة تبحث عنه!!
