سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفرحة الحلال بمشروع القنال.. إنقاذ تصنيف القناة القديمة.. وحجر أساس لتنمية المنطقة التى ظلت يتيمة لسنوات..واستعادة الثقة المفقودة فى الدولة..ودعاية للاستقرار الذى يفتح الباب للاستثمار
نقلا عن اليومى.. فى تفسير هاشتاج الفرحة المصرية بقناة السويس! تغدو المسألة أكبر من فكرة الفرحة، وأكثر عمقًا من هستيريا هاشتاج «مصر بتفرح»، وبكل تأكيد هى أكبر من أعداد تذكارية تنشرها صحيفة هنا أو جريدة هناك، وأكثر أهمية من كل مظاهر الاحتفال بقناة السويس الجديدة، وإن كان الاحتفال ببذخه وزهوته وأنواره ومبالغاته ضروريًا فى وطن ثقافته أن يحتفل فى حزنه كما يحتفل فى فرحته، وتاريخه لا تخلو صفحاته من إشارات إلى طقوس احتفالية، وشعب توالت أجياله وتغيرت ولكن حبه للفرح والمبالغة فى المشاعر والاحتفال لم تتغير أبدًا من عصر الفراعنة حتى الآن. مصر بتفرح.. هذا الوطن اعتاد أن ينتظر مرور الفرحة عبر مكسب رياضى أو سياسى أو فنى لكى يقتنصها، ويعيد صياغتها ويصدرها كما لو كانت فرحته الأولى والأخيرة، لذا يبدو الساخر من فرحة المصريين بقناة السويس الجديدة جاهلًا بتاريخ هذا الشعب، وتركيبته الاجتماعية والنفسية، كما يبدو هذا الساخر من فرحة المصريين بقناة السويس الجديدة متناقضًا مع تاريخه القريب الذى كان فيه مدافعًا عن احتفالات المصريين ببطولات أفريقيا، رافعًا شعار «سيبوا الناس تفرح»، ويبدو أيضًا غير منصف وهو يمرر تحليلات اجتماعية لفرحة الناس بإنجازات كرة القدم، بينما يستكثر عليهم فرحتهم بإنجاز اقتصادى وهندسى فى وطن كان يحلم ناسه بمشروع قومى يجمعهم على يد رجل واحد. حسنًا.. دع من يفرح يفرح، واترك من يتربص لإفساد الفرح فى مكانه، وتجاهل هؤلاء الذين يفرحون طبقًا لاتجاه عقارب الساعة إلى مصالحهم السياسة، لا اتجاهها إلى مصلحة الوطن ككل. الوقت الآن ملائم للاحتفال، وملائم لأن تكون شعائره مطابقة للهوية المصرية التى يراها البعض مبالغة، ويراها الآخر عادة مصرية أصيلة، المهم أن تفرح وأنت على وعى بأن الفرح مهما كانت مستويات المبالغة فيه لا يجوز لأن يتحول إلى غطاء تخفى وراءه بعضًا من أخطائك، ولا يجوز أن يتحول إلى مخدر موضعى أو عملية تسكين لشعب يحتاج إلى تنمية حقيقية.. افرح بشرط أن تكون فرحتك نقطة انطلاق لما هو بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، نقطة انطلاق لمراقبة الدولة ومساندتها والضغط عليها حتى تكتمل مشروعات تنمية منطقة قناة السويس، وشمال سيناء. 12 شهرًا تفضح المشككين والمتربصين! فى البدء قالوا إنك لن تستطيع حفرها فى عام، ولما بدأت فى الحفر وجعلت أمر قناة السويس الجديدة واقعًا، خرجوا عليك بأوراق مريبة وخبراء على طريقة سيدة أعالى البحار «الست أم حميدة» فى فيلم «ابن حميدو» يقولون إن التربة غير صالحة للحفر، وإن أموال المصريين ضاعت، وإن تسريبات مائية ظهرت لتهدد القناة القديمة ومصر بأكملها. ولما انطلق فأسك فى الحفر بنجاح سخروا منك ب«إفيهات» هزلية حول الحفر على الناشف والحفر الجاف، ولما أكمل فأسك مهمته وجرت المياه فى القناة الجديدة، وأنجزت عملك فى عام كما وعدت، وبُهِت الذين شككوا، وسخروا بقدرتك على الإنجاز بدأوا لعبة جديدة عن فوائد القناة، وعوائدها التى لن تأتى، ولما خرج عليهم الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بأرقام ودراسة جدوى توضح الفرق بين أرباح القناة المتوقعة حتى عام 2023، وأرباح مشروعات محور التنمية التى ستبدأ الهيئة فى تنفيذها بعد حفل الافتتاح، لم يجدوا فى القناة عيبًا فقرروا أن ينشروا الإحباط بين الناس بأن مكاسب القناة تحتاج إلى سنوات لكى يظهر تأثيرها عليك وعلى الوطن. ولما ذكرتهم بأنهم هم أنفسهم الذين طالما تباكوا على غياب المشروعات المستقبلية فى مصر صمتوا، وحدثوك عن البذخ فى حفل افتتاح القناة، ولما خرج مهاب مميش مؤكدًا أن خزينة الدولة لن يخرج منها مليم واحد للإنفاق على حفل الافتتاح، سارعوا متوقعين بأن الحفل لن يكون جيدًا وكأنهم لم يتعلموا من درس بداية القصيدة التى شككوا فيها فى قدرة مصر على حفر القناة، لكنها خذلتهم. الاستفسار عن جدوى القناة وفوائدها ليس عيبًا.. السؤال الراغب فى المعلومات والطمأنة ليس خيانة، ولكن التشكيك القائم على التربص واختراع اللاشىء واللامنطقى بهدف واحد هو إفساد فرحة المصريين أو إحباطهم هو الأمر المرفوض. قصر أى حديث عن قناة السويس فى أنها مجرد مجرى مائى جديد، أو تفريعة بطول 35 كيلومترًا فقط، دون الحديث عن بقية العملية الهندسية التى تمت خلال سنة، وشهدت توسعة وتعميقًا وحفر 72 كيلومترًا، وإنشاء 4 أنفاق لربط الضفة الغربية بالضفة الشرقية، أى ربط سيناء بالوطن الأم، ودون الحديث عن السحارة التى تم إنشاؤها بهدف نقل المياه العذبة لاستصلاح المزيد من الأراضى فى سيناء.. الحديث عن قناة السويس وكأنها مجرى مائى فقط وعملية حفر عبقرية فقط، ظلم بيّن لهذا المشروع الذى حقق لمصر رواجًا دوليًا، وعملية استعادة ثقة كان من يشكك فى القناة، ويبكى كما التماسيح على الأموال المنفقة فى تأسيسها هو أول من صرخ بعد الثورة، مطالبًا بإنفاق الملايين على شركات الدعاية من أجل تحسين صورة مصر، وجلب الاستثمار والسياحة، فلما أصبح أمامه مشروع هو فى حد ذاته خير وسيلة دعاية سياحية واستثمارية للوطن انطلق يشكك فيه. أزمة قناة السويس الجديدة أنها لم تجد من المخلصين سوى القليل، أما الباقون من أهل السياسة والإعلام وأهل الإخوان ومن معهم فتعاملوا معها وفق الطريقة التى تخدم مصالحهم، لا الطريقة التى تخدم مصر، فشكك فيها الإخوان طمعًا فى تكبيد السلطة الحالية خسائر فى ثقة المواطن، وبالغت وسائل الإعلام فى تقديمها حتى طغت مبالغاتهم على الأرقام والإحصائيات المهمة للقناة، فلم يصلوا برسالتها صحيحة إلى جموع المواطنين. محطات للوقوف المتكرر الإجبارى على ضفة القناة! ما حدث فى قناة السويس إنجاز على أرض الواقع هندسيًا ومعنويًا، وعلى مستوى الانضباط والتخطيط والتنفيذ، ليس فقط لأنه حدث، ولكن لأنه حدث فى وطن افتقد لسنوات طويلة مسؤولًا يعده وينفذ وعده فى الزمان والمكان المحددين سلفًا، هو إنجاز أيضًا باعتراف الصحف الأجنبية والأمريكية التى كنت أنت نفسك تستشهد بها وهى تشكك فى قدرة المصريين على حفر القناة، والانتهاء منها فى عام واحد، فهل تؤمن ببعض ما تنشره الصحف الأجنبية وتكفر بالبعض وفقًا لهواك السياسى، ذلك هو النفاق بعينه يا صديقى، كن منصفًا ولا تبخس العاملين فى مشروع قناة السويس حقهم. جزء من قوة أى مشروع قومى لا يتوقف فقط عند المكاسب المالية المباشرة، بل بما يخلقه وما يوفره إنجاز هذا المشروع من حالة معنوية، وعملية استعادة ثقة دولية فى وطن ظن العالم أنه كسول وغير قادر على العمل، وظن العالم أنه يفتقد الاستقرار الجالب للاستثمار فى أرضه. منذ اليوم الأول والإعلان كان يختص عن حفر قناة جديدة بطول 35 كيلومترًا، وبالتزامن مع تلك العملية سيتم تعميق وتوسعة الممرات الموجودة فى البحيرات المرة بطول 30 كيلو، ثم توسعة وتعميق تفريعة البلاح بطول 7 كيلو، ليكون إجمالى ما تم إنجازه فى عام أعمال تطوير وتوسعة وتكريك بطول 72 كيلومترًا، لم يكن الأمر «طشت» كما قال المجنون وجدى غنيم، ولا ترعة كما قال مجاذيب الإخوان. الهدف القريب من عملية التطوير هذه تقليل فترة الانتظار، وزيادة سرعة التقاطر لاستهداف عبور 97 سفينة لرفع تصنيف القناة تجاه المشروعات الجديدة فى المنطقة وزيادة أرباحها، أيضًا كان مستهدفًا تعميق القناة بحيث تستوعب عدد ناقلات أكثر من ناقلات البترول الضخمة، ويرفع نسبة استحواذنا لهذه السفن من %8 إلى %66. الهدف من القناة الجديدة ليس فقط المجرى المائى، ولا عبور سفن بأعداد أكبر، بل أن تكون حجر أساس لتطوير منطقة القناة ككل وشمال سيناء، وهو المشروع الذى يعرف بتنمية بمحور تنمية قناة السويس ذلك الحلم المصرى الكامن فى الأدراج منذ ثمانينيات القرن الماضى، وهو المخطط التنموى الضخم الذى يضم 42 مشروعًا، منها 6 مشروعات ذات أهمية قصوى، وهى: تطوير طرق «القاهرة/ السويس - الإسماعيلية - بورسعيد» إلى طرق حرة، وإنشاء ثلاثة أنفاق للربط بين ضفتى القناة «شرق وغرب»، وإنشاء ثلاثة أنفاق جنوب بورسعيد، أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس بينهما نفق سكك حديدية، بالإضافة إلى تطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ، وإنشاء مأخذ مياه جديد على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة. موضوعات متعلقة: - رئيس الجابون يصل القاهرة للمشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس - وزير الزراعة الأوكرانى: قناة السويس الجديدة نموذج لموهبة المصريين الهندسية - هانى رمزى: قناة السويس فاتحة خير على مصر والغلابة - ميادين الإسكندرية تستعد للاحتفال بافتتاح قناة السويس - تحرك يخت المحروسة استعدادا للمشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة - السفارة المصرية فى روما تنظم معرضاً للوثائق حول قناة السويس الجديدة - المكتب الثقافى المصرى بالسعودية ينظم احتفالية بمناسبة قناة السويس الجديدة - "قناة السويس إرادة شعب".. معرض توثيقى بالمكتب الثقافى المصرى فى الكويت - احتفالات بمراكز شباب الإسكندرية اليوم بمناسبة افتتاح قناة السويس