سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغموض يكتنف مصير الملا عمر.. مسئولون أفغان يؤكدون وفاة زعيم طالبان قبل عامين.. والحكومة الأفغانية: نحاول التحقق من الأمر وسنعلن موقفنا بعد التثبت من صحة المعلومات.. و"الحركة" تلتزم الصمت
لايزال الغموض يكتنف مصير الملا محمد عمر، زعيم حركة طالبان الفار منذ عام 2001، فبعد تأكيد مسئول كبير فى الحكومة الأفغانية أنه "توفى بسبب المرض قبل سنتين ودفن فى جنوب البلاد" حيث مسقط رأسه، لافتًا إلى أن مسئولين باكستانيين أكدوا الخبر للحكومة الأفغانية، قال المتحدث الرئاسى الأفغانى، ظفر الهاشمى، إن الحكومة تحقق فى معلومات حول وفاته. وقال الهاشمى خلال مؤتمر صحفى فى كابول "إننا نحقق فى هذه المعلومات (...) وسنعلن موقفنا بعد التثبت من صحتها"، فيما أشار مسئولون أفغان إلى أن مؤتمرًا صحفيًا سيعقد بشأن الملا عمر الذى يعد أحد أشهر المطلوبين للولايات المتحدة، وترجح معلومات استخباراتية أن يكون قد توفى أو قتل قبل عامين أو ثلاثة، ورغم سريان شائعة وفاته إلا أن حركة طالبان لم تعلق على هذه المزاعم، واكتفى ناطق باسم الحركة بقوله، إن الحركة ستصدر تصريحا بعد وقت قصير. تقارير أعلنت موت الملا عمر أكثر من مرة فى الماضى يذكر أن تقارير أعلنت موت الملا عمر أكثر من مرة فى الماضى، لكن هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها تأكيد النبأ من جانب الحكومة الأفغانية، ويأتى هذا الإعلان بعد بضعة أسابيع على أول اتصال رسمى جرى بين المتمردين وحكومة كابول بغية التمهيد لمفاوضات سلام، من غير أن يؤدى ذلك إلى وقف النزاع على الأرض، وفى حال تأكدت فإن وفاة الملا عمر قد تعيد خلط الأوراق فى صفوف حركة طالبان، مع ترقب اتصالات ثانية مع كابول فى الأيام المقبلة. ولم يظهر الملا عمر علنا منذ الغزو الأمريكى لأفغانستان فى 2001 ولم تلتقط له أية صور، وكان قد قاد الحركة إلى النصر على الميليشيات الأفغانية المنافسة لها فى الحرب الأهلية التى تبعت انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، وكان تحالفه مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو السبب الذى دفع بالولاياتالمتحدة إلى غزو أفغانستان على رأس تحالف دولى فى عام 2001 بعد هجمات سبتمبر فى نيويورك وواشنطن، وهرب الملا عمر آنذاك فيما أعلن الأمريكيون عن مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه. طالبان سبق أن نشرت رسائل منسوبة له ودأبت الحركة على نشر رسائل قالت إنها منه بين الفينة والأخرى، ففى 15 يوليو الجارى صدر بيان نسب إلى الملا عمر وصف فيه محادثات السلام التى تجرى بين الحركة والحكومة الأفغانية، بالشرعية، كما سبق لطالبان أن أكدت فى 6 أبريل الماضى أن قائدها الملا عمر على قيد الحياة ومطلع على الأحداث الجارية، ونشرت الحركة وثيقة من خمسة آلاف كلمة على موقع إلكترونى تابع لها بمناسبة ذكرى مرور تسع سنوات على قيادة الملا عمر لطالبان، وتناولت الوثيقة شائعات بأن الزعيم المختبئ منذ أكثر من عشر سنوات قتل أو أنه مريض بشدة، وقالت الوثيقة "لا يزال مطلعا على الأحداث اليومية فى بلاده والعالم الخارجى أيضا". نشرت طالبان السيرة الذاتية للملا عمر احتفالا بمرور 19 عاما على توليه زعامة الحركة وقبل ذلك بيوم نشرت طالبان سيرة ذاتية مفصلة للملا عمر فى خطوة مفاجئة وقتها قيل إنها تهدف إلى مواجهة تزايد نفوذ تنظيم "داعش" بين عناصرها، ونشرت الحركة السيرة الذاتية على موقعها احتفالا بمرور 19 عاما على تولى الملا عمر زعامة الحركة، وقالت إن الملا عمر يشارك بشكل نشط فى "الأعمال الجهادية" نافية التكهنات بوفاته، وجاء فى السيرة الذاتية إنه "رغم رصد العدو المنتظم له، فلم تحدث تغيرات كبيرة أو عرقلة فى الأعمال الروتينية التى يقوم بها الملا عمر من حيث تنظيم النشاطات الجهادية كزعيم للإمارة الإسلامية"، وأضافت أنه "يتابع ويتفحص النشاطات ضد الغزاة الأجانب المتوحشين الكفرة"، ووصفته بأنه "صاحب شخصية كارزماتية"، وأدرجت عددًا من الحكايات التى تصف شجاعته فى ميدان القتال وقالت إن سلاحه المفضل هو قاذفة الصواريخ آر بى جى-7. المتحدث باسم قرضاى أعلن فى 2014 أن الملا عمر محتجز لدى القوات الباكستانية وفى 23 ديسمبر 2014 كشف إيمال فايزى، المتحدث باسم الرئيس الأفغانى السابق حامد كرزاى، عن أن الملا محمد عمر محتجز لدى قوات الأمن الباكستانية فى مدينة كراتشى، وقال فى تصريح بثته وقتها وكالة أنباء (كاما) الأفغانية- "إن هذه القضية تمت مناقشتها مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى"، وأضاف "إن كيرى بحث هذه القضية مع كرزاى خلال اجتماعهما فى كابول"، وأشار فايزى إلى أن كرزاى سعى للحصول على توضيح عن مكان وجود الملا عمر فى كراتشى الباكستانية، ولكنه لم يتلق أى رد مرض من كيرى. وقال فايزى، إن الرئيس الأفغانى السابق تساءل فى الحال عن سبب عدم اتخاذ الولاياتالمتحدة أى فعل للقبض عليه، وتأتى تصريحات فايزى فى الوقت الذى أفادت فيه تصريحات صدرت فى وقت سابق باحتمالية وفاة الملا عمر وسط أنباء عن أن جماعة طالبان انقسمت إلى 3 جماعات مختلفة. وقالت وكالة الاستخبارات الأفغانية وومديرية الأمن الوطنى الأفغانى الشهر الماضى، إن الملا أخطر محمد منصور شرع فى تعيين أصدقائه من كبار الزعماء فى الحركة، من جانبه، قال حسيب صديقى المتحدث باسم مديرية الأمن الوطنى الأفغانية للصحفيين إن الشخصيات البارزة فى طالبان قد قسمت إلى 3 مجموعات مع وجود اختلافات كبيرة فيما بينهم.