قالت مصادر سودانية، إن القاهرة تجرى الآن اتصالات مع الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة لإجراء وساطة بينهما، خاصة بعد وصول العلاقة بينهما إلى طريق مسدود بعد مذكرة التوقيف التى أصدرتها وزارة الداخلية السودانية للإنتربول الدولى ضد رئيس الحركة خليل إبراهيم الموجود حالياً بالقاهرة. وقال موقع أفريقيا اليوم الإخبارى، إن مصر تحاول أن تعقد لقاءً بين وفد حزب المؤتمر الوطنى السودانى مع الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، والذى مد زيارته للقاهرة لأجل غير معلوم بعدما كان مقرراً لها خمسة أيام فقط، خاصة بعد صدور مذكرة من وزارة الداخلية السودانية للإنتربول الدولى بتوقيف إبراهيم. ومن المتوقع أن يصل غداً، السبت، إلى القاهرة وفد المؤتمر الوطنى الذى يضم الدكتور نافع على نافع نائب الرئيس السودانى والدكتور مصطفى عثمان مساعد الرئيس السودانى للقاهرة، فى ظل تردد أحاديث عن أزمة مكتومة أحدثتها زيارة وفد الحركة المسلحة بين القاهرةوالخرطوم، الأمر الذى جعل عبد الباسط وزير العدل السودانى يصدر قراراً يطالب فيه الإنتربول بالقبض على خليل إبراهيم. وبدوره وصف خليل إبراهيم فى حوار خاص ل"أفريقيا اليوم" تلك المذكرة بأنها "أمر غريب وجاءت فى وقت غير مناسب"، مضيفاً "نحن نحمل هموم الوطن الكبير ونتكلم عن وحدة السودان وهم كانوا معنا فى الدوحة حوالى 5 شهور منذ يناير، حيث وقعنا معهم اتفاق حسن النوايا والاتفاق الإطارى، وقبل ذلك دخلنا معهم في سبعة جولات فى أبوجا، ووقعنا معهم وفقاً لإطلاق النار لمدة سنتين ثم يأتون الآن ليعلنوا عن موضوع الإنتربول؟!" من جانبه أوضح وليد سيد نائب رئيس مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة، أن برنامج الزيارة سيشمل لقاءات مع كل من صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى، وعمر سليمان مدير المخابرات المصرية، وكذلك عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، مضيفاً أن الزيارة سيصحبها لقاءات تنويرية بالنخبة المصرية والإعلاميين، ورجال الأعمال، وعلى هامش الزيارة سوف يتم تكريم 90 خريجاً سودانياً من الجامعات المصرية فى احتفال كبير تحت رعاية المؤتمر الوطنى، منوهاً إلى أن الزيارة ليس لها أى علاقة بزيارة خليل إبراهيم للقاهرة، أو أى من المعارضة من قبل، وقال إنه من الممكن أن يتطرق الجانبان المصرى والسودانى إلى زيارة خليل إذا تطرقت المباحثات لهذا الأمر. وفسر المراقبون هذه الخطوة من جانب الخرطوم بأنها إحراج لمصر والتى تستضيف خليل على أراضيها، الأمر الذى تعاملت معه القاهرة بهدوء شديد ولم تصعد الأزمة، بل حافظت على عدم إستفزاز القيادة السودانية وحاولت القاهرة أن تظهر للجانب السودانى أن الغرض من الزيارة هو الرجوع لطاولة المفاوضات بالدوحة، وأنها لا تسعى إلى أن تكون بديلاً للعاصمة القطرية فى حل أزمة دارفور مثلما رددت بعض التقارير الإعلامية، وهذا ما أكده خليل إبراهيم نفسه فى تعقيبه على الزيارة، وجاء الإعلان عن زيارة نافع - عثمان فى هذا التوقيت الذى يراه المراقبون، بأنه محاولة من السودان لاحتواء بوادر أزمة، من الممكن أن تضخم بين البلدين. ويذكر أن هناك زيارة مرتقبة للصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومى للقاهرة فى الثانى والعشرين من الشهر الجارى، ويتوقع البعض أن يقدم المهدى موعد زيارته للقاء خليل إبراهيم وهو لقاء يقول مراقبون، إنه سوف يحرج القاهرة، وسوف يزعج الخرطوم إن تم!