شهدت مكتبة الشارقة العامة، أمسية ثقافية رمضانية، نظمها ثقافة بلا حدود، المشروع الثقافى فى دولة الإمارات العربية المتحدة، والذى يتخذ من إمارة الشارقة مقراً له، مساء أمس، وناقش خلالها عدد من المتخصصين قضية النشر والكتابة لشريحتى الأطفال واليافعين، فى إطار رؤية المشروع الهادفة إلى نشر ثقافة القراءة فى كل بيت إماراتى. وشارك فى الأمسية التى أقيمت تحت عنوان "سحورعلى مائدة رمضان"، أمل الكوس، وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم لقطاع الأنشطة، وراشد الكوس، المدير العام لمشروع ثقافة بلا حدود، وتامر سعيد، المدير العام لمجموعة كلمات، وجمال الشحي، مؤسس ومدير دار كُتاب للنشر، وأدارها محمد المناعى، الإعلامى بمؤسسة دبى للإعلام. وأكد راشد الكوس، المدير العام لمشروع ثقافة بلا حدود، أن الهدف من هذه الأمسية لا ينحصر فى مناقشة قضايا النشر والثقافة والتحديات التى تواجهها فحسب، بل الاستماع أيضاً إلى تجارب كل من وزارة التربية والتعليم، ومجموعة كلمات، ودار كُتاب، فى قضايا النشر والمبادرات التى يقومون بها من أجل تعزيز ثقافة القراءة. مضيفاً أن المكان الذى يحتضن الأمسية، وهو مكتبة الشارقة العامة، يعتبر شاهداً على رؤية إمارة الشارقة فى تعزيز ركائز المعرفة وبناء الإنسان، حيث ظلت أبواب المكتبة مفتوحة أمام الباحثين والطلاب، وقدمت لهم المعارف والمراجع فى كافة المجالات العلمية. وأوضح "الكوس" إن المشروع ثقافة بلا حدود الذى انطلق العمل فيه فى العام 2008 وترأس لجنته المنظمة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، يهدف إلى تأسيس جيل واع ومثقف وقائد، من خلال توفير مكتبة فى كل بيت إماراتي، مشيراً إلى إنه إنطلاقاً من حرص الشيخ الدكتور سلطان من محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على نشر ثقافة القراءة وتعزيزها، فقد أصدر سموه مرسوماً قضى بتحويل مشروع ثقافة بلا حدود إلى لجنة دائمة تعمل على مدار العام لنشر وتعزيز ثقافة القراءة. وحول إنجازات ثقافة بلا حدود، قال الكوس: "قمنا حتى النصف الأول من العام الجارى بتوزيع أكثر من 20 ألف مكتبة احتوت على مليون كتاب باللغة العربية، وبواقع 50 كتاباً فى كل واحدة منها، تم توزيعها على 20 ألف أسرة فى إمارة الشارقة ومدنها. كما قمنا بإنشاء مجموعة من المكتبات المصغرة فى الدوائر والمؤسسات الحكومية، إلى جانب المكتبات المتنقلة فى المستشفيات، والحافلة المتنقلة التى تحتوى على مكتبة تجوب أحياء الشارقة ومناطقها العامة، وصولاً إلى المكتبات المتوفرة على متن خطوط العربية للطيران، فى مبادرة هى الأولى من نوعها على مستوى شركات الطيران بالعالم العربى". وحول سبب اهتمامه بعالم الكتاب والمكتبات، أكد راشد الكوس، أن قربه من جمعية الناشرين الإماراتيين مكنه من استشعار الأهمية القصوى لصناعة النشر، وضرورة تأسيس دور نشر إماراتية ودعم الناشرين الإماراتيين، مضيفاً أنه وبفضل جهود الشيخة بدور القاسمى التى تركت بصمتها فى دعم صناعة النشر تخطينا تحديات تأسيس دور نشر محلية، وأصبحنا أكثر تخصصية، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى سن قانون ينظم عمل المكتبات فى دولة الإمارات. وتطرقت أمل الكوس إلى المبادرات التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم لتعزيز ثقافة القراءة وسط طلاب المدارس، وتركز فى الوقت نفسه على تطوير مهارات القراءة وطرق البحث العلمى، واستعرضت عدداً من الحملات القرائية التى كان قد أطلقها معالى حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، وبمتابعة حثيثة منه، ومن هذه الحملات "شعلة القراءة"، وهى حملة خاصة بالمدارس، والحملة الوطنية للقراءة، ومسابقة "نقرأ نبدع". وأكدت أن من أولويات وزارة التربية والتعليم فى خطتها للفترة 2015-2021 التركيز على مهارات القرن الحادى والعشرين، ومهارات البحث والقراءة والتفكير الإبداعي، لما لها من دور فى إثراء شخصية الطالب وإكسابه مهارات البحث إضافة إلى تأثيرها على تحفيز قدراته فى التفكير. وحول خطط الوزارة فى الفترة القادمة، كشفت أمل الكوس عن أن هناك حملة صيفية يتم الإعداد لها حالياً، وستقام بشراكة مع عدد من المؤسسات، وسيكون جزء منها على مواقع التواصل الاجتماعى نظراً لسفر عدد كبير من الأسر خلال فترة الإجازة الصيفية. وكشفت الكوس عن الوزارة ستقوم بفتح مكتبة ضخمة مجهزة بأعلى المستويات فى مبانيها. مؤكدةً على أن عملية تعزيز الثقافة والقراءة وسط الأطفال واليافعين مسؤولية مشتركة يجب أن تتضافر حولها كافة الجهود. من جانبه، قال تامر سعيد، المدير العام لمجموعة كلمات، إن هناك كثير من الناس لا يميزون ما بين مجموعة كلمات ودار كلمات، حيث تضم المجموعة حالياً أربع شركات، هى "دار كلمات" التى تستهدف الأطفال من سن (0- 12) عاماً، وشركة "حروف" التى تعنى بنشر الكتب التعليمية والتطبيقات الذكية، وشركة "روايات" وهى أحدث شركات المجموعة وستطل على الجمهور من خلال معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته ال 34 فى نوفمبر القادم وستطرح 35 إصداراً جديداً لليافعين والشباب، إضافة إلى "مكتبة" وهى عبارة عن مقهى ثقافى فكرى للأطفال، سيتم افتتاح فرعه الأول قريباً. ولفت تامر سعيد، إلى أن موضوع تحفيز وتشجيع الأطفال على القراءة هو أمر فى غاية السهولة، فإذا ما كانت القراءة عادة يومية فى المنزل، فإن الطفل سينشأ على حبها وسيواظب عليها منذ صغره، ولكسر حاجز بُعد الأطفال عن القراءة، لابد من أن يصبح الكتاب جزءاً أساسياً فى أى بيت. وناشد الآباء والأمهات ضرورة قراءة الكتب وتفحصها قبل عرضها على الأطفال بهدف التأكد من المحتوى والأسلوب والألفاظ، وهل مناسبة لفئتهم العمرية أم لا، وأن يتحروا فائدتها بحيث تكون بسيطة وتبتعد عن التعقيد، وأن تخاطب خياله وتساهم فى تغذية فكره. قال جمال الشحى، مؤسس ومدير دار كتاب للنشر، إن الدار التى انطلقت فى العام 2010، ظهرت فى فترة كانت فيها حركة النشر تعانى من تحديات كثيرة فى دولة الإمارات، وكانت عملية النشر بالغة الصعوبة وتجابهها صعوبات كبيرة، والقطاع الخاص لم يكن آنذاك يقوم بدوره فى هذا المجال على الوجه الأكمل، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس دار للنشر تستهدف الكتاب الشباب، وتمكنت الدار خلال الخمس سنوات الماضية من الوصول إلى100 كاتب إماراتى أصبح لديهم إصداراتهم المطبوعة المتوفرة فى الأسواق. وأضاف جمال الشحى، خلال عملنا لاحظنا أن لدينا مواهب شبابية إماراتية بامكانها أن تبدع فى مجال الكتابة إذا ما توفرت لها الظروف المساعدة على النجاح، فقمنا باستقطاب هذه المواهب الشابة وعملنا على تقديم الدعم لها وتنميتها، وثمّن الدعم الكبير الذى وجدته الدار من إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ودعمها المتواصل للكتاب والناشرين الإماراتيين الشباب. وأكد جمال الشحى، أن النشر اليوم أصبح صناعة، وإذا ما أردنا المضى قدماً فى هذا المجال فعلينا أن ننظر إليه بهذه النظرة، وأن نفكر بقيمته المادية والمعنوية التى تنعكس على المجتمع. واختتم حديثه بتناول مقهى كتّاب، الذى أطلقته الدار قبل ثلاث سنوات، بهدف كسر الجمود بين الثقافة والجمهور، وتقديم الثقافة بشكل مبتكر يكون أكثر جاذبية مما هو عليه، حيث أصبح هذا المقهى بمثابة صالون ثقافى يتكون من مكتبة ومقهى، وتقام فيه جميع الفعاليات الثقافية من حفلات التوقيع، وعقد الندوات، وعرض الأفلام، وإطلاق المجلات والكتب الجديدة وغيرها. مضيفاً أن للمقهى رسالة يود أن يرسلها إلى المجتمع وهى أن الثقافة والتعليم ليست حصراً على فئة محددة، فهى للجميع ويجب ألا تتسم بالنخبوية، ولذلك فتح المقهى أبوابه أمام الجميع من دون تمييز. موضوعات متعلقة.. - وزير الثقافة يشهد احتفالية طقوس السمو بقبة الغورى اليوم