أعلن المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة عن إعداد دراسة جديدة بعنوان " ملامح الترابط بين عمليات الاٍرهاب فى مصر ودوّل الإقليم" أبعاد وأنواع موجة الإرهاب الحالى التى تتعرض لها البلاد حاليا المرتبطة بمستويات العنف فى مصر . وأضاف المركز فى بيان له أن من أبرز مستويات العنف التى تتعرض لها مصر هو العنف الجهادي ويقصد به العنف الذى تمارسة التنظيمات الجهادية الكبيرة، التى تملك قدرا كبيرا من الإحترافية والخبرة التنظيمية، والإمكانيات التسليحية العالية، والقدرة على تنفيذ عمليات ضخمة ومتزامنة، إضافة إلى القدرة على تكوين شبكة علاقات خارجية مع التنظيمات الجهادية الإقليمية، مثل تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذى أعلن عن مبايعته لتنظيم "داعش". واضاف كاتب الدراسة أن العنف الإخواني، وهو ما تمثله مجموعات "العنف المنظم" التى ينتمى أفرادها لجماعة الإخوان المسلمين، وتتسم هذه المجموعات بصغر حجمها وضعف إمكانياتها وقلة خبرة أفرادها من الناحية التنظيمية والعملياتية، نظراً لأنهم حديثو العهد بالعمل العنيف، لذا يطلق عليها البعض "تنظيمات العملية الواحدة"، حيث غالبا ما يسقط أفردها بعد أول عملية يقومون بها، من أمثال تنظيم "العقاب الثورى"، وينحصر نشاطهم غالباً فى الإعتداء على رجال المرور وتفجير محولات الكهرباء وحرق المبانى التابعة لمؤسسات الدولة. وأوضحت الدراسة أن العنف الثالث الذى تتعرض له مصر هو السلفي، وأشهر مثال لها تنظيم "أجناد مصر"، حيث تتكون هذه التنظيمات من أبناء التيار السلفى الذين قرروا التحول الى الفكر الجهادى والعمل المسلح عقب فض إعتصامهم فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة في منتصف أغسطس 2013، متأثرين بالفتاوى والخطب التى كانت تصدر عن جماعة الاخوان وحلفائهم من السلفيين، والتى كانت تدور حول أن مناصرة الإخوان هو جهاد فى سبيل الله، وأن الصراع فى مصر هو صراع بين الإسلام والعلمانية، ومعظم المنتمين إلى هذه التنظيمات من أتباع حازم أبو إسماعيل، والذين كانوا يطلق عليهم إسم "حازمون"، وتتشابه "تنظيمات العنف السلفى" مع "مجموعات العنف الإخوانى" من الناحية التنظيمية والخبراتية والعملياتية. وأشاركاتب إلى أن العنف الرابع هو العنف الذى يمارسه بعض المتدينين أو المتعاطفين مع "الإخوان المسلمين" دون أن يكونوا منتمين الى أى تنظيم أو تيار إسلامى محدد، ولكن يشعرون بأنه يجب عليهم الجهاد فى سبيل الله عن طريق إلحاق الضرر بالدولة المصرية بأى صورة من الصور ولكن بطريقة فردية وليس بطريقة جماعية منظمة، بداية من الخروج فى التظاهرات وإنتهاء بإستهداف رجال الدولة ومؤسساتها. وأوضحت الدراسة أن مصر تتعرض لنوع خامس من العنف هو العنف السائل، أو ما يمكن أن يطلق عليه (العنف المختلط) الذى يجمع بين "العنف العشوائى" و"العنف المنظم"، أى أن هذا العنف برغم عشوائيته، ألا إنه يتم بشكل منظم الى حد ما، لكن فى إطار مكانى ضيق ومحدد، وهى الأماكن التى يمكن تسميتها "بؤر العنف العشوائى"، وغالبا ما تكون فى المناطق الشعبية، خاصة فى القاهرة الكبرى، مثل مناطق عين شمس، والمطرية، والمرج، وحلوان، ومنطقتى الهرم وفيصل، والأفراد الذين يمارسون هذا العنف هم من تيارات متعددة سواء من الإخوان أو السلفيين أو من تيار الجماعة الإسلامية، أو حتى من المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الدراسة الى ان التغيرات الى طرأت على البيئة الإقليمية وخاصة الأزمات الإقليمية السورية والعراقية والليبية، لعبت دورا مهما فى تصاعد الفكر والنشاط الجهادى فى المنطقة، والذى انعكس بقوة على شباب التيار الإسلامى المصرى،الذى انضم الى العديد من التنظيمات الإرهابية، تحت شعار "الجهاد فى سيبل الله"، مما أدى الى انتشار الفكر الجهادى بقوة فى مصر. ولفتت الى ان الأزمة الليبية تمثل خطراً بالغاً على مصر، ولعبت دوراً هاماً فى ارتفاع مستوى العنف ،نظراً لأنها جعلت من الحدود الليبية شريان حياة هام لتلك التنظيمات، لكونها مصدر السلاح ومعقل للتدريب والإيواء، فضلا عن التحركات عبر أنفاق غزة. وأكدت الدراسة أن الإرهاب فى مصر يمثل حالة فريدة من السيولة الجهادية التى يتداخل فيها العنف الجهادى المنظم مع العنف العشوائى، والتداعيات الداخلية لثورة 30 يونيو، مع التطورات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بتمدد التنظيمات الجهادية العابرة للحدود، وعلى رأسها تنظيم "داعش".