يبدو أن الحلقات الأخيرة من مسلسل «الكابوس» للنجمة غادة عبدالرازق يحمل لمتابعيه العديد من المفاجآت، حيث بدأ حل لغز مقتل ابن غادة عبدالرازق، بعدما عثرت على رأسه منفصلا عن جسده فى مقلب القمامة الذى تمتلكه وبعد رحلة طويلة من البحث عن القاتل. وفى كل حلقة تقودنا الشكوك إلى شخص ما من المقربين ل«فارس» ابن «مشيرة» أو غادة عبدالرازق وكعادتها فى الخلطة الدرامية تبنى غادة مسلسلاتها على لغز، وتوهمك فى البداية أنها هى الضحية مما يجعل المشاهد يتعاطف معها، ويقتنع تماما أن هناك شخصا خفيا نبحث عنه طوال الحلقات وفجأة تنقلب الأحداث رأسا على عقب فى الحلقات الأخيرة، وتتحول غادة عبدالرازق من مجنى عليه إلى جانى. على مدار الحلقات يعطى مؤلف المسلسل للجمهور إشارات أو خيوط إذا تم تجميعها ينكشف حل اللغز، وفى مسلسل «الكابوس» تقدم مؤلفة العمل هالة الزغندى مؤشرات عن طريق الفلاش باك الذى يظهر للجمهور أن «فارس» كان شابا مستهترا، وكان المدلل لديها والذى لا ترفض له طلب وكانت تفرق فى المعاملة بينه وبين شقيقته، لمجرد أنه ولد كما كانت تساعده فى إخفاء كل أخطائه مهما بلغت بشاعتها ابتداء من مشاكل لعبه مع الأطفال فى الشارع مرورا لسن المراهقة الذى جعله يشاهد أفلاما ومجلات إباحية، وعندما علمت قالت «ده راجل» وحتى علاقته بإحدى العاملات فى المصنع والتى حملت منه سفاحا، وتخلصت «مشيرة» من الطفل بعد ولادته ووضعته فى الملجأ. وكأنها مبررات وضعتها مؤلفة المسلسل لتعطى ل«مشيرة» الحق فى قتل ابنها للتخلص منه ومن مشاكله بعدما فاض بها الكيل، وكانت واقعة سرقة «فارس» لشمع عيد ميلاد أمجد ولم تفضح والدته أمره، واتهم فيها ابن حارس العقار كانت بداية المأساة، حيث جعلت «مشيرة» من ابنها «فارس» شخص أنانى غير مسؤول وتفاقمت المشكلة، حيث ضمت تدخينه للسجائر فى المرحلة الأولى من الإعدادية، تميزه عن شقيقته فى كل الحقوق وتعرفه على فتيات كيفما يشاء، بحجة أنه راجل وله الحق فى فعل أى شىء، ونقف هنا لحظة حيث إن مشيرة كانت تستطيع أن تحول حياته للأفضل، بل إنها حولتها للأسوأ، عندما أحب فتاة وأراد أن يتزوجها ولكن والدته لم توافق فقرر أن يزيد من قبح أعماله، وازداد تناوله للمخدرات أقام علاقات جنسية مع كل من تقابله فأصبحت حياة كل من يقترب من فارس حياة مأساوية ليعيش هو حياة مرفهة يستطيع فيها تناول المخدرات وإقامة علاقات متعددة مع أكثر من فتاة، ووجدت «مشيرة» إلى أن زواج ابنها بفتاة من عائلة محترمة سيخلصه من ذلك إلا أنها حولت حياة تلك الفتاة إلى كابوس أيضا، خاصة بعدما شاهدت مشيرة وهى تقتل ابنها والدليل على ذلك انهيار الفتاة «ريماس» فى الحلقات الأولى عندما شاهدت مشيرة بعد الحادث، فهى الشخص الوحيد الذى شاهد جريمة القتل. دراما مسلسل الكابوس دراما كئيبة بطبيعة قصتها تدل على جرأة الفنانة غادة عبدالرازق، حيث ظهرت بشكل مختلف تخلت فيه عن المكياج والشعر الناعم المنسدل والملابس الأنيقة والديكور الفاخر فى أماكن إقامتها، فهى بالفعل استطاعت تقديم الدور بكل حرفية وتحملت أعباء أم ظلت تبنى فى تمثال أخطاء ابنها الوحيد حتى فاق التمثال قدراتها على حمله، فقررت أن تقطع رأس التمثال بطريقة بشعة حتى تتخلص من ذلك العبء وترمى الرأس فى المكان الذى ولد فيه طفلها حتى تشعر أنها مثلما صنعت منه «كابوس» هى أيضا تخلصت منه.
