قبل عدة أيام اعتمد الرئيس عبدالفتاح السيسى الحركة الدبلوماسية التى شملت ترشيح عدد من السفراء فى عواصم مهمة بالنسبة لنا، ومن بينها واشنطنوبرلين وأديس أبابا والسعودية والكويت وسلطنة عمان، لكن اختيار سفير جديد لمصر فى تل أبيب طغى على بقية الترشيحات، لدرجة أن السفير حازم خيرت كان موضوع اهتمام الإعلام المصرى والإسرائيلى، بل الغربى أيضا، خاصة أن ترشيحه ليكون سفيرا فى إسرائيل جاء بعد أكثر من عامين قضاهما السفير السابق عاطف سيد الأهل فى القاهرة بعد قرار استدعائه عقب الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة فى 2012. وحينما كان التركيز كله منصبا على السفير حازم خيرت، كانت هناك تساؤلات مهمة طرحت على استحياء على هامش الحركة، لكن لم يجب عليها وزير الخارجية سامح شكرى حتى الآن، ومن بينها لماذا تجاهلت هذه الحركة بعض السفارات التى تعانى من ضعف فى أداء السفراء المصريين، ومن بينها سفارة مصر فى جنوب أفريقيا التى توقع كثيرون أن تشملها الحركة الأخيرة، خاصة أن أداء السفير شريف نجيب وبقية طاقم السفارة كان محل انتقاد من شاركوا فى القمة الأفريقية الأخيرة بجوهانسبرج، بل إن بعضهم شكر الله أن الرئيس السيسى لم يشارك فى القمة، لأن أعضاء السفارة هناك غير مؤهلين لاستقبال زيارة رئاسية، وأنه لولا وجود وزير الخارجية وبعض الدبلوماسيين النشطين بمكتبه فى القمة لحدثت كوارث على هامش رئاسة المهندس إبراهيم محلب للوفد المصرى. أمر آخر وهو لماذا قرر وزير الخارجية إعادة السفير حسام زكى إلى مصر، رغم أنه لم يكمل السنوات الأربع كسفير لمصر فى البرازيل.. الحديث داخل الوزارة يدور حول رغبة الوزير فى الاستفادة من خبرات زكى فى إعادة هيكلة مكتب الوزير، كما أن حسام زكى لديه قدرة على إدارة بعض ملفات السياسة الخارجية المهمة التى أصابها الوهن خلال السنوات الأربع الماضية، عموماً مع عودة السفير حسام زكى ستتضح كل الأمور، وسنعرف هل لدى الوزير خطة للاستفادة منه أم لا. السؤال يدور أيضاً حول من سيتولى منصب المتحدث الرسمى باسم الوزارة خلفاً للسفير بدر عبدالعاطى الذى تم ترشيحه سفيرا فى برلين، وربما يكون الاختيار مرتبطا أيضا بعملية الهيكلة التى ستجرى داخل مكتب الوزير والذى سيشهد ضخ بعض العناصر الشابة الذين تزخر بهم الوزارة.
