"هل الخدع والألعاب السحرية وخفة اليد التى يقوم بها الساحر ليلفت نظر جمهوره لشىء ما ويفعل هو شىء آخر تتشابه مع التضليل والأخبار الموجهة المغلوطة المفبركة، التى تبثها بعض وسائل الإعلام من أجل الخداع أيضا؟؟". هذا السؤال أو هذه الرسالة يحاول مسلسل "لعبة إبليس" أن يبرزها على مدار حلقاته وربط السيناريست عمرو سمير عاطف، وقارن فى أحد مشاهد المسلسل بين ما يفعله الساحر فى جمهوره وما يفعله الإعلام فى مشاهديه فكلاهما يخدع ويضلل، فكما أن السحر خدعة وتضليل هناك أيضا بعض القنوات التى تخدع وتضلل مشاهديها وبرغم أننا لا يجب أن نضع البيض كله فى سلة واحدة فليس كل الإعلام مضلل والتشبيه الضمنى هنا ربما لا يجوز لأن فعل الساحر لجمهوره هدفه المتعة أما الرسالة الإعلامية فلها أهداف تتجاوز المتعة، إلا أن الربط جاء فى محله فى ظل تضليل إعلامى وفبركة تقوم بها الكثير من القنوات الخاصة لأهداف معينة وتبث أفكارها المسمومة على طريقة وضع السم فى العسل. مسلسل "لعبة إبليس" يكشف أيضًا عن كواليس صناعة الإعلام فى الفضائيات والحروب الخفية لخطف المذيعين وكعكة الإعلانات التى تتقاسمها البرامج ويبدو أن مؤلف العمل عمرو سمير عاطف قد نهل كثيرا من الواقع فتتشابه شخصياته التى يقدمها فى المسلسل سواء للمذيعين أو لرؤساء القنوات من شخصيات حقيقية تعمل فى الصناعة. مسلسل "لعبة إبليس" يحمل الكثير من عناصر التشويق وقد نجح الفنان يوسف الشريف فى خطف المشاهد، كما نجح فى أداء شخصيتين مختلفتين سليم رجل الأعمال الشاب صاحب القناة الفضائية والساحر "أدهم" الذى يصبح بعد قتل أخيه صاحب كل القنوات، ويقدم المحتوى الذى يريده، وإن كان أداؤه لشخصية الساحر تفوق فيها على أدائه لشخصية (سليم) رجل الأعمال فقد رسم الشريف لنفسه تفاصيل شديدة المصداقية ويبدو أنه قد تدرب كثيرًا على فنون السحر حتى وصل لمرحلة الإتقان، بالإضافة لنجاحه كممثل فى إقناع المشاهد بأنه ساحر حقيقى.
