يمثل الطفل، بالنسبة لأى مجتمع، البنية الأساسية التى ينمو عليها هذا المجتمع، ولذا كان الاعتناء بهذا الطفل والعمل على نشأته بشكل صحيح مهمة جليلة فى المجتمعات التى تريد أن تتقدم وتطور وتواكب علوم العصر، وهو نفس الدور الذى تقوم به جمعية "قلب كبير" ولكن بشكل مختلف، إذ تعتقد د. فيروز عمر رئيس الجمعية أن تعليم أولياء الأمور الطرق المؤدية للتعامل مع أطفالهم بشكل ينتج عنه التاثير الإيجابى والنتائج المثمرة هو أحد السبل التى لا بد وأن يهتم بها أى مجتمع. ومن أجل ذلك حاورت، اليوم السابع، د. فيروز عمر التى أسست أكاديمية تربية الطفل، بالتعاون مع جمهور ساقية الصاوى، إذ قررت أن تعلمهم الإرشادات الصحيحة لتربية أطفالهم، وذلك حتى ينهض المجتمع المصرى.. - ما هى أسباب تفكيرك فى تأسيس أكاديمية الساقية لتربية الطفل؟ أكاديمية الساقية لتربية الطفل هى فكرة منبثقة من جمعية "قلب كبير"، تلك الجمعية الأهلية التى تعتنى بالأسرة من جميع الجوانب، بحيث رغبنا فى التركيز على تأهيل الأمهات لأداء مهماتهم كأولياء أمور على أبنائهم، وذلك عملا بمقولة "الوقاية خير من العلاج"، وبمساعدة نخبة من المستشاريين التربويين أصحاب الخبرة العلمية. - ما هو برنامج الأكاديمية؟ الأكاديمية تعمل ببرنامج مدته الزمنية ثلاثة أشهر، خمس ساعات فى الأسبوع، وهو برنامج عملى أكثر منه نظرى، فيمكن تطبيقه فى أى مكان، وبعد انتهاء مدة البرنامج تجتمع المشاركات شهريا ليؤسسن ما يسمى ب "نادى الأمهات" ويكون هذا الاجتماع مدار من قبلهن، وليس للجمعية أدنى سلطة عليهن. - لماذا اخترت ساقية عبد المنعم الصاوى لتكون مقصد للمشاركات إلى الأكاديمية ومكان لتلقيهن لبرنامج الأكاديمية أيضا؟ ساقية الصاوى هى منارة ثقافية، وجمهورها ليس عاديا، ولكنه جمهور متميز، ونفس الشىء ينطبق على الأمهات المشاركات فى الأكاديمية، فهم أمهات متميزات لديهن الخبرة ويرغبن فى معرفة المزيد من طرق التربية الصحيحة. - كيف تختارى الموضوعات التى يتم مناقشتها فى البرنامج؟ منذ بداية جمعية "قلب كبير"، وتراكم الخبرة التى اكتسبناها عبر السنين، اكتشفنا أن هناك موضوعات رئيسية أكثر إلحاحا، فالمذاكرة على سبيل المثال موضوع فرعى عن "الذكاء"، أو "الثواب والعقاب" أو "كيف ترسى قانون لأبنائك". - ما أكثر الموضوعات التى تهتمين بإلقاء الضوء عليها فى الأكاديمية؟ من الموضوعات المهمة جدا، والتى لا بد وأن تكون جزءا من برنامج الأكاديمية هى "إدارة الغضب مع الأبناء"، "اكتشاف القدرات الذكائية للأبناء"، "المهارات الأساسية فى التواصل"، "أنواع العقاب"، "سمات كل مرحلة سنية وطرق التعامل معها". - ما هى الإنجازات التى حققتها الأكاديمية؟ برنامج الأكاديمية تم تطبيقه فى أكثر من مكان، وبالفعل اعترفن الأمهات المشاركات فيه بالتغيير وهذا يرجع إلى عدم كثافة البرنامج والامتداد الشهرى له، فضلا عن الواجبات التى يتم إعطائها للأمهات، ومشروع التخرج الذى يقمنه، وهذه الأشياء مجتمعة تجعل الاستفادة من البرنامج حقيقية وملموسة. - ماذا عن مشروع التخرج؟ مشروع التخرج عبارة عن أن المتقدمة تختار موضوعا من الموضوعات التى تمت مناقشتها فى البرنامج، وتضع له خطة أو برنامجا لتطبيقه مع طفلها، وبالفعل هناك كم كبير من مشروعات التخرج التى تستحق أن توضع فى مجلد تربوى وهو مشروع نعمل على إعداده حاليا. - ما هى شروط انضمام المشاركات للأكاديمية؟ ليس هناك أى شروط للانضمام، ولكن بمجرد الاكتفاء بالعدد، الذى غالبا لا يتجاوز 25 فردا، نغلق باب الحجز، ولكن لا بد من أن يكون لدى المتقدم اهتمام بالمجال التربوى، سواء كانت أم أو مدرسة، وتطبيقه بشكل علمى - لماذا تهتمين بالعنصر النسائى أكثر من الرجالى؟ نحن نهتم بالشريحتين، وبالفعل قامت جمعية "قلب كبير" بتنفيذ العديد من البرامج، والتى شارك بها رجال، وفى أكاديمية الساقية لتربية الطفل وجدنا أن المشاركات هن نساء، ولكن بشكل عام تغلب نسبة الإقبال النسائية على جميع البرامج التى ننفذها. - ماذا عن مشروع "عدالة الأسرة" التى تقوم به وزارة الأسرة والسكان حاليا؟ هذا المشروع جيد للغاية، فهو يقدم استشارات أسرية بشكل خدمى مجانى، ومن خلاله يتم عمل أنشطة تنموية وتربوية للأطفال فى الصيف، وهو مشروع بالتعاون مع الجمعيات الأهلية المعنية بالمجال الأسرى، إذ تقدم لهم الوزارة دعما ماديا لتنفيذ هذه الأنشطة.
