بعضا من ذلك البن الأسود .. أحتسى تراودنى صورتكِ وصورتى مازالت تختفى لماذا جئتِ الآن تهدمين معبدى وكيف صارت كل أوراقى الآن مُبعثرة و يميد بى الكيان ويصبح طائرا بلا وزن فى الهواء يترنمِ كم تكونين رقيقة حينما تطلقين الضحكات وتصحو من جديد الآمال وتعتلى ما بقيمة الإنسان لا أقوى الآن سيدتى على التمييز بين ليل ونهار فأنت كهدوء ليل يطوف كسحاب وأنا بعدك أسبح ضد التيار ولا جرم هناك لأننى إنسان تهرب منى المعانى كأننى مازلت طفلا يتعلم الكلام أى سماءٍ تعتلين؟ ثم أخبرينى أأنتِ حقا- مثلنا- إنسان؟ كم صار اشتياقى لصوتك إدمانا.. فلا تنازعيني سيدتى فى ملكى ولا تجادلينى فيما يقال فليس عيبا أن أتعلق ببعضٍ من ذلك الوقار وإن لم تكونى انتِ الوقار فما الوقار؟ فلا أقل من أن أتعلم منك معنى الجمال والعذوبة ومعنى العفاف قالوا إننى عاشق أهوى الهلاك ولايعنينى قولك مجنون أو عاقل ضل المكان فصوتك مازال يشعل داخلى ما تبقى من حنين وما بقى من ذكريات قد كانت سنى عمرى ليس إلا أحزانا وارتحال كالتاريخ التليد أنتِ نتعلم منه الحقيقة لنمحو بها الظلام كيف تفجرين الآن قلمى وينسحب كل كيانى للكتابات ما كنت أعلم أن الهوى ضعف وهوان ما كنت أعلم معنى أن تحاصرنى عينان ولا معنى أن أغرق فى الكلمات ماكنت أدرى أن امامى طريقان كلاهما عسير غورهما ولا مناص أن أكتب شعرى بحرية أو أعود فتقتلع بذورى الرياح سأقول كما قال نزار لاتوجد منطقة وسطى مابين الجنة والنار كنت لى سحرا أذاقنى أدب الكتابة والإبداع فلا مكان تعلّمت فيه ولا علّمنى الزمان تعلّمت من عينيك كشدو عاشقٍ بليلِ طويل يطوقنى يراقص قلبى باحثا عن طيف حبيب بين الظلال وما عاد سوى برسمٍ وقلبٍ يمتلىء حبا إلى منتهاه فمن يجرؤ سيدتى على عصيان القلم إن هو أراد أنظم نثرا أو شعرا أعزف لحنا أو أكتب بعض الأوراق لا يعنينى سوى ما خطّهُ بين ضلوعك الزمان فغير معتادٍ قلبى كل ذلك الرقى والارتقاء مبدعة أنتِ أراك تعزفين لحنا فى أحضان السماء فهل تنوين الآن قتلى ألا يكفِيك قتلى من الزمان؟ واحتلال قلبى بلا رحمة والوجدان قد قتلوه قبلا فبه غصة وحرمان لم يعد يعنينى شىء لا الزمان ولا المكان لم يعد يعنينى غيرك لأسطر ما تبقى من حكى وكلمات فلا أنا ثمل ولست بيقظان بل عاشق للجمال لا الأوهام وما للعشق بدٌ سوى موتٍ أو انتحار كان العقاد رمزا وصار عاشقا للجمال لست بعقاد أنا بل شريد بالبلاد صوتك مازال يمنحنى سعادة وقوة وعنفوان ويملأ بساتين قلبى أشجارا وزروعا وخيال وحتى إن غاب صوتك صارت كل دناى جدباء لم أعد متأملا للسماء ولا النجوم ولا الأزهار فكل هؤلاء أنتِ فأنت الحياة باختصار وبلا ضوضاء فما قيمة الحياة دون رمز يعلمنا حبا وحنان أنا الآن أرتقى سلم الشعراء أسطر عنك بعضا مما أخفاه الزمان ماذا أفعل بقلبٍ كقلبك يحمل حبا ونبلا وعطاء إن مسّ الإنسان عشقٌ فمصيره المحتوم مع الشهداء كلماتى لا تحمل إبداعا فالجمال سيدتى خلقه فيك الإله وما نملك سوى شوقٍ واشتياق وبعضا من الالتياع فكيف نبحث بعد ذلك عن الامتلاك؟