كل عام ومصر والأمة الإسلامية والعربية بخير.. هل علينا كل عام شهر رمضان الكريم بنفحاته الإيمانية وعطاياه الربانية ورجاء العفو والمغفرة من الله سبحانه.. وشهر رمضان فى بلدنا الغالية مصر له طابع خاص مميز. ومن قضى رمضان خارج مصر يعرف تماما الفرق بين الدفء فى رمضان وسط الاهل المقربين والأهل من الشعب المصرى.. ورمضان بالخارج بلا رتوش مصرية كصوت الشيخ محمد رفعت الذى يصاحبك فى الطريق قرب الإفطار.. وأيضا الشخص الذى يلقى بنفسه على سيارتك وقت اذان المغرب ليعطيك شربة بلح تكسر بها صومك وينال الثواب.. وصلاة القيام وموائد الرحمن وهذا الجو الذى لا تجد له تفسيرا ماديا قبل المغرب الذى يلف مصر كلها فى خشوع وسكون ورحمة.. طبعا يصحب الصوم فى مصر وشهر رمضان عادات سيئة كثيرة فلسنا ملائكة ولكننا أولا وأخيرا بشر نرجو عفو الخالق سبحانه فى هذا الشهر. من هذه السلوكيات ضيق الخلق بين الناس وبعضها فى الاماكن العامة والمواصلات مثلا فى نهار رمضان والمناوشات التى تصل إلى السباب والتشابك بالأيدى. وطبعا ضغوط الحياة هى من يؤدى لهذا وعدم تحمل البعض لانقطاع التدخين والأكل والماء عنه.. ولكن هذا ليس سببا كى ترسب فى الامتحان الربانى الذى يؤهلك لتأخذ مغفرة ورحمة وعتق من النار. تحمل مشاق الصيام وكلما تحملت غيرك زاد أجرك وعظم وأيضا من العادات السيئة فى رمضان الانقطاع بعد الافطار للمسلسلات والبرامج الرمضانية مما يضيع فرحة العبادة بالشهر الكريم ويقلل من وقع الاثر الروحانى الذى يجلبه الشهر معه وهذا غريب جدا أن يصبح الشهر الفضيل موعدا لعشرات الاعمال الجديدة حتى أن الشخص الواحد لا يستطيع متابعة معظمها ولو حرص على ذلك. هذا الشهر الفضيل مناسبة جيدة لاستغلال العروض الربانية تماما كما يتزاحم الناس على العروض فى الاسواق الكبيرة وتراهم يملأون عربات التسوق، فالأولى أن نملأ عربات الشهر الجليل بالعبادة والتفكر وقراءة القرآن.أعاد الله الشهر الكريم عليكم وعلى مصر الحبيبة بالرحمة والمغفرة والسلام والرخاء.