رغم التحذيرات التى أصدرتها وزارة الصحة والسكان خلال الأيام الماضية من أكل الأسماك المملحة والمدخنة لما بها من ميكروبات قد تؤدى للتسمم، إلا أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة الاستثمار قررت طرح 5 أطنان أسماك مملحة (فسيخ وسردين) و56 طن رنجة بالمجمعات الاستهلاكية، الأمر الذى اعتبره المسئولون بجمعيات حماية المستهلك وخبراء الصحة العامة "تناقضاً واضحاً" فى الاستراتيجية التى تتبعها الحكومة مع المواطنين، فكيف تحذر الحكومة من شىء وتوفره فى نفس الوقت بأسعار مناسبة للجميع. صلاح رجب – مدير عام أحد فروع المجمعات الاستهلاكية بالقاهرة – أكد أنه لا خوف، لأن الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة الاستثمار طرحت سلعاً ذات جودة عالية بالمجمعات الاستهلاكية وتباع بسعر منخفض عن المعروض بالأسواق، حيث تم طرح 5 أطنان أسماك مملحة (فسيخ وسردين) يباع الكيلو بأسعار تتراوح بين 18– 37.5 جنيه للكيلو، و56 طن رنجة بسعر يتراوح ما بين 11– 14.5 جنيه للكيلو بعد أن كان سعرها يتراوح ما بين 8– 13 جنيهاً للكيلو خلال نفس الفترة من العام الماضى، كما تم طرح 284 طن زيوت طعام، و29 ألف طبق بيض يتراوح سعر البيضة بين 40 – 60 قرشاً التى كان سعرها خلال نفس الفترة من العام الماضى يتراوح بين 25- 35 قرشا للبيضة الواحدة. مؤكدا على وجود أرصدة متوافرة من هذه السلع جاهزة للعرض فى حالة نفاذ أى صنف بفروع البيع التابعة لشركات السلع الغذائية. من جانبه، أوضح محسن عاشور– بائع خضراوات فى سوق روض الفرج – أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الخضراوات بصورة أو بأخرى مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن المواطن لا يستطيع الاستغناء عنها فى شم النسيم، لأنها تحميه من حالات التسمم و تساعده على هضم ما يتناوله من أسماك مملحة ومدخنة.. وحول أسعار الخضراوات بالسوق المحلى، قال عاشور إن سعر كيلو الطماطم يتراوح الآن ما بين 2.50 – 4 جنيهات بعد أن كان يتراوح ما بين 1.50– 2 جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى، وسعر كيلو الخيار يتراوح ما بين 2.50 – 3 جنيهات بعد أن كان يتراوح ما بين 1.50– 2 جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى، وسعر كيلو الليمون يتراوح الآن بين 6 -7 جنيهات بعد أن كان يتراوح ما بين 4 - 5 جنيهات، وحزمة البصل الأخضر سعرها الآن جنيه واحد بعد أن كان سعرها 50 قرشاً خلال نفس الفترة من العام الماضى. د.أدهم طلعت – عضو بجمعية حماية المستهلك – طالب الجهات الرقابية بوزارة الصحة بتكثيف حملاتها على مصانع الأسماك المملحة والمدخنة وعلى جميع المحلات وأماكن عرض وتداول وبيع وتخزين تلك الأطعمة فى جميع محافظات الجمهورية، مع التركيز على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وتشديد الرقابة على الباعة الجائلين، على ألا تقتصر حملات الرقابة على محلات القطاع الخاص فقط، بل يجب أن تمتد أيضا لتشمل جميع أماكن إنتاج وبيع وتداول تلك الأسماك المملحة والمدخنة بغض النظر عن ملكيتها، ويجب أن يتم سحب عينات عشوائية من تلك الأطعمة المتداولة فى الأسواق وإرسالها للمعامل المركزية لتحليلها، وإعدام التالف منها فورا وتحرير المحاضر ضد المخالفين وإغلاق المحال التى يثبت مخالفتها للشروط العامة والمتسببة فى ضرر للمستهلكين. د.أدهم طالب أيضاً المواطنين بعدم شراء الأسماك المملحة والمدخنة من الباعة الجائلين بالطرقات العامة غير المستوفاة للاشتراطات الصحية، لما لهذه الأسماك مجهولة المصدر من خطورة بالغة على الصحة العامة، فيجب على المستهلكين أن يقوموا بشرائها من أماكن البيع المضمونة والنظيفة ومعلومة المصدر، ونصح د. أدهم بأكل ما لا يزيد عن 200 جرام فقط للشخص من تلك الأسماك المملحة والمدخنة خلال يوم شم النسيم، بل ويفضل الابتعاد قدر الإمكان عن تناول تلك الأطعمة حفاظا على صحة المستهلكين. "هنتسمم، ما نتسمم، هى الحياة فيها إيه حلو، هنشترى الفسيخ والملوحة والسردين والرنجة الرخيصة"، هكذا تحدث خالد عيسى – موظف بالقطاع الحكومى– عن مدى استجابته لتعليمات وزارة الصحة و الخبراء حول خطورة تناول الأسماك المملحة والمدخنة على صحة وأرواح المواطنين، وأضاف: أنا وأسرتى لن نخرج يوم شم النسيم و رفعنا شعار "خليك بالبيت" منعا للإحراج وفى انتظار"الفرج" من عند الله. وأضاف: مرتبى يكفى "بالعافية"، ولكى أخرج فى رحلة ترفيهية أنا والأولاد ليوم واحد سأنفق نصف مرتبى، فكيف أنفق على الطعام والتعليم والمواصلات وباقى ضرورات الحياة، والحكومة لم تبذل المجهود الكافى لزيادة دخل المواطنين بما يتناسب مع الزيادات الجنونية فى أسعار مختلف السلع والخدمات، كما أننا مقبلون على موسم امتحانات ودروس خصوصية. واختتم خالد كلامه قائلاً: أنا محبط لأننى غير قادر على إسعاد أسرتى بنزهة يوم شم النسيم، لكن ماذا نفعل، ما باليد حيلة.
