كيف تنظر ألمانيا والألمان لضباط الجيش الألمانى الذين حاولوا اغتيال هتلر وتخليص ألمانيا من التطرف والنازية والنازيين؟.. ألم يكن آدولف هتلر هذا منتخب ديمقراطيا؟.. ألم يحاول أحد الضباط الألمان اغتياله عام 1944.. فماذا لو نجحت محاولة الاغتيال التى قام بها ضابط الجيش الألمانى «كلاوس شينك جراف فون شتاوفينبيرج» فى العشرين من يوليو عام 1944؟ ولماذا تتعامل كتب التاريخ فى ألمانيا مع صاحب المحاولة تلك باعتباره بطلا من أبطال الشعب الألمانى والدولة الألمانية، بالرغم من أنه حاول الانقلاب على حكومة شرعية أتت عبر صناديق الانتخابات؟.. لماذا بنوا للبطل الألمانى الذى حاول الانقلاب على الشرعية نصبًا تذكاريًا؟.. ولماذا أطلقوا اسمه على الشوارع والمدن والقرى والمدارس؟ من عجائب القدر، يا سيادة الرئيس، أن سفارة مصر فى برلين فى شارع أُطلق عليه اسم هذا الضابط الوطنى البطل، الذى حاول الانقلاب على شرعية هتلر.. شارع يحمل اسم الضابط الذى تتعامل معه كتب التاريخ فى ألمانيا باعتباره من الأبطال، بالرغم من أنه حاول اغتيال هتلر الذى أتى إلى الحكم عبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع، وبالرغم من أن محاولته تلك فشلت وجرى إعدامه. حاول الانقلاب على «الديمقراطية» وشرعية الانتخابات ويعتبرونه بطلاً يستحق تدريس محاولته «الانقلابية تلك» فى كتب التاريخ للأطفال وتصنع الأعمال الفنية التى تخلد ذكراه إلى الأبد فى ألمانيا.. يحتفون بضابط وطنى حاول اغتيال هتلر المنتخب ديمقراطيا وتخليص ألمانيا من التطرف، واستعادتها من براثن المتطرفين.. هذا ما فعله البطل الألمانى شتاوفينبيرج، ثم يأتى البعض ممن لم يقرأ تاريخ الشعب الألمانى جيدًا ليجحف شعب مصر وضباطه الوطنيين حقهم فى تكرار ما فعله البطل الألمانى الوطنى الذى أطلق اسمه على الشوارع والمدراس والمدن ونُحتت له التماثيل وبُنى له نصب تذكارى. اسأل المستشارة الألمانية، ياسيادة الرئيس، عن «كلاوس شينك جراف فون شتاوفينبيرج». فى العشرين من يوليو عام 1944 حاول ضباط الجيش الألمانى- وهم بأغلبهم من كبار الضباط- اغتيال آدولف هتلر وتخليص الشعب الألمانى ووطنهم من التطرف والمتطرفين، لكن محاولة الاغتيال تلك فشلت واُعدم المئات ممن كانوا على اتصال بمن قاموا بها باعتبارهم خونة، والآن جرى تكريمهم فى كتب التاريخ الألمانى باعتبارهم من الأبطال..اسرد لهم، ياسيادة الرئيس، عن أبطالهم الذين انقلبوا على «الشرعية والديمقراطية». كلاوس فيليب ماريا شينك جراف فون شتاوفينبيرج.. وهذا هو اسمه بالكامل، مولود فى الخامس عشر من نوفمبر فى ييتينجن التابعة لبافاريا، وجرى إعدامه فى الحادى والعشرين من يوليو عام 1944 فى برلين بعد يوم واحد فقط من محاولة اغتيال فاشلة لآدولف هتلر فى العشرين من يوليو.. شتاوفينبيرج كان ضابطاً بالجيش الألمانى، وكان فى الحرب العالمية الثانية أحد أهم الشخصيات المعارضة لهتلر وعقيدته القومية المتطرفة. بات الألمان الآن يعتبرون شتاوفينبيرج من أبطالهم الكبار لمجرد أنه حاول تخليصهم من التطرف والمتطرفين، الذين أتوا إلى الحكم عبر الديمقراطية وصناديق الانتخابات، وذلك لأن من أتوا بالديمقراطية انقلبوا عليها فى ألمانيا وألغوا البرلمان، تمامًا مثلما حدث فى مصر فور وصول المتطرفين إلى الحكم عبر صناديق الانتخابات. اسرد لهم تاريخهم، يا سيادة الرئيس، فأبطالهم الذين انقلبوا على الديمقراطية وصناديق وشرعية الانتخابات الذين حاولوا تخليصهم من التطرف وفشلوا، باتت أسماؤهم تطلق على الشوارع والميادين والمدارس وحتى الفنادق والمدن.. وأصبحت شخصياتهم موضوعًا للفنانين والرسامين والنحاتين باعتبارهم أبطالا ضحوا بحياتهم من أجل الشعب الألمانى برغم فشلهم. أبلغ المستشارة، ياسيادة الرئيس، أن ما فعله شعب مصر وجيشها هو نفسه ما حاول الألمان من قبل القيام به للخلاص من المتطرفين النازيين.. أبلغها أنهم يحتفون بأبطالهم الذين حاولوا وفشلوا، وأبلغها أن سفارة مصر فى شارع يحمل اسم أهم بطل من هؤلاء الأبطال.. ذكرهم ياسيادة الرئيس.. فبعضهم نسى تاريخه.