صعد عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية لهجتهم ضد حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، مهددين بشن حرب جديدة إذا تكررت عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع على إسرائيل. وقال وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينتس، إنه إذا لم تعمل حركة حماس على كبح جماح التنظيمات المسلحة الأخرى فى القطاع فسيأتى يوم تضطر فيه إسرائيل إلى تقويض حكم حماس فى غزة. وأشار الوزير الإسرائيلى خلال حديثه مع الإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الأربعاء، إلى أن إسرائيل امتنعت عن دحر حماس خلال عملية "الجرف الصامد" فى الصيف الماضى واكتفت بردعها ولكن يجب إنعاش هذا الردع بين حين وآخر، على حد تعبيره. وفى السياق نفسه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، بشن حرب جديدة على غزة، مؤكدا أن إسرائيل لن تمر مر الكرام على أى حادث إطلاق نار يستهدف الإسرائيليين انطلاقا من قطاع غزة، موضحا أن الجيش الإسرائيلى سيرد بمنتهى الشدة والصرامة. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن يعالون تعقيبه على حادث إطلاق القذيفة الصاروخية على منطقة "جان يافنيه" جنوب إسرائيل مساء أمس الثلاثاء، أن إسرائيل تعتبر حركة حماس مسئولة عما يجرى فى القطاع، ناصحا اياها بعدم اختبار اسرائيل وبلجم أى استفزازات أخرى، حسب قوله. وقالت الإذاعة العبرية إن مصدرا أمنيا إسرائيليا رجح وقوف عناصر من حركة الجهاد الإسلامى وراء إطلاق القذيفة الصاروخية، وذلك على خلفية نزاع داخلى فى الحركة، فى الوقت الذى لم يعلن فيه أى فصيل فلسطينى حتى الآن مسئوليته عن إطلاق القذيفة. من جانبها، قالت رئيسة حزب "ميرتس" اليسارى النائبة بالكنيست زهافا جالؤون، إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أعلن بعد المواجهة الأخيرة فى القطاع انه تمكن من تركيع حماس وتعهد بجعل قطاع غزة منزوع السلاح. واعتبرت جالؤون أن استخدام القوة لن يضمن الهدوء وبالتالى يتعين على إسرائيل العمل على إعادة أعمار قطاع غزة والسعى للتوصل إلى تسوية سياسية تستند إلى مبادرة السلام العربية. على الجانب الآخر، قالت الإذاعة العبرية إن مصادر فلسطينية فى القطاع أكدت أن حركة حماس اعتقلت مساء أمس، عددا من أفراد الخلية المسلحة التى أطلقت أمس القذيفة الصاروخية على إسرائيل، مضيفة أن حماس نشرت ايضا قواتها فى المنطقة بهدف ضمان استمرار التهدئة ومنع تصعيد الموقف. وأشار الإذاعة الإسرائيلية إلى أن حماس أجرت اتصالات بهذا الشأن مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى نظرا لان إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل يتنافى مع المصلحة الفلسطينية وموقف مخلتف الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة. وأكد مصدر فلسطينى أنه تم تبادل الرسائل بين إسرائيل وحماس عبر طرف ثالث فلسطينى فى مسعى لتهدئة الأوضاع، معربا عن اعتقاده بأنه تم احتواء التصعيد الأخير بعد الغارات التى شنتها الطائرات الإسرائيلية على القطاع فجر اليوم. فيما دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، القوى الفلسطينية كافة فى قطاع غزة إلى الالتزام بما تم التوصل اليه عبر الوساطة المصرية بشأن التهدئة وعدم إعطاء اى مبررات لإسرائيل لشن عدوان من جديد على القطاع وإتاحة المجال امام القيادة الفلسطينية لمتابعة عملها على الصعيد السياسى والدبلوماسى.