لم يكن تفجير الداعشى لنفسه بمسجد الشيعة بالسعودية وصولا للتنظيم إلى هناك، فالتنظيم موجود، والقاعدة وأفكارها من سنوات، ومن قبل كانت هناك عمليات تفجير وقتل لرجال الشرطة فى المملكة، ولم تكن ضد الشيعة. «الدواعش» هم قنابل كراهية تم صنعها بأفكار موجودة بأرض المملكة، مثلما هى على أراضى دول مختلفة. وهى أفكار محلية تم تهجينها فى سورياوالعراق، برعاية أجهزة استخبارات متنوعة من الولاياتالمتحدةوتركيا وقطر، وحتى المملكة نفسها. والإرهابى الذى فجر نفسه بحزام ناسف أثناء صلاة الجمعة ببلدة القديح سعودى الجنسية، ينتمى إلى داعش هو صالح القشعمى. وليس أبو على الزهرانى الذى اتضح أنه فجر نفسه فى سوريا قبل شهور، وهو أيضا داعشى. «داعش» يبدو هو التطور الطبيعى للإرهاب ويتفق مع القاعدة فى تبنى دين دموى شكلا هو الإسلام، ومضمونا مبادئ وفتاوى وأفكار تحمل أيديولوجية الكراهية. وهى ليست المرة الأولى التى يرتكب فيها الدواعش هذه الجرائم وهم فى الأصل صناعة تهجينية بين دول نفطية وأجهزة استخبارات، دفعوا بداعش وبقايا القاعدة والنصرة، وسلحوهم إلى سورياوالعراق. ومن اللافت أن داعش تتمدد فى العراق وتكبر بالرغم، مما يتردد عن غارات وحرب أمريكية مستمرة من شهور، بينما يبدو داعش وكأنه يزداد قوة، والضربات طعم أو مصل يقويها ولايقتلها. وكما ذكرت بعض التقارير الأوروبية فإن داعش ما تزال تحصل على الدعم من تركيا والتى هى فى الأساس الوسيط بين الولاياتالمتحدة والجماعات الإرهابية فى سورياوالعراق. وهو أمر يشكك فى مدى جدية الولاياتالمتحدة فى مواجهة الإرهاب، وتبدو وكأنها تغمض العين أو تمارس الضربات التفزيونية بمواجهة داعش، فى محاولة لإصلاح صورة حلفها فى العراقوسوريا. واندمجت دول خليجية ودخلت أموال قطرية، بل إن السعودية كانت فى وقت ما تدعم هذه التنظيمات، بحجة أنها تواجه النظام السورى بينما هذه التنظيمات استعدت لمواجهة أوسع وخطط أكثر تعقيدا. هناك علاقات تواصل بين الدواعش فى الشام وبيت المقدس فى سيناء أو داعش المملكة التى نفذت التفجير ضد الشيعة بالمملكة وقت صلاة الجمعة. اللافت هنا أيضا أن هناك تأييدا ليس قليلا لداعش من داخل المملكة ودول الخليج المختلفة التى احتضنت أشد الأفكار تطرفا، ويظهر التأييد على صفحات ومواقع التنظيم والمواقع المؤيدة له، هناك من يدعم التنظيم بالمال والعتاد وهم ليسوا مضطهدين أو فقراء، بل هم أثرياء يدعمون الإرهاب مثلما فعل بن لادن، داعش جزء من لعبة خطرة يبدو أنها لن تتوقف قريبا وستعود على صناعها مثلما انقلب فرانكشتاين على صانعه.