يفتتح الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، معرضا مؤقتا للآثار بعنوان "إله واحد وديانات ثلاثة"، مساء اليوم، والذى يفتح أبوابه فى استقبال زائريه من المصريين والأجانب حتى ال 14 من شهر يوليو المقبل بالقاعة 44 بالمتحف المصرى بالتحرير فى إطار الفعاليات الثقافية التى تطلقها وزارة الآثار احتفالا باليوم العالمى للمتاحف الموافق 18 مايو من كل عام. أوضح وزير الآثار، أن هذا المعرض يمثل أهمية خاصة حيث يهدف إلى إلقاء المزيد من الضوء على التسامح الدينى والتعايش الحضارى على أرض مصر بين أصحاب الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام من بداية العصر الرومانى وحتى العصر الفاطمي، هذا التعايش الذى أثمر فنونا راقيه تجسدها القطع التى سيتم عرضها والتى تعكس بشكل واضح تفاصيل الحياة اليومية كما تعكس المفاهيم والمعتقدات الدينية لهذه المجتمعات والتى قامت على مبدأ قبول الأخر باختلاف مفاهيمه وتباينها . وأشار وزير الآثار أنه تم اختيار القطع التى سيتم عرضها من خمسة متاحف مصرية هى المتحف المصرى ومتحف الفن الإسلامى والمتحف القبطى ومتحف الإسكندرية القومى والمتحف اليونانى الرومانى بما يخلق رؤية كاملة تعكس فكرة المعرض بصورة واضحة. من جانبها قالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، أن هذا المعرض يبعث برسالة هامة من خلال معروضاته الخاصة والمتنوعة بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء ورسول الديانات الثلاث فالإله واحد وإن اختلفت الديانات والأعراق، ما يؤكد على ضرورة التكاتف والترابط بين أبناء الوطن الواحد خاصة فى ظل ما نواجهه فى الفترة الأخيرة من تحديات تهدف إلى طمس الهوية العربية والعبث بموروثاتها الحضارية والثقافية، وأضافت أنه تم اختيار المعروضات بعناية بحيث تعكس التأثير المترابط بين الديانات الثلاث من خلال موضوعات محددة من بينها العناصر المعمارية المزخرفة، رموز الديانات الثلاث، والنصوص الدينية التى تنقل للزائر هذا التأثير والترابط بين الأديان. وقالت الدكتورة ياسمين الشاذلى، معاون وزير الآثار لقطاع المتاحف، أن هذا المعرض يأتى بالتزامن مع معرض "إله واحد" الذى يقام حاليا بمتحف "بودا" بالعاصمة الألمانية برلين للتأكيد على ذات المعنى وهو الوحدة مهما اختلفت المعتقدات والديانات والمفاهيم فى وجود الإله الواحد، وأضافت أن المعرض يضم بين مقتنياته عدد من القطع الأثرية التى تنقل للزائر تفاصل الحياة اليومية من بينها بعض أدوات الإضاءة المزخرفة برموز دينية وصندوق للحلى يرجع إلى القرن الثانى عشر الميلادي، بالإضافة إلى قطعتين من الخزف الفاطمى المزخرف بتقنية البريق المعدنى والتى تصور أحد المناظر الشهيرة للاحتفالات الفاطمية بينما تصور الأخرى السيد المسيح. وأشار محمود الحلوجى، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، أن المعرض يستعرض أيضا لوحات توضيحية عن إبراهيم أبو الأنبياء، مقدمة عن تاريخ الديانات الثلاث فى مصر، التسامح الدينى فى الإسلام ووثيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للتعامل مع أصحاب الديانات الأخرى والتى جسد فيها مبدأ التعايش وقيمه بين أبناء الوطن الواحد منذ أربعة عشر قرنا، كما يتضمن المعرض بردية من القرن الأول الهجرى توضح تسامح الإسلام. وأضاف محمود الحلوجى، أنه على هامش المعرض تأتى عدد من الفعاليات الثقافية المتنوعة من بينها عروض مرئية على شاشات بانوراما التراث قام بإعدادها مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى وعدد من الأفلام الوثائقية بالإضافة إلى مجموعة من الندوات الثقافية الخاصة وأنشطة التعلم للأطفال. موضوعات متعلقة.. ممثل السفارة الإيطالية: فخور بمشاركة بلادى فى ترميم "الفن الإسلامى"
