ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية أن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون يخطط للبقاء فى منصبه إذا فاز بأكثر المقاعد فى مجلس العموم يوم الخميس القادم، حتى ولو افتقر للأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، ودون التوصل إلى اتفاق مع أحد الأحزاب لتشكيل ائتلاف حاكم على غرار الائتلاف الحالى مع حزب الديموقراطيين الأحرار. وتشير استطلاعات الرأى فى اليوم الأخير من الحملة الانتخابية أن أيا من الحزبين الرئيسيين لن يتمكنا من كسر هذا السباق الانتخابى المحموم، مع تساويهما أو تقدم أحدهما بفارق ضئيل عن الآخر. وأكدت التليجراف - القريبة من حزب المحافظين فى تقرير لها اليوم الأربعاء - على أن رئيس الوزراء سيعلن صباح الجمعة فوزه بالانتخابات واحقيته فى تشكيل الحكومة القادمة فى المملكة المتحدة. وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أنه من المتوقع أن يقول رئيس الوزراء صباح يوم الجمعة إن حزب المحافظين لديه الحق الشرعى فى تشكيل الحكومة إذا حصل نوابه على مقاعد أكثر من العمال. وقال كاميرون لإذاعة "إل بى سي" البريطانية اليوم إن حكومة حزب العمال مدعومة بالحزب القومى الاسكتلندى ستعانى من "قضية مصداقية كبيرة"، وهى نفس اللغة التى سيحاول تكرارها يوم الجمعة. من جانبهم، قال قياديون فى حزب العمال أن زعيم العمال، اد مليباند، سيعتبر أى ادعاء يقوم به زعيم المحافظين بأنه "تهديد" وسيحاول إجبار كاميرون على الاستقالة بالتصويت ضده خلال خطاب الملكة فى الأسابيع التالية. واعترف مليباند مساء أمس للمرة الأولى بأنه قد لا يفوز بالأغلبية فى الانتخابات، ملمحا إلى احتمالات فتح مفاوضات ائتلافية مع حزب الديموقراطيين الأحرار، الذى قال زعيمه، نك كليج، ان حزبه سيدعم الحزب الذى يحصل على "أكبر تفويض" دون أن يحدد ما اذا كان يعنى أكبر عدد من المقاعد أم أكبر عدد من الأصوات. وألمح وزير الخزانة والقيادى بالمحافظين، جورج أوزبورن، إلى أن كاميرون سيسعى للتمسك بتشكيل الحكومة بدون أغلبية، محذرا فى نفس الوقت "من المخاطر التى قد يتعرض لها الاقتصادى البريطاني". وقال "لا تزال الحكومة الحالية باقية حتى يكون هناك حكومة أخرى، والوسيلة الوحيدة لحل هذه المشكلة هى عبر الجمهور البريطانى لإرسال إشارة واضحة للسياسيين حول نوع الحكومة التى يريدونها". وتتوجه الانتخابات البريطانية إلى طريق مسدود، بعد أن كشفت الاستطلاع اليومى لمركز "يو جوف" لصالح صحيفة "ذى صن" بمشاركة ألفى ناخب عن تساوى الحزبين الرئيسيين بنسبة 34%، مقابل 12% لصالح حزب الاستقلال و9% لحزب الديموقراطيين الأحرار، وهى نفس نتيجة مركز "بوبولوس" التى منحت الحزبين الرئيسيين 34%. ورغم ذلك منح استطلاع مركز "كومريس" لصالح شبكة "آى تى في" و"صحيفة الديلى ميل" المحافظين تقدما بفارق ثلاث نقاط بنسبة 35% مقابل 32% للعمال، بينما منح استطلاع مركز "سورفيشن" العمال التقدم بفارق نقطة واحدة بنسبة 34%، مقابل 33% للمحافظين. وقالت "كاثرين بيكوك" الرئيس التنفيذى لمؤسسة "كومريس" لاستطلاعات الرأى لشبكة "سكاى نيوز" "ظلت استطلاعات الرأى متوافقة بشكل ملحوظ على مدى الحملة مع تقدم لحزب المحافظين قليلا على العمال خلال عام 2015." وأضافت "رغم المناظرات التليفزيونية، وإعلان البرامج الانتخابية، إلا أنه لم يحدث تغيير فى أى شيء، ولم يستطع أحد تغيير وجهة نظر الناخبين." وأشارت إلى أن الناخب البريطانى أصبح لا يثق فى السياسيين والأحزاب السياسية.