فى ظل الغفلة والنسيان منذ أواخر عهد الرئيس السابق حسنى مبارك تناثرت الأجزاء وتقطعت وأيقن بعض الأشخاص أن القانون لن يطبق عليهم بحكم أن أجهزة الدولة فى العهد الأخير لها كانت منشغلة بتطبيق عملية التوريث السياسى فانشغلت عن حقوق المواطنين وتلاعبت بأقوات الشعب ودخل النظام طريقا مظلما لا بارقة أمل فيه بل انعدمت ثقة المواطن فى الحكومة مما أدى إلى الشعور بالظلم أحيانا لدى بعض المواطنين الشرفاء، أيضا أدى ذلك إلى انفلات المجرمين متخذين من الغضب الشعبى من النظام ذريعة كى يخرجوا عن القانون ويطبقون قانونهم متخذين الظلم والقهر الذى عانوه من وجهة نظرهم ذريعة لأخذ الحقوق وحجه للانفلات عن القانون. ولعلك سيدى القارئ تجد أمثلة كثيرة على أقول ولعل خير شاهد ذلك إن بدايات الانفلات الأخلاقى والاجتماعى بدأت بانتشار جرائم الإنترنت بصورة رهيبة لم يسبق لها مثيل منذ أواخر عهد الرئيس السابق حسنى مبارك وأعنى هنا بالجرائم المالية مثلا حدثت حوادث اختراقات كثيرة للعديد من حسابات الأشخاص البنكية ولكن دون رادع فالنظام فى تلك الفترة كما سبق وذكرت كان يرى أن المجرمين أقزاما وهو عملاقا فوق الشبهات ولعلى أذكرك جيدا بما حدث من انتشار للأسواق العشوائية فى جميع الطرقات والميادين والشوارع الرئيسية فى أنحاء الجمهورية دون اتخاذ أى إجراء رادع لهم أو على الأقل دون تحديد أماكن للبيع لهؤلاء الفئات من المجتمع ولعلى أجزم بأن بعضنا تعاطف مع هؤلاء عندما تعاملت معهم الأجهزة الأمنية بالقوة فربما كنا نرى فى تلك الفترة ظلما شديدا أجبرنا على الوقوف مساندة أى شخص يتحدى النظام والحكومة. نعم لقد استغل هؤلاء الأشخاص حالة الغصب والسخط العارمة ضد النظام من أجل إثبات الباطل. ومرت بنا السنوات ولم نجد علاجا لمشكلة العشوائيات غير اللجوء إلى القوة دون وجود حل جذرى لتلك المشكلة ودخلنا عصر جديدا ثورة 25 يناير المجيدة ولكننا فوجئنا بأن ذلك السرطان قد لوث الثورة بأفعاله الدنيئة فقام فى يوم 28 يناير باقتحام المتاجر العامة والخاصة ونهب الممتلكات باسم الثورة والفاجعة أننا أيضا منا من وقف بجانب تلك الأفعال بحجة أنها ثورة الفقراء. أقولها وبكل قوة من قال إنها ثورة الفقراء فقط إنها ثورة المحترمين الذين ظلموا وعاشوا عصورا طويلة يرون حقوقهم ضاعت أنها ثورة الأغنياء الشرفاء الذين تحكمت فيهم القيادة السياسية ونهبت بعضا من أموالهم واستخدمت معهم أسلوب الابتزاز من أجل تحقيق مشروع التوريث السياسى. إذن فجميع فئات الشعب اشتركت ولكنها لم تنهب مثلما نهب البعض دعونا نخرج من النهب والسرقة إلى مرحلة أخرى وهى مرحلة فرض الأمر الواقع لقد لجأ هؤلاء مع بداية عصر الرئيس السابق محمد مرسى إلى الالتصاق بالشوارع مثلما كان مع الرئيس السابق ولكن فى فترة مرسى استمر الوضع وأصبح أكثر واقعية نوعا ما بحكم إن مصر خارجة من عصر الظلم إلى عصر الحرية، ولكن هناك نوعين من الحريات فهناك الحرية الإيجابية وهناك الحرية السلبية والفرق بينهما واضح وظاهر وإذا بنا نرى تلك الأسواق العشوائية تترسخ كما تترسخ الأعمدة ونرى بداخلها أحقر أنواع الأفعال من تحرش بالسيدات واغتصاب لحقوق العواجيز. وسيطرة تامة على الشوارع العامة لدرجة أن المواطن لا يستطيع أن يمشى على قدميه فما بالنا بالسيارة وخير دليل على ذلك انظر إلى مدينة حلوان تلك المدينة الأثرية القديمة التى كانت فى يوما من الأيام مزار كبار شخصيات العالم كانت قديما هى المكان الراقى لاجتماع الملوك والباشاوات من أيام الملك فاروق وما قبله كانت أكبر مشفى عالمى فى الشرق الأوسط بفضل العيون الكبريتية كانت أول مدينة بناها عبد الملك بن مروان لتكون مقرا لحكمه. انظر إلى شوارع مدينة حلوان قديما منظمة مطورة نظيفة لا ترى مكانا لشخص يتحدى القانون... ألان تحول اسم حى حلوان إلى جمهورية حلوان.. نعم أقولها وبكل صدق لقد أصبح فى مصر دولتان. جمهورية حلوان يا سادة يسيطر عليها كبار التجار ولعل ذلك خيرا ولكان الفاجعة إن المسجلين المجرمين سيطروا على شوارعها غصبا وقوة وافترشوا الشوارع محملين بالبضائع غير المرخصة متحدين القانون متخذين من الشوارع بيوتا لهم ومتاجر لهم يسرقون الكهرباء يتعدون على المواطنين الشرفاء. وكانت النتيجة انظر معى سيدى القارئ عندما يغيب القانون يظهر شبح الإجرام بكل قوة من منكم لم يسمع عن مليشيات حلوان والتى ظهرت بمنطقة تدعى (عرب غنيم) والذين ظهروا على الشاشات بمنتهى الجرأة والتبجح يعلنون تمردهم عن النظام العام للدولة بقوة السلاح والبلطجة ليس هدفى الآن أن أذكر لكم ما ميول ذلك التنظيم أو من الداعم لهم. فالأمر معروف برمته. وأرجو من سيدى القارئ ألا يتخذ من ذلك الحديث طريقا للحديث السياسى. ولكننى أعنى بالمفهوم الواضح أن حى حلوان تحول إلى جمهورية حلوان بفضل غفلة النظام بفضل انشغال السادة المسؤلين بتطوير الأحياء الراقية التى شبعت تطوير وإهمال المدينة التاريخية حتى أصبحت الآن من أكبر العشوائيات على مستوى الجمهورية بل أصبحت المصدر الرسمى المعتمد للعديد من المجرمين المسجلين والعديد من العمليات الإرهابية. وللأسف الشديد هناك المزيد والمزيد من الخراب ينتظر مستقبل الأبناء الصغار بحلوان إن لم تسرع الأجهزة المعنية بتطوير ذلك الحى العريق. أتوجه بالسؤال إلى العديد من المسؤلين: هل ترضون على أنفسكم إن تعيشوا فى ذلك الوضع المأساوى؟ هل تجرئون على عدم تطوير الأحياء الراقية؟ أم أصبح أبناء العشوائيات التى صنعتموها هم الأرخص ثمنا عندكم. وأقولها والله على ما أقول شهيد أنتم ياسادة من صنعتم العشوائيات وليس المواطنين أنتم الذين أهملتم الأحياء حتى تحولت إلى جمهوريات للبلطجة والعنف وتصدير الإرهاب. لا يجرؤ أحد فيها على تنفيذ القانون. ياسادة لقد أصبحت الطرقات والشوارع الرئيسية تباع وتؤجر من قبل العناصر الاجرامية. أنتم من ساندتم الباعة الجائلين بابتعادكم عن حل مشاكلهم بإنشاء أسواق بديلة أو على الأقل تطبيق القانون بكل ردع. وتركتم للمواطن العاجز تنفيذ القانون.. فالمواطن أشبه بالجندى الذى يدخل معركة بدون سلاح.. لا أرى اى حجة تقنعنى بإهمالكم للعشوائيات.. إذا كنا نخوض حربا ضد الإرهاب. فالأولى بنا أن نخوض أيضا حربا ضد الإهمال والعشوائيات لأنها هى المصدر الرئيسى للإرهاب.. فى وقت بدأنا نبنى فيه مصرنا العظيمة وصدق الشاعر فى قوله (العلم يرفع بيوتاً لاعماد لها... والجهل يهدم بيوت العز والكرم).