التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم السبت، الأمير كريم أغاخان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أغاخان العالمية، والوفد المرافق له، وذلك بحضور وزيرى التضامن الاجتماعى، والآثار، ومحافظ القاهرة. وصرح السفير حسام القاويش المتحدث الرسمى لرئاسة مجلس الوزراء، أن رئيس الوزراء أعرب خلال اللقاء عن تقديره للجهود والمشروعات التى تقوم مؤسسة أغاخان العالمية بتنفيذها فى مصر، وبخاصة مشروعات ترميم الآثار الإسلامية بمنطقة الدرب الأحمر، والتى ساهمت فى إعادة إحياء الآثار فى تلك المنطقة العريقة. وأضاف محلب، أن الدولة تعمل على إجراء أعمال الصيانة بالعديد من المساجد الأثرية، وتحرص على استمرارية الصيانة للحفاظ على أعمال الترميم التى يتم تنفيذها فى تلك المساجد. واقترح رئيس الوزراء على الأمير أغاخان أن تقوم المؤسسة بإنشاء شركة تتولى القيام بأعمال الصيانة الدورية للمساجد الأثرية التى تقوم المؤسسة بترميمها، مشيراً إلى أن هذه الشركة ستكون بمثابة عمل استثمارى يمول الأنشطة الاجتماعية والإنسانية الخاصة بالمؤسسة، مضيفاً أن مصر مازال لديها الكثير من الكنوز التراثية من المساجد والحدائق، وأن المناخ ملائماً بها لقدوم المزيد من الاستثمارات. وأشار رئيس الوزراء إلى إمكانية إبرام بروتوكول تعاون بين الدولة والمؤسسة، ينص على أن تقوم المؤسسة بأعمال الصيانة للمساجد التى تقوم بتنفيذ عمليات الترميم بها، مشيراً إلى أن هذه الشركة ستضمن الاستدامة والاستمرارية لأعمال الصيانة، بما يساهم فى صون تلك المساجد الأثرية، والحفاظ على قيمتها التاريخية والأثرية والسياحية، وبما يساعد أيضاً فى الوقت ذاته على إتاحة العديد من فرص العمل. من جانبه، توجه الأمير كريم أغاخان بالشكر إلى رئيس الوزراء على جهود الحكومة فى تيسير الأنشطة الخاصة بالمؤسسة، وتهيئة المناخ الملائم لتشجيع المجتمع المدنى على الإضطلاع بدوره. كما أكد الأمير استعداد المؤسسة للقيام بأعمال الصيانة للمساجد التى يعملون على الانتهاء من ترميمها، مؤكداً أن استمرارية أعمال الصيانة هى التى ستضمن الحفاظ على تلك المساجد الأثرية بعد انتهاء أعمال الترميم. وقد تم الاتفاق خلال الاجتماع على دراسة إمكانية استكمال بناء فندق عالمى فى منطقة حديقة الأزهر، مما يتيح موارد إضافية لأعمال إدارة وصيانة تلك الحديقة، خاصة وأن حديقة الأزهر قد قامت مؤسسة أغاخان العالمية بتنفيذها، وتؤول نسبة 60% من إيراداتها حالياً إلى محافظة القاهرة، بينما تؤول نسبة ال 40% المتبقية إلى صيانة الحديقة. كما تم الاتفاق على دراسة تحويل تلك المنطقة إلى مزار عالمى يعبر عن الحضارة الإسلامية العريقة، ويكون ذو مردود سياحى كبير. وأضاف الأمير أغاخان، أن المؤسسة ستقوم اليوم، بحضور وزير الآثار ومحافظ القاهرة وعدد من سفراء الدول، بإفتتاح الجامع الأزرق بمنطقة الدرب الأحمر بعد الانتهاء من مشروع ترميمه، مشيراً إلى أن هذا المشروع بدء تنفيذه فى عام 2001، بتكلفة بلغت نحو 20 مليون جنيه مصري، لافتاً إلى مساهمة الصندوق العالمى للآثار فى مشروع الترميم. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع ترميم الجامع الأزرق يعد واحداً ضمن مجموعة من المساجد التى قامت مؤسسة أغاخان بترميمها فى مصر، بالإضافة إلى ترميم جزء من السور الأيوبى الشرقى لمدينة القاهرة، وكذا مشروع تنمية الدرب الأحمر، مما يشير إلى الجهود التى تبذلها المؤسسة ووزارة الآثار لافتتاح مزارات أثرية جديدة أمام حركة السياحة المحلية والعالمية.
