استعاد المصريون وطنهم الغالى بعد ثورتين، قام الشعب المصرى ثائرا ضد الإهمال والفساد والإرهاب، وتحديا ضد الفقر والبطالة، وخلق حياة كريمة لكل مواطن بما يناسب الإمكانيات المتاحة فى الدولة، وهذا كله لا يأتى إلا بمشاركتنا جميعا يدا فى يد واحدة نعمل سويا ونجتهد لرفعة هذا الوطن والوصول سريعا إلى المزيد من التقدم والازدهار. لكننا ما زلنا نعانى من الإهمال والاستهتار واللامبالاة الشديدة المسيطر علينا من انفسنا نحن.. نعم فنحن الذى صنعنا الإهمال واللامبالاة الموجودة بداخلنا، فلننظر إلى شوارعنا المليئة بالقمامة من ملاها بالقمامة ؟! هل كانت شوارع مصر بهذا الشكل ؟!، فلننظر إلى المستوى الأخلاقى والتعليمى الذى اصبح فى ادنى مستوياته، من المسئول عن ذلك ؟!، انتشار المخدرات هذا الوباء الملعون الذى قضى على عقول الشعب المصرى ودمرها من المسئول عن ذلك ؟!، الانحطاط الفنى سواء كان فى مجال الغناء والفن أو غياب الثقافة والفكر من المسئول عن ذلك ؟! من الذى ساعد الإسلام السياسى فى مصر السيطرة على العقل المصرى حتى وصل إلى سدة الحكم من المسئول عن ذلك ؟! كل هذه التساؤلات وأكثر.. والإجابة هى نحن من فعلنا بأنفسنا ذلك ولا نلوم أنفسنا وهذا معلوم للجميع، ولكن لابد من صحوة لنا نحن كمصريين لننتشل انفسنا من هذه الامراض الفتاكة، فالحكومة ليست هى التى ستغير فكر ووعى الشعب، ولكن ينبغى عن الإعلام المصرى المساهمة فى تشكيل الوعى من خلال حملة قومية للوعى للمواطن المصرى فى شتى المجالات، وهذه الحملة تمتد لتصل إلى كل المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية وفى المدارس والجامعات، حملة هدفها الرئيسى هو توجيهه للقيام بنفسه بنظافة شارعه الذى يسكن فيه، بدلا من أن يلقى القمامة فى الشارع وينتظر عامل النظافة الحكومى أن يجمعها، علينا فى مساعدة بعضنا البعض فى مواجهة المخدرات التى اصبحت الآن منتشرة انتشارا فجا فى مصر، يجب أن يعود الفن الهادف، والذى هو أيضا عامل من عوامل الوعى الذى يجب الاهتمام به فمنذ غياب الفن المصرى الاصيل والفن الهابط أطاح بكل المثل والأخلاقيات، وغياب الاغنية الرومانسية المصرية، فقد ساعدت على قتل المشاعر والأحاسيس والحب فى المواطن المصرى، ناهيك عن التطرف الدينى الذى هو الآخر ساعد وبشكل مباشر وخطير فى تغييب العقل المصرى وتحريضه المستمر ضد مؤسسات الدولة مماجعل المواطن المصرى يشعر بالإحباط الشديد والانضمام للجماعات إرهابية المتطرفة، وأيضا الرياضة فهى عنصر أساسى فى التغلب على الإدمان وتقوية العقل والجسم للمواطن المصرى أو كما قال الحكيم "العقل السليم فى الجسم السليم" كل هذا سيشكل وعيا قويما شاملا للمواطن المصرى، للقضاء نهائيا على الإهمال فى شتى انواع الحياة، الذى أصبح كابوسا يهدد مصر ليل نهار، ينبغى علينا ايضا أن نبدأ بأنفسنا فى القيام بتلك المهمة الوطنية النبيلة فى القضاء على هذا الوباء اللعين.