أحيت دولة الاحتلال الإسرائيلى ذكرى قتلاها فى حروبها مع الدول العربية مساء أمس، الثلاثاء، وذلك فى عدة مناطق بالأراضى المحتلة ومدينة القدسالمحتلة، حيث حضر مراسم تأبين قتلى الجيش الإسرائيلى قادة الدولة العبرية السياسيون والعسكريون، مطلقين تصريحات عدائية ضد المنطقة العربية مدعين أن تل أبيب لا ترغب فى خوض الحروب ولكنها فرضت عليهم. وركزت جميع الصحف الإسرائيلية، الصادرة اليوم الأربعاء، على مراسم إحياء ذكرى قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلى وما تسميه إسرائيل "الأعمال العدائية"، وذلك قبل ساعات من احتفالها بما تدعيه ب"يوم استقلالها" وهو اليوم الذى احتلت فيه الأراضى العربية غدًا الخميس. وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، إنه تم تدشين المراسم مساء أمس فى بيت "ياد لبانيم" فى القدسالمحتلة، وبعد ذلك فى باحة حائط الغربى للمسجد الأقصى، وأقيمت الساعة الثامنة مساء مراسم إيقاد المشاعل، وتحدث الرئيس الإسرائيلى رؤوبين ريفلين قائلا: "إن جغرافية الألم كما تعلمت تلف إسرائيل طولا وعرضا، ولكنها لا تقسمها، فالموت يصيب المؤمنين وغيرهم، ولا يوجد معسكر لم يصله الموت"، حسب قوله. وزعم ريفلين: "إن إسرائيل ليست معنية بالحروب التى تصيبها، نحن لسنا رجال حرب وأبناؤنا لم يخرجوا إلى الحرب متعطشين للدماء، لا فى هذا الصيف ولا الذى سبقه ولا فى تلك الحروب الآتية، لقد فرض علينا القتال وفرض على أولادنا مواصلة حمل السلاح من أجل حماية حدودنا والدفاع عن بيتنا ومشروعنا الذى بنيناه هنا، والدفاع عن وجودنا لا يزال خيار حياتنا، والتزامنا هو معرفة أننا نفعل كل ما فى وسعنا من أجل منع الحرب القادمة والتوضيح لأعدائنا بأننا إذا اضطررنا للحرب فسنكون قادرين عليها"، على حد قوله. فيما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال جادى إيزنكوت: "إن الجيش يطالب بالحفاظ على اليقظة ومواصلة القتال دفاعا عن وجود إسرائيل"، مضيفا: "الكثيرون يكنون الشر لنا لأنهم لم يسلموا بوجودنا، لكن قوتنا والحكمة والتمسك بالهدف وبشكل خاص استعداد قادة الجيش وجنوده هى التى منعت وتمنع الأعداء من تحقيق إنجازات فى العنف والحرب، وسنواصل تعزيز قوة الجيش لكل سيناريو وتنفيذ كل المطلوب من أجل تحقيق أهدافنا، ردع الأعداء ومنع الحرب والمواجهة على حدودنا، وإذا تطلب الأمر سنهزم من يقومون علينا بإصرار وبقوة، فهذا هو هدفنا"، على حد تعبيره. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تحدث فى المراسم قائلا: "إن أولادنا وبناتنا قدموا كل شىء، حياتهم أيضا، من أجل ضمان أمننا، لا يوجد مستقبل للشعب اليهودى بدون إسرائيل". وأضاف نتنياهو زاعما: "أول قتيل يهودى سقط فى القدس قبل 142 سنة فى عام 1873، ومنذ ذلك التاريخ يحارب شعب إسرائيل من أجل العودة إلى بلاده وبناء سيادته.. إن ساحات الحرب لا تتغير تقريبا، وما يتغير هم الطغاة، ولكن كلما ازدادت تهديدات الأعداء بتدمير البيت، إسرائيل وما سبقها، ازداد إصرارنا على حماية البيت"، حسب تعبيره.