يقف الجميع فى صمت ليعلن الحاجب عن بدء الجلسة بصوت جهورى: "محكمة"، فتتسارع دقات القلوب ويجهز كل منهم حجته ليثبت صحة موقفه فتنهال ادعاءات النيابة ويحاول الدفاع التصدى لها ويستمع القاضى للجميع محاولا أن يستنبط حكمه، وينظر المتهم لهم من داخل القفص، وهو يدعى لله للهروب من غياهب السجون ليأتى المثل المصرى الأصيل ويقتحم القاعة.."هم يضحك وهم يبكى"،فالطبيعة الإنسانية رغم كل هذه الضغوط لا تستطيع مقاومة الضحك فى بعض المواقف والطرائف التى تحدث بقاعات المحاكم المصرية. هوس السيلفى يصل محاميى قضية تنظيم الظواهرى لم يتمالك محامو المتهمين أنفسهم ب"هوس السلفى" الذى انتشر موخرا، ورغم كل الزحم الذى حوى جلسة محاكمة محمد ربيع الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، و67 آخرين فى قضية اتهامهم بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابى يرتبط بتنظيم القاعدة، إلا أن المحامين كان لهم أسلوبا آخر لمواجهة تلك الضغوط، وقام كلا من منتصر الزيات وعلى إسماعيل وعلاء علم الدين والمشير أحمد إسماعيل، بالتقاط بعض الصور السيلفى. القاضى لمحامٍ: "غريبة إنك ملتحى ومتعرفش تتكلم عربى" لم يظن المحامى الذى تخرج وعمل ودافع عن الكثير أنه سيقف محرجا أمام عشرات من الحاضرين عندما تذكر لوهلة أيام الدراسة وتأنيب المدرسين له حين ناداه القاضى بالقضية المعروفة إعلاميا ب"اقتحام قسم التبين"، ووبخه لعدم إجادته اللغة العربية قائلا "أنا أعرف أن من يلتحى لابد وأن يكون قارئا للقرآن، وملما بقواعد اللغة العربية الصحيحة، أما أنه لا يستطيع أن يوجه سؤالا للشاهد باللغة العربية التى تفهمها المحكمة وتدور بها الجلسات. "المحامى العقر" يحاول كسب البراءة: موكلى "كذاب بطبعه" "المحامى حاوى ومحدش يقدر يغلبه".. ذلك ما كان فى محاكمة "مذبحة بورسعيد" عندما قدم الدفاع أشرف العزبى بمرافعته حجته وقال "موكلى كذاب بطبعه"، وجاء ذلك التأكيد مستندا على تقرير الصحة النفسية الموقع على المتهم، وأكد أنه يُعانى من ارتفاع معدلات الكذب والاندفاعية، ليعقب الدفاع بأن ذلك يبرر تضارب الروايات المختلفة للمتهم خلال التحقيقات، وأن ذلك التضارب لا يرجع لكون المتهم "مذنبا" فيحاول أن يبعد عنه الشبهات، ولكنه يرجع لكونه معتادا على الكذب، وأن ذلك "طبيعة شخصية" فيه. الكتاتنى: أنا ذى فيلم إسماعيل ياسين بشخصيتن" لم يجد القيادى الإخوانى سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل، بد من إبدائه السخرية وندب حالة بعد قصور كل الحجج القانونية أمامه أمام محكمة جنايات القاهرة فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، قائلا "أمر الإحالة بقضيتى "يذكرنى بفيلم قديم للفنان إسماعيل يس، وكان بيظهر بشخصيتين، أحدهما راجل ساخر كان يسلم نفسه والتانى حويط يهرب نفسه.. فعقب القاضى ساخرا على حديثه: "الفيلم ده كانوا أخوات". مرسى للمحكمة: عندى خبرة قانونية.. القاضى: خليك فى الفلزات لم يكتفى الرئيس الأسبق محمد مرسى، بكل ما قدمه دفاعه خلال محاكمته بقضية الهروب من سجن وادى النطرون ليطالب الدفاع عن نفسه ويوجه حديثه للمستشار شعبان الشامى قائلا "أنا عندى خبرة قانونية، وعاوز أتكلم، وأوضح تفاصيل مكالمة الجزيرة المشهورة، فعقب القاضى على كلامه قائلا "خليك فى الفلزات"، ثم سأل القاضى دفاع "مرسى" عن موافقتهم على كلامه فأجابوا بالموافقة، وتابع مرسى قائلا: "أنا هقول كلمتين أريحك فيهم" فعقب القاضى عليه قائلا "أحنا مستريحين". الدفاع: مصيبة تكون الأدلة الجنائية متعرفش.. والقاضى: مصر كلها مبتعرفش" لم يكن أمام دفاع محمد صلاح سلطان فى قضية "غرفة عمليات رابعة" إلا الدفع بفساد الأحراز والعبث بها، مستشهدا بجهاز "اللوجى"، الذى عجزت الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية عن فتحه أو التعامل معه، فقالت: دا فاصل شحن، وأكد: "مصيبة تكون مصلحة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية متعرفش تتعامل مع الأحراز"، فعقب القاضى عليه ساخرا: "دى مصر كلها مبتعرفش". 7- "شيكولاتة وكرواسون وهولز" فى سجون الإخوان لم يقف الحد فى الطرائف والغرائب بالمحاكم عند المصطلحات والمواقف اللحظية، بل امتد للنيابة العامة، عندما قالت فى معاينتها لغرفة المتهم أحمد عبد العاطى، سكرتير الرئيس الأسبق محمد مرسى، وجود 8 زجاجات مياه غازية وشيكولاتة و"هولز " وعلبة بلاستيكية بداخلها 14 علبة عصير جوافة و20 قطعة كرواسون مغلفة ومحشوة و6 أكياس شيبسى وكيس تمر هندى و9 معلبات ألبان، ويتم توزيع وصرف الغذاء المقرر لهم يوميا. الشاهد للمحكمة: أنت فاهمنى.. والقاضى: عيب تقول الكلمة دى لم يسع القاضى إلا توبيخ الشاهد أحمد محمد عز الدين الضابط بقطاع الأمن الوطنى ب"أحداث بولاق أبو العلا" بعد تكراره لفظ "وحضرتك فاهمنى"، ليرد عليه قائلا: "عيب عليك تقول كلمة "أنت فاهمنى دى" لهيئة المحكمة. محامى لأحد المتهمين: "أهلك خطبولك بنت خالتك يامحمد" لم يمنعه السجن الخطبة بعد أن قام أهل أحد المتهمين بأحداث الشغب التى شهدتها جامعة الأزهر فى ديسمبر 2013 من الخطبة له، وهو خلف القضبان، حيث قام الدفاع الخاص به برفع لافتة كتب عليها: "يا محمد يا مجدى أهلك خطبولك بنت خالتك" وهو ما أثار عاصفة من الصياح والهرج داخل القفص وقيام المتهمين بتهنئة زميلهم على الخطوبة.
