لا خلاف بيننا على أنه لابد من الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، ولا أحد يختلف على ضرورة أن يكون لنا برلمان يتحدث باسم الشعب ويقر القوانين ويوثق المعاهدات ويكون صوت مصر أمام العالم.. وليس الغرض من هذا هو أن نرضى العالم ونكسب ود وحب أمريكا أو الدول الغربية باننا لنا برلمان ولكنه ضرورة لدفع عجلة التنمية وتسريع وتيرة التقدم الاقتصادى.. هذا هو الكلام الذى نعرفه ويدركه كل مسئول فى الدولة، ولكن ماذا عن الجانب الآخر؟؟.. وأقصد به المرشحون والمشتاقون لكرسى البرلمان والجلوس تحت القبة والتمتع بالمزايا التى لا حصر لها بداية من الحصانة ونهاية بالمخصصات التى تمنح من فترة إلى أخرى تحت أى مسمى (شقق اقتصادية لتوزيعها على أبناء الدائرة المحتاجين.. تعينات أبناء الدائرة فى كل الوزارات.. الخ..). وبين هذا وذاك يكون عمل عضو البرلمان وهى بالقطع تأخذ معظم وقته ومجهوده.. أما أن يكون برلمانيا عاملا أو أن يكون نائب خدمات وهذا ما لا تحتاج إليه مصر فى الفترة القادمة وبمقارنة بسيطة بين البرلمانى المصرى والبرلمانى الأمريكى أو الأوربى نجد أن كل برلمانى أوروبى أو سيناتور أمريكى هو مؤسسة فى حد ذاته ولديه فريق عمل كبير من مختلف التخصصات قد يتعدى المئات من الخبراء. هذا الفريق يمثل فى تكوينه شكل الدولة بحيث أن كل كلمة أو قرار أو قانون يخرج من الحكومة له نظير فى هذا الفريق يستطيع أن يدرس وينقد ويبحث ويرد على الحكومة ..هذا إلى جانب أن كل عضو برلمانى له فكر ورؤية وطنية واضحة.. وخط سياسى ملتزم به وهذا نتيجة تراكمية للحياة السياسية فى تلك البلدان. نحن دولة مازالت نامية وتحتاج الكثير والكثير من التجارب الديمقراطية والتحركات السياسية والممارسات الفعلية.. والتدريب على العمل السياسى.. لذا فأننى أشفق على النواب الجدد فى برلمان مصر 2015.
