أسرة ماتت بداخلها مشاعر الأبوة والأمومة، واستحوذ المال على عقول أفرادها، فقرروا تأجير ابنتهم الطفلة الصغيرة لشخص يتسول بها داخل محطات مترو الأنفاق، مقابل حصولهم على 150 جنيها يومياً، حيث رأت الأسرة فى الطفلة أنها بمثابة دخل يومى لهم، يعوضهم عن عدم رغبة الأب والأم فى العمل، حتى نجحت أجهزة الأمن فى القبض على المتهم وبرفقته الطفلة الصغيرة، فى مشهد تمثيلى، حيث وضع كمية من الأقمشة الطبية على رأسها لاستجداء المواطنين وكسب تعاطفهم. كواليس الواقعة، بدأت عندما شاهدت الخدمات الأمنية المتواجدة بمحطة مترو حدائق الزيتون مواطنا يحمل طفلة مدعياً أنها ابنته وأنها تعانى من مرض خطير وأن لها شقيقة مريضة بالسرطان، ويحمل أوراقا طبية و"أشعّة" وروشتات وكيس دم عبارة عن دم طيور حتى يكون أشبه بالحقيقة ولجذب تعاطف المواطنين، فضلا عن وضعه أقمشة طبية على رأس الطفلة وآثار دماء وكانون موصل بكيس الدم. ألقت شرطة النقل والمواصلات القبض على المتهم، وتبين أنه يدعى "كمال.م" 19 سنة ومقيم بطنطا، وأن الطفلة تدعى "شروق.ب" 7 سنوات، وعثر بحوزته على 300 جنيه جمعها خلال ساعتين من المواطنين. وقد اعترف المتهم أمام اللواء السيد جاد الحق مساعد أول وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، أنه اتفق مع أسرة الطفلة على استئجارها يومياً مقابل 150 جنيها للتسول بها فى محطات المترو وفى الشوارع من أجل جمع المال، وأنه حصل على بعض "الروشتات" والأدوية من بعض أصدقائه ووضع دماء على وجه الطفلة ورأسها لكسب ود المواطنين وتحايله عليهم، وقام بتدريب الطفلة على البكاء والتوسل للركاب حتى تجمع منهم أكبر قدر من الأموال. وأضاف المتهم أن أسرة الطفلة تعتبرها بمثابة دخل يومى ثابت لهم، يحصلون من ورائها على 4500 جنيه شهرياً، حيث تنفق على الأسرة بأكملها، وأن والديها لم يشغلهما المخاطر التى تتعرض لها الطفلة من ملاحقات أمنية وتحرش البعض بها. وتوجه عدد من المواطنين لقسم شرطة الزيتون للتأكد من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتهم، لقيامه باستغلال الطفلة فى أعمال التسول، وأثناء التحقيق اعترف المتهم باستغلال الطفلة وقام بنفسه بفك الضمادات المصطنعة، فيما وجه المواطنون شكرهم لرجال الشرطة على نظرتهم الصائبة وتمنوا لهم دوام التوفيق.