رباب الجالى - جاكلين منير - هند المغربى - شريف الديب - محمد كمال - خالد حجازى - محمد فرج - معتز الشربينى - عمرو خلف - صلاح المسن - مصطفى جبر مأساة حقيقية يعيشها أهالى قرية دانيال بمركز إطسا فى الفيوم، تجعلهم فى كل يوم يدركون أنهم لن يعانوا الظلم وسوء الخدمات فى حياتهم فقط بل إنهم سيعانون الأمرين وهم جثث تحت التراب. بعد المعاناة فى الدنيا تغرق مياه الصرف الزراعى مقابر القرية التى تضم 30 عزبة يسكنها أكثر من 30 ألف نسمة منذ خمس سنوات، حيث أصبحت جثث وعظام الموتى تعوم فوق المياه، والأهالى لا يجدون حلا والمسؤولون أغلقوا أبوابهم. أكد أهالى القرية أن هذه المقابر موجودة بعزبة صقر أبوجليل منذ أكثر من أربعين عاما وتخدم جميع أبناء قرية دانيال والعزب التابعة لها وهى مقسمة إلى مقابر للمسلمين ومقابر للمسيحيين إلا أنه منذ أكثر من 10 سنوات قامت مجموعة من الأهالى باستصلاح أراض بالجبل تعلو المقابر وزراعتها وصرف المياه التى تروى بها الأرض على المقابر ما تسبب فى غرقها. وأضاف الأهالى: «نعتبر ما حدث إهانة لأمواتنا فحينما نقوم بدفن المتوفى نبحث كثيرا حتى نجد قبرا جفت به المياه وبعد يومين نذهب ونفتح المقابر لنكشف على الموتى ونرى من فيهم عامت جثته فوق المياه فنقوم بنقلها لقبر آخر نقصت به المياه، فكيف نعيش ونحن نرى جثث الموتى التى أمر الله بإكرامها تهان وتعوم فوق المياه وكيف لا يوفر لنا المسؤولون مكانا للمقابر والظهير الصحراوى يحيطنا من كل مكان؟». وأشار الأهالى إلى أنهم سبق أن قاموا بعمل أوراق لتخصيص 20 فدانا بالجبل للمقابر بدلا من المقابر التى أغرقتها مياه الصرف الزراعى، وجمعوا النقود من أبناء القرية لإنهاء هذه الأوراق وأنفقوا عليها آلاف الجنيهات وحصلت على موافقات الرى والآثار وجميع الجهات وكانت تقف على موافقة المحافظ إلا أنه بعدما أرسلوا الأوراق للمحافظة لإنهاء الموافقة عليها فوجئوا بأن هذه الأوراق ليست موجودة واختفت من المحافظة. ويعود ملف مقابر قرية دانيال بالفيوم إلى 5 سنوات ماضية عندما كشفت مناقشة ساخنة بالمجلس الشعبى المحلى لمحافظة الفيوم فى عام 2010 حول هذه القضية عن فساد التنفيذيين وتلاعبهم بمصلحة المواطن، حيث فجر سيد مشاطى عضو المجلس وقتها أزمة المقابر، وقال إنها أغرقتها مياه الصرف الزراعى، وأصبحت عظام الموتى تعوم فوق هذه المياه دون تحرك من المسؤولين.