شارك الرئيس السودانى عمر البشير فى المؤتمر الاقتصادى المصرى المنعقد فى شرم الشيخ انطلاقًا من حب السودان لمصر وتقديرًا لمكانة مصر وريادتها العالمية، مشددًا على أن عزة مصر من قوة السودان. وقد دعا فى المؤتمر إلى تعزيز التكامل المصرى السودانى فى مجال إنتاج الغذاء لامتلاك السودان الأرض والمياه، ومصر تمتلك الطاقة البشرية والخبرات والقدرات وطالب بإزالة القيود الإدارية والجمركية التى تقيد التجارة مع مصر، فبات من الضرورى أن يتم استغلال الموارد الطبيعة والبشرية لدى البلدين، وهذا يمثل هدفًا إستراتيجيا وأولوية قصوى من قبل حكومتى مصر والسودان، فمصر تبلغ مساحتها مليون كليومتر مربع أما السودان فمساحتها 5,2 مليون كيلو متر مربع كما أن السودان لديه 1000 مليار متر مكعب من مياه الأمطار و60 مليار متر مكعب من مياه الأنهار. فلابد من التحرك والتوجه السريع إلى دولة السودان للاستثمار الزراعى لسد فجوة الغذاء التى تعانى منها مصر، إن التكامل الاقتصادى بين مصر والسودان لابد أن يتم فى أسرع وقت ممكن لأنه الحل الوحيد للخروج من الأزمات الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها البلدين فكميات الأمطار غزيرة فى السودان وغير مستغلة تحتاج إلى خبرة المزارع المصرى، حيث تتواجد الموارد الطبيعية الهائلة من أرض خصبة ومياه، تحتاج إلى الاستثمار الزراعى للمستثمرين المصريين والسودانيين لإنتاج المحاصيل الاستراتيجية فى السودان بغرض سد الفجوة الغذائية فى مصر وزيادة الدخل القومى السودانى. أن السودان يمتلك فرصًا ومناخًا استثماريًا مواتيًا فى مجال الزراعة والإنتاج الحيوانى وكذلك يمتلك ما يفوق المائتى مليون فدان وتنساب فى ربوعه الأنهار الدائمة والموسمية. برغم ما تملكه السودان من الموارد الطبيعية إلا أنها لم تستغل بسبب ضعف إمكانية السودان المادية والبشرية، ففى ظل المزايا النسبية التى تتمتع بها دولة السودان مما يعزز القدرة التنافسية لمنتجاتها ويسهم فى زيادة معدلات النمو الاقتصادى لصالح مصر والسودان، فإن مفاتيح التنمية الشاملة فى مصر والسودان هى التكامل الاقتصادى بينهما لنقلهما من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة الواعدة. إن التنمية التى تهدف إلى الإنتاج وليس الترفيه والاستهلاك هى الأنفع والأمثل فى حياة الشعوب.