قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف عبر تاريخه الممتد يحافظ على ثقافة وتراث الأمة الإسلامية باعتباره أقدم جامعة فى العالم لا تزال تمارس دورها العلمى والدعوى والثقافى. وأكد الطيب لوفد جامعة فرايبورج الألمانية من الأساتذة والطلاب يرافقه أساتذة وطلاب من قسم الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية بكلية اللغات والترجمة، أن وجودكم فى رحاب الأزهر هو رسالة سلام وتواصل بين الشرق والغرب، الذى لا زال فى حاجة إلى التعرف على الحضارة الشرقية، كما أن الشرق فى حاجة إلى التعرف على حضارة الغرب حتى لا تكون هناك عزلة بين الحضارتين، موضحًا أن المسلمين لا يؤمنون بصراع الحضارات، وإنما يؤمنون بتكاملها وتعاونها. وقال شيخ الأزهر لوفد الأساتذة والطلاب الألمان: أنتم اليوم مع زملائكم من الأزهر نموذج حى على تلاقى الحضارات، ونحن ننتظر منكم الكثير مما يتم عمله فى تلاقح الحضارتين الشرقية والغربية، واعلموا أنكم نواة حضارة جديدة يجتمع فيها الشرق والغرب، فأنتم صناع سلام دولى، ومن حقكم أن تفخروا على أقرانكم بدوركم فى تأكيد التلاقى بين الشرق والغرب. وأضاف الإمام الأكبر، "نعقد عليكم آمالا فى أن تبينوا للغرب والغربيين سماحة الإسلام والمسلمين بموضوعية وإنصاف وهذا حق المسلمين عليكم"، واقترح فضيلته استضافة مجموعة من الطلاب والأساتذة الألمان المتخصصين فى حقل العلوم الإسلامية والعربية لدراسة مكثفة فى العربية والتراث حتى يتمكنوا من معرفة الثقافة الإسلامية الصحيحة من منبعها الأصيل الذى هو الأزهر الشريف. ودار نقاش بين الأساتذة والطلاب وبين الإمام الأكبر استمع إلى طلباتهم ومقترحاتهم بشأن التكامل بين الأزهر وغيره من الجامعات الألمانية، وشكر الوفد الإمام الأكبر على إتاحة الفرصة لهم بهذا اللقاء المهم الذى يحفزهم، وتمنوا تكرار مثل هذا اللقاءات المثمرة. وأعرب الوفد الألمانى عن شكره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر الذى ساهم فى إنجاح الاتفاقية التبادلية بين طلاب الأزهر والطلاب الألمان، مؤكدًا استفادته الكبيرة من تلك الزيارات التى تتم بين الجانبين بهدف التعرف على ثقافة البلدين. وأشاد الوفد الألمانى بما تقوم به جامعة الأزهر من تخصيص محاضرات للطلاب الألمان لدراسة التفسير ومقارنة الأديان وبرامج لتعلم اللغة العربية بهدف التواصل مع أقرانهم وغيرهم من الناطقين بالعربية.
