سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران.. «كلمة السر» فى لعبة التقسيم الطائفى للمنطقة العربية.. حاولت فتح جبهة جديدة فى اليمن بعد دعمها لحزب الله فى لبنان .. وأعلنت عن تسيير 14 رحلة جوية أسبوعية مع اليمن بعد تزايد السيطرة الحوثية
نقلا عن العدد اليومى.. لا تتوقف نزعة إيران نحو بسط نفوذها فى الشرق الأوسط عبر التقسيم المذهبى، عند حد دعم حزب الله فى لبنان أو الميليشيات الشيعية فى العراق، حيث كشفت التطورات على أرض اليمن منذ نجاح ثورتها الشعبية فى الإطاحة برئيسها السابق على عبدالله صالح، عن أن الجمهورية الإسلامية الشيعية سعت إلى فتح جبهة جديدة لنفوذها، واستهدفت السيطرة على اليمن، أحد بلدان الربيع العربى، باستغلال علاقات طهران بالجماعات الشيعية على أرض البلد العربى. فبينما تقدمت الحكومة الانتقالية اليمنية باعتذار عن الحروب الستة التى شنها الرئيس السابق على عبدالله صالح ضد الحوثيين بين عامى 2004 و2010، صعدت حركة أنصار الله الحوثيين، من تمردها ضدها، وسيطر متمردوها على محافظة عمران، فى يوليو 2014، وقاموا بعدها بمحاولات للاستيلاء على محافظة الجوف ثم محاصرة العاصمة صنعاء وتمكنوا من السيطرة بالفعل على مقر قيادة القوات المسلحة ورئاسة الوزراء ومقر المنطقة العسكرية السادسة، وأخيرا الإطاحة بالرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادى. الحوثيون أطاحوا برئيس الوزراء اليمنى، أولا، وسيطروا على التليفزيون الحكومى والبنك المركزى فى أواخر 2014، وفى محاولة لاحتواء الأزمة لجأ الرئيس عبدربه منصور هادى، لتوقيع اتفاق أملاه المتمردون، بدعم من مبعوث الأممالمتحدة، حقنا للدماء، ونص الاتفاق على اختيار رئيس وزراء جديد وفى نفس الوقت رفض الحوثيون التوقيع على البنود الأمنية للاتفاق الذى يدعو لانسحاب قواتهم من صنعاء وعدة مناطق أخرى استولوا عليها. انقلاب حوثى شيعى بدعم إيرانى وأمام محاولات أممية لاحتواء الأزمة، وعلى الرغم من نفى عبدالمالك الحوثى، زعيم حركة التمرد، نيته الإطاحة بالرئيس هادى وتأكيده أنه يسعى فقط لتحقيق التغييرات السياسية المطلوبة من جانبهم، فإن الأزمة اتخذت منحى مختلفا، حيث تكشفت نية الحوثيين الشيعة فى السعى للسيطرة على الحكم، مع بروز دور إيران التى تسعى لمد نفوذها داخل الشرق الأوسط من خلال دعم قوى التمرد الشيعية فى المنطقة. وبحسب تقارير إعلامية غربية فإن إيران سعت لبناء علاقات وطيدة مع الحوثيين فى اليمن، على حدود المملكة العربية السعودية، وتقول صحيفة الديلى تليجراف إن وفدا من الوزراء اليمنيين ذهب إلى طهران، مطلع مارس الجارى، لإجراء محادثات بين البلدين، حيث تسعى إيران لتقوية قبضتها الدبلوماسية فى بلد عربى آخر مضطرب، ومثل الوفد حكومة الحوثيين المزعومة، وهى جماعة التمرد الشيعية المقربة من حزب الله اللبنانى الشيعى، والذى وصفته الصحيفة بذراع إيران فى لبنان. تعزز سيطرة الحوثيين الشيعة على اليمن، بإجماع الخبراء، النفوذ الإيرانى فى أربعة عواصم عربية هى صنعاءوبيروت ودمشق وبغداد، وكان من بين العلامات الأولى على النفوذ الإيرانى فى البلاد الإعلان فى أواخر فبراير الماضى عن تسيير 14 رحلة جوية جديدة، أسبوعيا، بين صنعاءوطهران. إمدادات بالسلاح والتدريب قبل أيام، أكد مسؤولون أمريكيون، أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن الحرس الثورى الإسلامى فى طهران كان يمد وحدات حوثية بالتدريب والسلاح، وبحسب وكالة رويترز للأنباء فإن هناك مخاوف متزايدة بشأن تلقى المتمردين الحوثيين، الذين سعوا للسيطرة على اليمن، تدريبات على يد وحدات النخبة لدى الحرس الثورى الإيرانى، وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من أن تكون مهمة الحرس الثورى الإيرانى تضمنت تدريب الحوثيين على استخدام أسلحة متطورة استولوا عليها بعد سيطرتهم على قواعد عسكرية يمنية. وقد أقر مسؤول حوثى، فى تصريحات للصحافة الغربية، الأسبوع الماضى، بأنه تم إعداد الحوثيين لمواجهة الهجمات الجوية التى تشنها المملكة العربية السعودية، التى تقود ائتلافا عربيا لضربهم فى اليمن بهدف استعادة حكومة الرئيس منصور هادى للحكم، وهو ما يؤكد الدور الإيرانى فى إشعال الأزمة فى اليمن. وأشارت وكالة الأسوشيتدبرس، إلى أن التدخل الواضح من جانب إيران فى الأزمة اليمنية والذى دفع المتمردين الشيعة «الحوثيين»، لتوسيع قبضتهم على البلاد، يثير شبح صراع إقليمى يجرى فيه تأليب الدول العربية السنية ضد القوة الشيعية الإيرانية، وتقول الوكالة: بينما تنفى إيران والحوثيون أن طهران توفر السلاح والتدريب لحركة التمرد، فإن الدولة الشيعية أمدتهم بالفعل بالمساعدات الإنسانية وغيرها، وبحسب دبلوماسى خليجى فإن قرابة 5 آلاف إيرانى وعضو من حزب الله اللبنانى ومقاتلين شيعة عراقيين، على الأرض فى اليمن لدعم الحوثيين، حيث يوفرون لهم التدريب والإرشاد. تجربة التقسيم المذهبى فى العراق محاولات إيران للتقسيم المذهبى برزت أولا فى العراق، حيث دورها فى دعم الميليشيات الشيعية وحكومة رئيس الوزراء السابق نورى المالكى، على الرغم من فشلها وتمييزها الشديد ضد المواطنين السنة ما دفع بعضهم للترحيب بتنظيم داعش الإرهابى، فى البداية، عند سيطرته على مدينة الموصل وأجزاء من العراق. وعلى الرغم من الدور الإيجابى الذى تلعبه إيران فى تكريت فى مواجهة تنظيم داعش عبر دعم الميليشيات العراقية الشيعية بالسلاح والتدريب، لكن هذا التواجد يثير أيضا قلقا دوليا واسعا حيال التفتت الطائفى فى العراق، وهو ما دفع رئيس أركان الجيوش الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسى، إلى الإعراب عن قلقه حيال تنامى النفوذ الإيرانى عبر الفصائل الشيعية المشاركة فى معارك تكريت، مشيرا فى تصريحات صحفية، فى 9 مارس الجارى، إلى أنه بالإمكان رؤية الكثير من الأعلام والشعارات التابعة لميليشيات شيعية مرفوعة من قبل القوات التى تقاتل تنظيم داعش، فى حين أن الأعلام الوطنية العراقية نادرة، فيما حذر من أن الائتلاف الدولى ضد التنظيمات المتطرفة فى العراق قد يتفكك ما لم تقم الحكومة العراقية، التى ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، بتسوية الانقسامات الطائفية فى البلاد. تقسيم على أساس طائفى وعرقى تحركات إيران فى اليمن والعراقوسوريا ونفوذها فى لبنان، عبر وكيلها حزب الله الشيعى، حيث تواجه بيروت أزمة ممتدة تتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، تعيد إلى الأذهان خريطة كانت قد نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى سبتمبر 2013، وتوقعت فيها تقسيم 5 بلدان فى الشرق الأوسط إلى 14 بلدا على أساس طائفى وعرقى. الخصومات الطائفية والعرقية يمكنها تقسيم سوريا إلى ثلاث فئات، تضم الأولى العلويين، وهى الأقلية التى تسيطر على الحكم فى البلاد منذ عقود وتتركز فى الممر الساحلى، والأكراد الذين يرغبون فى الاستقلال بالإقليم الشمالى والاندماج مع أكراد العراق، والسنة الذين يشكلون حركات التمرد، ليشكلوا بالاتحاد مع محافظات فى العراق ما يسمى بدولة «سنيتان» التى تمتد من وسط سوريا إلى وسط العراق. وبعد اتحاد أكراد العراقوسوريا لتشكيل دولتهم فى شمال البلدين، واتحاد السنة فى الوسط، فإن جنوبالعراق سيتحول بدوره إلى دولة «شيتستان» التى ستكون للشيعة العراقيين، وشملت توقعات الصحيفة الأمريكية تقسيم اليمن إلى جزأين وقالت إن واحدا منهما سيهيمن عليه الشيعة بدعم إيرانى.