حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2.2 تريليون جنيه حجم الاقتصاد غير الرسمى فى مصر .. 330 مليار جنيه قيمة الضرائب المهدرة على خزينة الدولة و47 ألف مصنع «بير سلم» تعمل خارج مظلة الاقتصاد الرسمى 1200 سوق عشوائية منتشرة بمحافظات الجمهورية
دراسة على مكتب رئيس الوزراء تكشف:
نشر في اليوم السابع يوم 29 - 03 - 2015

حصلت «اليوم السابع» على دراسة أعدها اتحاد الصناعات عن حجم الاقتصاد الموازى، غير الرسمى، فى مصر، وقدمها الاتحاد فى الأسبوع الماضى إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزارة المالية، متضمنة حلولا لدمج الاقتصاد الموازى تحت مظلة الاقتصاد الرسمى.
الدراسة التى أعدها محمد البهى، عضو هيئة المكتب التنفيذى باتحاد الصناعات، تكشف عن أرقام مهولة لحجم الاقتصاد الذى يطلق عليه بعض خبراء السوق ب«الاقتصاد الأسود»، فقد تفاقم حجم هذا السوق فى السنوات الأربع الماضية، ليصل- حسب تقديرات الدراسة- إلى حوالى 2.2 تريليون جنيه مصرى، وتسبب فى ضياع 330 مليار جنيه قيمة الضرائب المهدرة على خزينة الدولة.
وتشير الدراسة التى انفردت بها «اليوم السابع»، إلى أنه فى الوقت الذى تبذل فيه الدولة جهودا كبيرة للبحث عن موارد لتمويل متطلبات زيادة الأجور وزيادة الإنفاق على الخدمات وسد عجز الموازنة، فإن الحل الذى يتبادر للأذهان أن ذلك ممكن من خلال وسيلتين: الأولى: عن طريق الاقتراض الداخلى أو الخارجى، والثانية: من خلال زيادة الضرائب أو فرض ضرائب جديدة.
وأوضحت الدراسة أن هذا أمر ممكن ولكنه يفتح الباب للتساؤلات عن كيفية السداد فى حالة الاقتراض مع قلة الموارد وتنامى زيادة العجز فى الموازنة العامة للدولة، وإذا ما قررنا زيادة الضرائب فهناك علاقة طردية بين المبالغة فى سعر الضريبة وزيادة الحصيلة.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك طرقا غير تقليدية لزيادة حصيلة الضرائب من خلال تحصيل مستحقات الدولة من السوق الموازى الذى يعمل بصورة غير رسمية وبعضه يرتدى ثوب الشرعية، وأغلبه لا يلتزم بسداد أى رسوم أو ضرائب مستحقة للخزانة العامة للدولة، وبالتالى فإن مجرد إخضاعه للقواعد والقوانين سيؤدى حتما إلى مضاعفة الرسوم والضرائب المستحقة للدولة، علما بأنه لا يوجد بالأسواق سعران لسلعة واحدة، ويعنى ذلك أن جميع السلع والخدمات محملة بالضريبة، حيث يسددها القطاع الملتزم ويحصلها السوق الموازى لنفسه دون وجه حق.
وأضافت الدراسة، أن «السوق الموازى» هو تعبير عن كيان اقتصادى ضخم ينتشر فى كل أنحاء الوطن ويضم ملايين العاملين فى قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات، وله قواعده وأعرافه الخاصة، أهمها أن التعامل يكون غالبا بدون مستندات أو فواتير ضريبية، وبالتالى فإن العاملين بهذا القطاع وإن كانوا موجودين بالفعل على الأرض، إلا أنهم غير ملتزمين بالنظم والقوانين ولا يخضعون للأجهزة الرقابية المختلفة التى تراقب وتضبط أداء الاقتصاد الرسمى.
أموال ضخمة وضرائب ضائعة
وتوضح الدراسة أن حجم الاقتصاد الموازى قد تضخم خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تجاوزت تعاملاته السنوية «2.2 تريليون جنيه»، وفقا لآخر إحصائيات البنك الدولى، وتبلغ قيمة الضرائب الضائعة على الدولة، طبقا لنسب التحصيل الحالية، 15% أى ما يقارب من «330 مليار جنيه»، وبالتالى فإن حجم هذا السوق يمثل رقما هائلا، فإذا وضعنا فى اعتبارنا أن نسب التحصيل العالمية للضرائب من 25 إلى 27% تصبح الحصيلة الضائعة على الخزانة أكثر من «550 مليار جنيه» أى أنه إذا تم تحديث الإدارة الضريبية والاهتمام بالعنصر البشرى وتحسين أحوالهم المعيشية مع تأهيلهم وتدريبهم على النظم الحديثة وإذا طبقنا الدراسة بإخضاع المتعاملين بالسوق الموازى للقانون. فسوف تقترب الحصيلة الضريبية من تريليون جنيه سنويا، مما يغنينا عن الاقتراض الداخلى أو الخارجى ويقلب عجز الموازنة إلى فائض.
ومن أهم مكونات السوق الموازى «مصانع بئر السلم»، حيث تجاوز عدد المسجلين بالسجل التجارى «90 ألفا» ومن حصل على عضوية اتحاد الصناعات «43 ألفا فقط» أى أن هناك حوالى «47 ألفا» لم يستخرجوا سجلا صناعيا لمباشرة عملهم، حيث اشترط القانون ضرورة حصولهم على عضوية اتحاد الصناعات ليتمكنوا من استخراج السجل الصناعى، كما ألزم القانون كل من بلغ رأس ماله 5 آلاف جنيه بالاشتراك فى اتحاد الصناعات، ويعنى ذلك أن هناك الآلاف يحصلون على غطاء شرعى لمزاولة عملهم ثم يتوقفون عن استكمال باقى الموافقات، مشيرة إلى أنه من الإنصاف أن أغلب هؤلاء أجبروا على هذا الوضع نتيجة صعوبة الحصول على التراخيص وتعدد الجهات المانحة وتعارض القرارات فيما بينها.
الباعة الجائلون أهم مظاهر الاقتصاد الموازى
بالإضافة إلى انتشار الأسواق العشوائية فى أنحاء الجمهورية، حيث زاد عددها على «1200 سوق» وفقا للإحصائيات الموجودة داخل محافظات جمهورية مصر العربية، وكلها تقريبا تتعامل بالأموال السائلة، وتفشى ظاهرة الباعة الجائلين، حيث بلغ عدد العاملين فى هذا القطاع 8 ملايين مواطن، القليل منهم يعمل بشكل دائم، والغالبية العظمى يعملون بعض الوقت من الطلبة والموظفين وربات البيوت والأطفال، والبعض يتخذها غطاء للتسول، وهؤلاء هم الأداه الحقيقية فى يد أباطرة السوق من المهربين وأصحاب مصانع بئر السلم.
وأكدت الدراسة أنه نتيجة تفشى تلك الظاهرة أصبحت أغلب العقارات داخل القاهرة والمدن الكبرى تستخدم الوحدات حتى الدور الثالث، كمخازن لتلك الأنشطة لقربها من الباعة، مما أدى لارتفاع أسعار وإيجار تلك الوحدات وعدم توفر وحدات سكنية، كذلك تكدث العاصمة بسيارات النقل مختلفة الأحجام بالإضافة للتلوث الناتج عنها.
عقارات غير مسجلة بقيمة 2.4 تريليون جنيه
ويضاف إلى مكونات السوق الموازى قطاع المهن الحرة وعدم التزامه بسداد الضرائب الواجبة، أيضًا قطاع المقاولات الذى نما بشكل عشوائى والذى نما مع المد العمرانى وانتشار البناء بدون الحصول على تراخيص، مما يؤثر ربما على حياة المواطنين ويفسد الذوق العام والشكل الحضارى للمبانى، حيث إنه من أكبر مكونات الاقتصاد الموازى، حسبما ذكرت دراسة الخبير الاقتصادى هرناندو دى سوتو هرناندو دى سوتو. مؤسس معهد الحرية والديمقراطية فى البيرو، بأنه يوجد فى مصر أكثر من «25 مليون عقار» المسجل منها «8% فقط» وتبلغ القيمة السوقية لتلك العقارات «295 مليار دولار»، أى ما يعادل «2.4 تريليون جنيه مصرى تقريبا»، بالإضافة لمخالفات المبانى سواء التوسع الأفقى أو الرأسى على المبانى القائمة أو البناء على الأراضى الزراعية.
وتضمنت الدراسة آليات لتطبيقها من خلال تشكيل المجلس الأعلى للضرائب الصادر بقرار رئيس الجمهورية رقم «358 لسنة 2010» وتحديد اختصاصاته بحيث يكون على رأسها تنمية الموارد من خلال العمل على دمج الاقتصاد الموازى وإنشاء لجان لمتابعة حصر وتقييم المجتمع الضريبى، وإنشاء لجان للفصل فى المنازعات الضريبية والعمل على حلها دون اللجوء للقضاء.
بالإضافة إلى تحسين دخول العاملين بالضرائب والحفاظ على كرامتهم بتحديث وضعية المأموريات وتأثيثها بما يناسب حياتهم المعيشية والعائد الذى يعود على الدولة من تهيئة المناخ المناسب لتأدية عملهم، ومنحهم بدلات مجزية، مع ربط حافز الأداء بحسن معاملتهم للممول وتحقيق التوازن بين حق الممول وحق المصلحة مع التدريب الدائم على النظم الحديثة، وإنشاء وحدات ثابتة بالأسواق والمراكز التجارية لمراقبة إصدار الفواتير مع اعتبار أى مستند بديل بمثابة فاتورة ضريبية على أن يمنحوا صلاحيات بتوقيع عقوبة فورية على عدم إصدار فاتورة بقيمة عشرة آلاف جنيه على أن تتكرر العقوبة بتكرار الواقعة.
اعتبار واقعة البيع للمستهلك هى المنشئة للضريبة بمعنى أنه إذا لم يتمكن بائع التجزئة إثبات مصدر السلعة يتحمل هو كامل الضريبة، فإذا ما تجاوزت الضريبة صافى ربحه فسوف يحرص قطعا على طلب الفاتورة سواء من الصانع أو تاجر الجملة أو المستورد، وبذلك نكون ضبطنا كل الحلقات السابقة: إعادة إدارة حصر المنشآت وتقييمها مع منحها سلطة الاطلاع على المستندات، مع توقيع عقوبة مالية بواقع خمسين ألف جنيه فى حالة عدم إمساك دفاتر تحاسبية طبقا لنوع وطبيعة النشاط، وإنشاء سجل قومى لأى نشاط صناعى أو تجارى يقام داخل الجمهورية سواء كان لشخص معنوى أو اعتبارى وإعطائه رقما كوديا يحتوى على كل البيانات المتعلقة بنشاطه مع التغذية المستمرة لما قد يطرأ عليه مستقبلا من توسع أو إضافة أنشطة أخرى أو اندماج فى نشاط آخر مع ربطه بالرقم القومى للأشخاص الاعتباريين.
بالإضافة إلى إعلام المجتمع من خلال وضع لا فتات مضيئة على المشرعات القومية ومشروعات البنية التحتية والخدمات تحتوى على قيمة المشروع مع ذكر عبارة «هذه المشروعات ممولة من حصيلة الضرائب.. فاحرص على حقك فى طلب الفاتورة عند التعامل»، بالإضافة إلى اعتماد كل مصروفات الممول المؤيدة بمستندات حتى نشجعه على طلب الفواتير دون التقييد بنسبة معينة، وتعميم استخدام ماكينات عد النقدية التى بها قرص مدمج لا يفتح إلا بواسطة مسؤول الضرائب مع إصدار تشريع يجعله شرطا من شروط منح التراخيص.
وأشارت الدراسة إلى أنه من أهم الآليات التى يجب تطبيقها ضرورة الربط بين جميع الوزارات والهيئات المانحة للموافقات والتراخيص والتنسيق بينها، حيث تمنح إحدى الوزارات رخصة تشغيل لمنشأة، وتأتى الأخرى لتغلقها، فمثال على ذلك، عدد أعضاء شعبة مستحضرات التجميل باتحاد الصناعات «265 مصنعا» كلها حاصلة على سجل صناعى من وزارة الصحة، وعدد المصانع الحاصلة على رخصة وزارة الصحة «85 مصنعا» والعدد الأكبر منها لا تعترف به وزارة الصحة، لأنها تطبق معايير صناعة الدواء على مصانع التجميل، طبعا هذا بالإضافة لأكثر من ألف معمل ومصنع آخر تعمل خارج الشرعية ليأسها من انطباق شروط الصحة عليهم، بالرغم من أن دولة مثل الصين يقوم اقتصادها على ما يطلقون عليه مصنع الغرفة الواحدة ونقوم نحن باستيراد إنتاج تلك المصانع، حيث ندعم المواطن الصينى على حساب المواطن المصرى.
مصانع بير السلم
وأشارت الدراسة إلى أن مصانع «بير السلم» لم تعف نفسها من الضرائب والرسوم فحسب، بل أعفت نفسها أيضا من تطبيق أى مواصفة مع استخدامها أردأ الخامات التى تضر بالمستهلك وسمعة الصناعة الوطنية فى كل المجالات، لافتة إلى ضرورة إخضاع تلك المصانع للأجهزة الرقابية التابعة لوزارة الصناعة مع توحيد جهات الرقابة، حيث طال الغش أيضا الأدوية والمستلزمات الطبية التى قد تودى بحياة المواطنين، بالإضافة إلى تعظيم العقوبات على الغش التجارى وزيادة الغرامات المالية خاصة فيما يتعلق بصحة وحياة المواطنين، إنشاء أسواق حضارية نوعية على أطراف القاهرة والمدن الكبرى، ونقل جميع الباعة الجائلين والأسواق الداخلية إليها مقابل رسوم رمزية للوحدات، حسب حجمها وطبيعة النشاط، مع إمدادها بالخدمات وخطوط المواصلات السريعة، كذلك تفريغ القاهرة من المخازن وإنشاء مخازن قطاعية وإخضاعها للرقابة، وذلك لتطبيق معايير الجودة وسهولة حصرها.
بالإضافة إلى إصدار تشريع بتقنين ملكية المبانى مقابل رسم رمزى «2%» من قيمة عقد الشراء على نفقة المشترى مع اعتماد الوارد بالعقود وإقرار من المشترى بصحة البيانات الواردة بالعقد وتطبيق القانون على وقائع التزوير، كذلك تحصيل رسوم على مخالفات المبانى، مع وضع رسم موحد للمتر المربع لكل منطقة جغرافية واحدة أو متماثلة، إن لم تكن تمثل ضررا على قاطنيها أو تعديا على المرافق العامة أو أملاك الدولة، كذلك التصالح مع البناء على الأراضى الزراعية حتى تاريخه مع تجريم البناء بعد صدور القانون، فإزالة المبانى والخرسانات من الأراضى الزراعية يعد أكثر كلفة من استصلاح مساحات صحراوية أكبر منها، على أن يتضمن النص التشريعى حظر التعامل مع الخدمات بعد انقضاء ستة أشهر من تاريخ صدوره، وأن يقدم إيصال السداد كمستند للتعاقد أو استمرار الخدمة من كهرباء ومياه وغاز وخلافه، علما بأن هذا الإجراء يرفع القيمة السوقية للعقارات ويحقق عائدا للدولة من خلال تسجيل الحلقات اللاحقة ويؤمن تعاملات المواطنين ويمكنهم من الاقتراض بضمان ممتلكاتهم وسهولة توريثها لأبنائهم.
وأخيرًا ضرورة أن تعمل الدولة على الحد من التعامل النقدى، وتسهيل فتح الحسابات البنكية، وإصدار البطاقات الائتمانية للمواطنين مهما كانت دخولهم، فلا يوجد التزام طوعى بأى مكان فى العالم، ولكن توجد دائما إرادة الدولة فى فرض القانون على الجميع.
البهى: 40% حجم الاقتصاد الموازى
وقال محمد البهى، عضو هيئة المكتب التنفيذى باتحاد الصناعات، إن حجم المتحصلات التى يمكن أن تحصل عليها الدولة من الضرائب نتيجة ضم الاقتصاد غير الرسمى، تصل إلى ثلاثة أضعاف الضريبة الحالية.
وأضاف، فى تصريحات ل«اليوم السابع»، أنه أعد هذه الدراسة عن الاقتصاد الموازى، لتوضح حجم الاقتصاد الذى لا يخضع تحت رقابة الدولة، والذى إذا ما تم ضمه إلى الاقتصاد الرسمى فسيعمل على سد عجز الموازنة، لافتا إلى أن حجمه يمثل 40% من حجم الاقتصاد الرسمى ككل، مؤكدا أنه حال تطبيق الضرائب على هذا الاقتصاد بالنسب الحالية سوف ترتفع الضرائب المتحصلة بمعدل 150%.
أوضح البهى، أن نسب التحصيل الضريبى المتعارف عليها فى العالم تصل إلى 25% و27%، وإجمالى الضرائب التى تطبق على دورة رأس المال السنوية 15%، وهو ما يشير إلى أن هناك هدرا وفاقدا من الاقتصاد الموازى، من خلال الاستيراد بفواتير مصطنعة أو مضروبة.
خبير دولى: اقتصاد غير مسجل رسمياً
من جانبه أوضح هرناندو دى سوتو، مؤسس معهد الحرية والديمقراطية فى البيرو، وأحد خبراء الاقتصاد والتنمية العالميين، فى دراسة أعدها عن حجم الاقتصاد الموازى فى تونس ومصر نشرتها «اليوم السابع»، أن حجم الاقتصاد غير الرسمى فى مصر يوازى إجمالى الاستثمارات الأجنبية التى تم ضخّها فى مصر منذ خروج الحملة الفرنسية وحتى الآن.
وأكد المفكر الاقتصادى ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بيرو للحرية والديموقراطية هيرناندو دى سوتو، أن الاقتصاد المصرى يفقد الكثير من قيمته، بسبب عدم تسجيل كل النشاطات الاقتصادية والتجارية، مضيفًا أن حجم الاقتصاد غير الرسمى فى مصر يصل إلى 395 مليار دولار، فيما لا تزيد قيمة قرض صندوق النقد الدولى على 4.8 مليار دولار فقط، وأضاف أن تنظيم الاقتصاد غير الرسمى يمكن أن يوفر تمويلا كبيرا لتعظيم موارد الدولة، بشكل يغنيها عن القروض الخارجية، موضحا أنه من واقع دراسته للاقتصاد غير الرسمى فى مصر، اكتشف أن 8% فقط من العقارات فى مصر هى الموثقة بشكل صحيح، وأن أغلب العقود غير مسجلة قانونيا، كما أن 82% من الشركات التجارية والصناعية غير موثقة لدى الحكومة بشكل صحيح.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد استقبل رئيس معهد «الحرية والديمقراطية» والخبير الاقتصادى، الأبرز فى العالم، هيرناندو دى سوتو قبل الانتخابات الرئاسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.