عام كامل مر على استشهاد عروس الصحافة المصرية ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور، التى لقيت مصرعها فى 28 مارس 2014، بعد تلقيها رصاصتين بالرأس والوجه فى الاشتباكات التى وقعت بين جماعة الإخوان وقوات الأمن بمزلقان عين شمس. ميادة أشرف عروس الصحافة، جاءت من قرية إسطنها التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، لكى تتمم تعليمها الجامعى كواحدة من طالبات كلية الإعلام، وتحقق حلمها فى أن تصبح صحفية مشهورة، لكنها دفعت حياتها ثمن ذلك عندما قررت النزول بكاميرتها لتغطية وتوثيق الأحداث بمنطقة عزبة النخل بعين شمس. خرجت "ميادة" كعادتها كل يوم جمعة لتغطية التظاهرات التى ينظمها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، لتنقل ما يدار من أحداث حاملة كاميرتها واللاب توب الخاص بها وهاتفها المحمول، وذلك بعد أن نشرت "بوست" على صفحتها الشخصية على الفيس بوك "ميهموش العمر يفوت يدفع فى الحرية حياته لو اتكتف للحظة يمووووت"، لكنها لم تكن تعلم هذه المرة أنها ستخرج ولم تعد. واقعة استشهاد ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور البداية كانت، باحتماء "عروس الصحافة" بمسجد الشيخ عبيد فى عزبة النخل عقب تطور الأحداث بين قوات الأمن وأنصار الإخوان، وبدأت بإرسال خبر لصحيفة الدستور تحت عنوان "مسيرة للجماعة الإرهابية تطلق النار بشكل عشوائى على أهالى عين شمس"، وبعد أن انتهت من كتابة الخبر أخذها الفضول الصحفى لمعرفة ما يدار لكنها فوجئت برصاصتين أصابتاها فى الرأس مباشرة فسقطت ميادة أرضا. حاول عدد من أصدقاء ميادة وأهالى عزبة النخل، إنقاذها، إلا أنه فارقت روحها الجسد معلنة انضمامها لقائمة شهداء الصحافة، لتكون الأخيرة عقب استشهاد الحسينى أبو ضيف، التى حملت فى ذكرى استشهاده لافتة كبيرة كتب عليها "الكاميرا لا تزال فى أيدينا يا حسينى ومكملين"، وكأنها تعلم أنه قد يحين الوقت ويرفع أحد أصدقائها صورتها وهى ترافق شهداء المهنة فى الحياة الأخرى. نقل جثمان ميادة أشرف لمستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة نقل جثمان الشهيدة ميادة أشرف من موقع الحدث إلى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة عقب استشهادها، وذهب ضياء رشوان نقيب الصحفيين آنذاك للمستشفى لمتابعة التطورات ووقعت مشادات بين عدد من الصحفيين المتواجدين بمحيط المستشفى ورشوان، وأكد نقيب الصحفيين السابق، أنه لن يستطيع أحد الضغط على سير التحقيقات فى واقعة استشهاد الزميلة "ميادة أشرف"، قائلا: "مفيش راجل فى مصر هيقدر يضغط علينا"، مضيفا أنه لن يتم التحقيق مع شاهدة العيان على الواقعة الزميلة "أحلام حسانين" دون حضوره شخصيا وبصحبة محام وعضو مجلس النقابة. وأوضح أنه أجرى اتصالا هاتفيا بوزير العدل طالبه خلاله بفتح تحقيق فورى وعاجل فى واقعة استشهاد الزميلة "ميادة أشرف" باشتباكات عين شمس. دفن جثمان ميادة أشرف بمسقط رأسها بالمنوفية وعقب حصول أهالى ميادة أشرف على تصريح دفن جثمانها وانتهاء الطب الشرعى من تشريح الجثة، تحرك الجثمان فى تمام الساعة الثالثة من فجر السبت الموافق 29 مارس 2014 إلى مسقط رأسها بمدينة أسطنها، التابعة لمحافظة المنوفية، برفقة عدد من أصدقائها والأهل، وخرجت الجنازة من مسجد الصمد بالقرية عقب صلاة الفجر ودفنها بمقابر العائلة، وسط ترديد الأهالى: "حسبى الله ونعم الوكيل". واكتفت عزة رمضان أحمد، والدة الشهيدة، حينئذ بترديد عبارات "حسبى الله ونعم الوكيل.. منهم لله اللى حرقو قبلى عليك يا ميادة"، كما اتهم عدد من الصحفيين حينئذ الأمن بالتورط فى قتل ميادة مؤكدين أن زملاءها الملازمين لها فى الواقعة أكدوا أن الرصاصة جاءت من جانب قوات الأمن، مطالبين بتحقيق عادل فى الواقعة، فيما اتهم أيمن رشاد، عم "شهيدة الصحافة"، جماعة الإخوان بالتسبب فى مقتلها أثناء تغطيتها لاشتباكات الجماعة والأمن بعين شمس. الجماعة الصحفية تنتفض عقب استشهاد ميادة أشرف وانتفضت الجماعة الصحفية آنذاك ونظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية، أمام مقر نقابة الصحفيين، للتنديد بمقتل ميادة أشرف فى أحداث عين شمس، وأصدر الصحفيون بيانا، أعلنوا فيه عن رفضهم لموقف نقيب الصحفيين المتخاذل اتجاه أزمة الشهيدة ميادة أشرف الصحفية بجريدة "الدستور"، باكتفائه فقط بمنحها عضوية شرفية بالنقابة. وعلى الفور تقدمت نقابة الصحفيين، ببلاغ للنائب العام، المستشار هشام بركات، للتحقيق فى واقعة مقتل الزميلة ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور، خلال قيامها بمهام عملها فى تغطية فعاليات مظاهرات عناصر جماعة الإخوان بمنطقة الألف مسكن وعين شمس، تطالب فيه باتخاذ الإجراءات القانونية بشأن واقعة مقتل الزميلة، وفتح تحقيق موسع فى الحادث. وخرج اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، ليؤكد أن الشرطة بريئة من دم شهيدة الصحافة ميادة أشرف، التى استشهدت أثناء أحداث اشتباكات عين شمس، مشيرًا إلى أن آخر خبر كتبته الشهيدة خلال تغطيتها الأحداث، أن عناصر الإخوان الإرهابية يطلقون النار بعشوائية على الأهالى، مضيفا أن الشرطة توصلت إلى خيوط هامة بالقضية، وأنه تم التوصل لمرتكبى الواقعة وسيتم ضبطهم قريبًا". وأكدت وزارة الداخلية آنذاك، أنه تم ضبط 21 إرهابياً شكلوا خلية اغتالت ميادة أشرف واستهدفت الشرطة، وخرجت جهات التحقيق المختصة لتعلن حبس متهمين بارتكاب أحداث الاشتباكات التى نشبت بمنطقة عين شمس، التى راحت ضحيتها الصحفية ميادة أشرف واثنان آخران 15 يوما على ذمة التحقيقات، ولكن حتى الآن لم يتم تحديد قاتل ميادة. حفل تأبين الشهيدة ميادة أشرف على سلالم نقابة الصحفيين وفى الذكرى الأولى على استشهاد ميادة أشرف، أعلنت لجنة الحسينى أبو ضيف للدفاع عن مهنة الصحافة، عن تنظيم حفل تأبين للشهيدة على سلم نقابة الصحفيين، تزامنا مع مرور الذكرى السنوية الأولى على استشهادها وذلك كأولى الخطوات التصعيدية التى سوف تتخذها اللجنة لفتح ملف قتلها المسكوت عنه منذ استشهادها العام الماضى، أثناء تغطيتها لمسيرة جماعة الإخوان بمنطقة عين شمس. وأعلنت اللجنة، أنها ستتخذ المزيد من الإجراءات التصعيدية لفتح ملف جميع شهداء الصحافة، بداية من الشهيد أحمد محمد محمود أول شهيد للصحافة، الذى تم قتله فى 28 يناير أثناء تصويره لأحداث جمعة الغضب، مرورا بالشهداء الحسينى أبو ضيف وميادة أشرف وتامر عبد الرؤوف وغيرهم، تمهيدا للقصاص لهم من قتلتهم. وأكدت اللجنة أن حفل تأبين الشهيدة ميادة اشرف سيشهد العديد من الفعاليات، بداية من تنظيم وقفة بالشموع الساعة السادسة مساء على سلم نقابة الصحفيين مع رفع صور للشهيدة ميادة مكتوب عليها القصاص، تليها عقد مؤتمر صحفى على سلم النقابة يستعرض آخر التطورات للقضية. وطالبت اللجنة، مجلس النقابة بتشكيله الجديد ونقيب الصحفيين، تبنى قضايا شهداء الصحافة الذى تم إهمالها خلال العاميين الماضيين، واتخاذ إجراءات جدية تهدف فى نهايتها إلى الوصول لقتلتهم الحقيقيين وتقديمهم للعدالة للقصاص منهم. وفد من "الصحفيين" يتوجه لأسرة الشهيدة ميادة أشرف فى ذكرى رحيلها وعلى جانب آخر، دعا يحيى قلاش نقيب الصحفيين، لتنظيم وفد من مجلس النقابة والجمعية العمومية، لزيارة أسرة الشهيدة الصحفية ميادة أشرف بقريتها بمحافظة المنوفية، صباح الأحد، بمناسبة الذكرى الأول لاستشهادها. ميادة أشرف، التى راحت ضحية للاشتباكات التى وقعت بين قوات الأمن وجماعة الإخوان بمنطقة عين شمس فى 28 مارس 2014، والتى كانت تبلغ من العمر آنذاك 22 عامًا والتى لم تكتمل أحلامها فى الزواج وفى العمل، فى انتظار الثأر لها.. فهل سيسعى نقيب الصحفيين الجديد لإعادة فتح ملف شهداء الصحافة والقصاص لهم ؟".
