سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نزلات الموت على الطريق الدائرى تحصد أرواح المصريين يوميا.. وحوادث الطرق عرض مستمر منذ بداية 2015.. خبير طرق وكبارى: مصر تعانى أزمة تخطيط وصيانة طرق.. ورحلة المصريين من الموت إلى الدفن روتين الموت على الطريق.. أسهل طرق الموت فى مصر..
لافتة زرقاء متهالكة طمس الزمن معالمها، تشير إلى عدد الكيلومترات الباقية فى رحلتك إلى العالم الآخر، طريق الأسفلت الذى تتخلله الثقوب والحفر والفواصل المتهالكة يرشدك وحده بدون الحاجة إلى لافتات إلى ملك الموت الذى يقف فى نهاية الطريق منتظراً الروح القادمة، بعد أن تفرغ تماماً لحصد أرواح المصريين على طرقات الموت التى لم تعد تنقلك سوى لمحطتك الأخيرة، وحده يأتى فى موعده الذى تغفله دائماً سيارات الإسعاف، وحده هو من يقف منتظراً على الطريق ليقف أمامك فى المشهد الأخير دون أن يقدم ثانية أو يؤخر أخرى، لا يشغله تأخر المسعفين أو غياب رجال الشرطة، فله معك موعداً لن يخلفه مهما حاولت أنت، ينهى مهمته مسرعاً، ويترك باقى العمل لمحاضر معاينة الحوادث، وسيارات الإسعاف التى لا تحمل الموتى غالباً، ولجان رصد تزايد أعداد الحوادث المروعة على الطرقات فى مصر، لتضيف حادثة أخرى إلى ملايين حالات الموت التى تحصدها طرقات مصر لحظة بعد أخرى. هتطلع هتموت.. هتنزل هتموت.. هتعدى هتموت.. من قضاء لآخر، يتنقل المصريون بين طرق مصر وكباريها ومطالعها ومنازلها، قضاء الموت غدراً فى لحظة لم يحسب لها الراكب حساباً، أو العيش ما تبقى عاجزاً، أو مصاباً أو مفلساً، فعلى طرق مصر السريعة يمكنك لقاء الموت يومياً فى أماكن ثابتة استبدلت لافتات الإشارات الزرقاء بأماكن محددة للحوادث اليومية، وتحولت من طرقات أو مطالع للكبارى، أو فواصل ووصلات للطرق إلى محطات "موت محقق" لا يخلف موعده مع الزائرين.. - الدائرى وما أدراك ما الدائرى.. طريق الموت الأول فى مصر مقبرة ممتدة بطول حوالى 108 كيلو مترات، تطوق محافظة القاهرة الكبرى بحزام مستدير من قصص الحوادث اليومية التى لا تخلو من الدماء، والأرواح التى تلفظ أنفاسها الأخيرة على مطالع ومنازل الدائرى، وهو الطريق الذى عقدنا عليه الآمال والأحلام كمنقذ من زحام شوارع القاهرة المزدحمة، والمكدسة بإشارات المرور والطرق ذات الحارة الواحدة، ولكن بعد حوالى 10 سنوات من إنشائه تحول إلى عداد تنازلى للأرواح، ومرتع لمراقبة إهمال الحكومة لطريق أعلن عدم صلاحيته للاستخدام الآدمى. محور المريوطية، أو بمعنى آخر أشهر طرق الموت فى مصر على الإطلاق، هو المحور الذى وقف على رأس قائمة أكثر نقاط الدائرى إهمالاً، وحصداً للأرواح يومياً، وهو المحور الذى كسرت فيه معدلات الحوادث اليومية الرقم القياسى لباقى المناطق التى تستقبل الحوادث على الطريق نفسه، وذلك وفقاً للإحصائية الأخيرة التى أعدتها إدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية، والتى أكدت أن محور المريوطية وحده حصد العام الماضى فقط 673 حادثا ما بين المنيب والمريوطية، و474 حادثا من المريوطية لطريق الواحات، و339 حادثا من محور المريوطية لمنطقة حازم حسن، بينما تعددت الحوادث على المحور هذا العام لتصل إلى حوالى 10 حوادث هذا العام فقط، تنوعت ما بين سقوط السيارات من أعلى الكوبرى، وتصادم سيارات النقل بالسيارات الملاكى. - سلم بشتيل ونزلة بهتيم.. سلالم الموت على الدائرى.. فواصل متباعدة تسقط السيارات بداخلها، لينفجر إطار إحداها، أو تنقلب الأخرى، وتسبب كارثة من الكوارث اليومية على الطريق الدائرى، هكذا هو عنوان المرور على إحدى هاتين النزلتين، سواء بسلم بشتيل الذى تركته غياب أعمال الصيانة لسنوات عديد مكاناص للموت بين الفواصل المتباعدة، والطريق الذى تملؤه الحفر والفراغات، أما نزلة بهتيم التى أضاف لها الأهالى منزلاً ترابياً عشوائياً، فتحولت هى الأخرى لواحدة من نزلات الموت على الطريق الدائرى بالإضافة لكونها مكاناً يهدد سلامة ما تبقى من الطريق. - دائرى المعادى والتجمع الخامس.. إصلاحات لا تنتهى وحوادث متكررة.. نفق التجمع، ونقطة الرجوع القريبة التى تقود السيارات من القطامية إلى المعادى، أو من القطامية إلى مدينة نصر، وامتداد هذا الطريق على الاتجاهين، هى إحدى المناطق التى تشهد حوادث يومية، رجوعاً لعدة أسباب أولها الإصلاحات المستمرة التى لا تنتهى، والتى تؤدى إلى محاولات تجاوز الإصلاحات واصطدام الشاحنات وسيارات النقل الثقيل، إلى جانب الغياب التام لملاجئ الطوارئ ووحدات الإنقاذ، والظلام الدامس على جانبى الطريق وهو ما يؤدى إلى المزيد من الحوادث اليومية. نزلة الطالبية.. مطلع بدون منزل فى نفس الاتجاه.. نزلة ترابية أعدها الأهالى بدون تخطيط، أو مهندس معمارى هى نزلة الطالبية التى تعانى من الكثير من المشاكل، نظراً لسوء التخطيط فى هذه المنطقة، وتخصيص مطلع للدائرى بدون نزلة فى نفس الاتجاه، وذلك لأن المنزل الوحيد يبعد عن الطالبية 3 كيلو متر من منطقة المنيب. أما منطقة زهراء العمرانية، فهى المنطقة التى لا يتوفر فيها المطلع لهذا الاتجاه، وغالباً ما يلجأ السائقين إلى الصعود فى عكس الاتجاه، فى حالة التوجه للهرم، وهو ما يؤدى إلى الكثير من الحوادث والمخالفات التى لا حصر لها فى هذه المنطقة. معدلات الوفيات نتيجة لحوادث الطرق فى مصر، هى المعدلات التى لا تتوقف عن الصعود سنوياً، واختراق إحصائيات الأعوام السابقة، ووفقاً لاحصائيات منظمة الصحة العالمية فأن مصر هى الأولى بلا منازع على مستوى العالم فى حوادث الطرق، ويبلغ عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق 13 ألف قتيل و60 ألف مصاب سنوياً، حيث يبلغ عدد القتلى بحوادث الطرق 131 قتيلاً، لكل 100 كيلو فى مصر، فى حين أن المعدل العالمى يتراوح ما بين 4 و20 قتيلاً، إلى جانب ما يشير إليه مؤشر قسوة الحوادث وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التى تؤكد أن عدد القتلى يبلغ 22 قتيلا لكل 100 مصاب من حوادث الطرق، فى حين أن المعدل العالمى 3 قتلى لكل 100 مصاب. الدكتور "خالد محمود" أستاذ الطرق والكبارى بجامعة القاهرة تحدث ل"اليوم السابع" عن أهم مشكلات الطرق والكبارى والتى تؤدى إلى آلاف حالات الموت سنوياً، قائلاً: أهم ما نعانيه من كوارث فى معظم الطرق، لا يتوقف عند مشاكل التخطيط للطرق فحسب، بل يعتمد بشكل أكبر على غياب أعمال الصيانة الدورية التى يجب أن يخضع لها أى طريق كل ستة أشهر. وأضاف "محمود": أهم مشاكل الطريق السريعة وخاصة الكبارى، هو تآكل الفواصل، والذى يؤثر على العمر الافتراضى للكوبرى، وهو ما يؤدى إلى تآكل المناطق الخرسانية، وظهور الفواصل المتباعدة وشروخ الطريق، والحفر التى تؤدى غالباً إلى الحوادث المتكررة، هذا إلى جانب ما نعيشه من سوء تخطيط فى حجم الطريق والقياسات المرتبطة بأماكن المطالع والمنازل المخصصة للسيارات، وتخصيص الطرق لسير المركبات الثقيلة، والشاحنات وسيارات النقل التى تسير مع السيارات الملاكى بدون نظام أو قواعد على الطرق، هذا إلى جانب غياب الإرشادات المرورية، وعلامات الطريق، وغياب ملاجئ الإنقاذ، وهو ما يؤدى بالكامل إلى كوارث مستمرة لن تتوقف سوى بإصلاح الكبارى والطرق هندسياً، ثم تطبيق القواعد المرورية على السائقين. مشرحة ونيابة وقسم وطب شرعى وتصريح دفن.. الموت فى مصر ليس آخر محطات الروتين.. حادث مروع، مشهد مرعب مر به شريط الحياة للحظة الأخيرة أمام أعين واحد من ضحايا نزيف الأسفلت، ثم صعدت روحه للسماء، وبقى جسده معلقاً بين الأوراق الرسمية وأختام الحكومة والتصريحات التى غالباً ما تستغرق وقتاً أكثر من الموت نفسه. رحلة الجثة المصرية التى رحلت على أثر حوادث السير، منذ الموت على الأسفلت وحتى الاستقرار فى قبر مظلم لا يعترف بتصريحات الدفن، وقد رصدها "اليوم السابع" بالتفصيل، سواء فى حالة الجثة مجهولة الهوية، أو تلك التى يتلقى ذووها الخبر فور وقوعه. "محمد خضر" المحامى بالنقض تحدث ل"اليوم السابع" عن الرحلة كاملة، بداية من الضحية التى يوقعها الحظ العاثر فى المشرحة تحت لافتة "مجهول الهوية"، وقال "خضر": فى حالة الوفاة فى حادث تصادم لجثة مجهولة الهوية، تبدأ الإجراءات بالمشرحة التى تتسلم الجثة فور معاينة القسم التابع لمكان الحادث، والانتهاء من محضر المعاينة وإخطار النيابة ثم تصوير الجثة أكثر من صورة. الخطوة الثانية هى النشرة التى يصدرها قسم الشرطة لكل الأقسام الأخرى بمواصفات الجثة وصورها، إلى أن يعثر عليها أحدهم، ثم تبدأ بعدها مصلحة الطب الشرعى فى إخطار النيابة العامة، ترسل بعده النيابة العامة إخطاراً لقسم الشرطة، ومفتش الصحة باستخراج تصريح الدفن، وهى العملية التى تحتاج أسبوعاً كاملاً على أفضل تقدير فى حالة العثور على الجثة بعد عدة أيام. أما فى حالة معرفة أهل الضحية بمكان الجثة مباشرة، فتختلف الإجراءات التى يكمل "خضر" الحديث عنها قائلاً: فى حالة التعرف على الجثة، تبدأ الإجراءات ببلاغ لقسم الشرطة الأقرب لمكان الحادث، يتوجه بعده أفراد الشرطة لمعاينة مكان الحادث، والإمساك بالمسئول عن الحادث، وإن لم يكن فى حالة تسمح بالحديث والتحقيق ينتظر قسم الشرطة حتى يتعافى المسئول عن الحادث لاستجوابه، واستجواب الشهود، وهو ما يمكن أن يستغرق وقتاً تقضيه الجثة فى مكان الحادث حتى انتهاء التحقيق، أو فى ثلاجة المستشفى التى نقل إليها على أفضل تقدير. يكمل "خضر" بعد انتهاء التحقيق مع المتهم تماماً، والانتهاء من كتابة محضر التحقيقات، تبدأ النيابة بإصدار 3 قرارات، الأول قرار لقسم الشرطة التابع لمكان الحادث لعمل تحريات وجود شبهة جنائية أو عدم وجودها، وبعد انتهاء تحريات الشبهة الجنائية ينتقل التقرير للنيابة مرة أخرى. أما القرار الثانى الذى يتوقف على الأول، فهو إرسال خطاب لمفتش الصحة، ومعاينة الجثة لكتابة سبب الوفاة، والقرار الثالث الذى يتوقف بدوره على الأول والثانى، هو قرار لاستخراج تصريح الدفن بعد الانتهاء من محضر التحريات، وخطاب مفتش الصحة والتأكد من سبب الوفاة. أما عن تصريح الدفن الذى ينتهى إليه الحال بعد كل الخطوات السابقة فيقول "خضر": الأوراق المطلوبة لاستخراج تصريح الدفن، هى شهادة ميلاد أصلية للمتوفى وبطاقته أو بطاقة أحد أهله من الدرجة الأولى، وفى حالة عدم وجود بطاقته أو بطاقة ذويه، يتم الانتظار لحين الحصول على إثبات شخصيته، أو شخصية والده أو والدته أو إخوته. نسخة من تصريح الدفن يحتفظ بها أهل المتوفى الذى لم يتبق منه سوى "تصريح للدفن" وشهادة وفاة يتم استخراجها بعد عدة أيام، ونسخة أخرى من التصريح نفسه تسلم "للتربى" الذى يقوم بدفن الجثة واستلام أوراقها الرسمية مختومة بختم الدولة التى أقرت بعد رحلة طويلة من الروتين أن المتوفى من حقه الاستراحة الأبدية بشهادة المصالح الحكومية. 5 حوادث مروعة راح ضحيتها العشرات منذ بداية العام عام جديد استقبله المصريون بالأمل فى نهاية حمامات الدم المستمرة على الأسفلت، بعد أن حققت مصر العام الماضى لقباً جديداً وقفت به على رأس قائمة الدول الحاصدة للأرواح فى حوادث الطرق، وهو العام الذى لم يفلح فى محو السمعة السيئة التى اكتسبتها الطرق المصرية من قتل الركاب والمارين فوقها، من خلال حوادث مروعة استمرت يومياً فى تذكيرنا أن الموت فى وسائل المواصلات المصرية هو أسرع طرق الموت فى مصر، وأن ما تفقده مصر من أرواح نتيجة للحوادث المروعة التى لا تنتهى يفوق ما فقدته فى حروبها الثلاث. انقلاب أتوبيس فى ترعة، وسقوط آخر من أعلى الكوبرى، اصطدام شاحنة بسيارة ملاكى، أو تصادم عشرات السيارات دفعة واحدة فى حادث يحصد عشرات الأرواح، هى الأخبار التى اعتاد المواطن المصرى متابعتها يومياً بلا توقف، وخاصة منذ بداية هذا العام الذى شهد مجموعة كبيرة من الحوادث المروعة التى يرصد أشهرها اليوم السابع. انقلاب أتوبيس سياحى على طريق دهب – شرم الشيخ.. أحدث حوادث السير التى شهدتها الطرق المصرية مؤخراً، هو حادث انقلاب أتوبيس سياحى على طريق دهب- شرم الشيخ مما أسفر عن مصرع اثنين من السائحين، وإصابة 11 سائحا آخرين، وهو الحادث الذى انتقل من حصد الأرواح المصرية على الطرقات لحصد أرواح السياح الذين تعاملت معهم مصر فى السنوات الأخيرة كعملة نادرة لم تعد تزور أراضيها بالكثافة ذاتها، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لتنشيط السياحة، وجذب السائحين لمصر مرة أخرى، إلا أن حادث انقلاب الأتوبيس السياحى الأخير جاء ليمحو محاولات طمأنة السائحين وجذبهم لزيارة مصر التى لا تعرف طرقها فروقاً بين الجنسيات. - أتوبيس أوراسكوم .. ينهى حياة العمال وسط الترعة السادسة صباحاً، هو الموعد اليومى لمرور أتوبيس الشركة على عمالها فى مناطق مختلفة، أما السابعة فهو موعد انقلابه فى ترعة المريوطية، لإنهاء حياة العمال بدلاً من الوصول للعمل فى موعده، الأتوبيس الذى انقلب بالكامل فى ترعة المريوطية بما يحمله من عمال، هو الذى سجل آخر الحوادث المروعة التى تابع المصريون تفاصيلها يوم السبت الماضى، ولكنها لم تكن الوحيدة فى سلسلة من حوادث السير المروعة التى نعيشها يومياً. 26 ما بين قتيل ومصاب، هى حصيلة الحادث الذى أنهى حياة العمال غرقاً فى قاع ترعة المريوطية، مروراً بالمشاهد المتكررة لتأخر سيارات الإسعاف حوالى ثلاث ساعات كاملة، والتباطؤ فى نقل المصابين للمستشفيات، إلى جانب الأسباب التى حفظها من يتابع حوادث الطرق عن ظهر قلب، وهى زيادة سرعة السائق، وانحراف السور الحديدى الذى يفصل الكوبرى عن الترعة، وغيرها من الأسباب التى لا تفلح غالباً فى تبرير كارثة بهذا الحجم، خلفت وراءها عشرات الجثث، والأسر التى فقدت عوائلها، كما تركت جرحا آخر يزيد من نزيف دماء المصريين على الطرقات. أتوبيس شركة الجوهرة.. حوادث العمال عرض مستمر.. لم يكن حادث انقلاب أتوبيس شركة أوراسكوم فى ترعة المريوطية هو الحادث الأول من نوعه، فى سلسلة حوادث الطرق التى راح ضحيتها عمال فى مواعيد عملهم الرسمية. ففى الثالث من شهر فبراير الماضى، انقلب أتوبيس شركة "الجوهرة" على طريق مدينة السادات منوف، ونتج عنه إصابة 10 عمال إصاباتهم بالغة، وهو الحادث الذى لم يشغل حيزاً إعلامياً مساوياً لحادث أتوبيس أوراسكوم، ولكنه يبقى حادث آخر من حوادث الموت على الطرقات. وفى حادث آخر للعمال لقى عاملان مصرعهما، وأصيب 39 آخرون إصاباتهم بالغة فى اصطدام أتوبيسين للعمال بطريق "أنشاص – بلبيس" فى مطلع شهر مارس الجارى، إلى جانب ما يشبه من حوادث أخرى ربما لم تسجلها الصحف ولم تسمع بها القنوات الفضائية. - أتوبيس الشروق فصل جديد فى حوادث المزلقانات.. أتوبيس يقل أطفال غالباً، يمر مسرعاً من بوابات المزلقان المفتوحة دائماً، هو الحادث الذى تكرر على مدار سنوات، وكتب فيه أتوبيس الشروق الفصل الأخير يوم السادس من مارس الجارى، بعد أن اصطدم قطار بمدينة الشروق على طريق مصر الإسماعلية الصحراوى، بأتوبيس رحلات تابع لإحدى المدارس بمدينة طنطا، وراح ضحية الحادث 7 أطفال وسائق السيارة واثنان من المشرفين، إلى جانب حوالى 26 آخرين من ركاب الأتوبيس. الحادث الذى لم يعد غريباً على المصريين، هو الذى كتب فصلاً آخر فى حوادث المزلقانات المفتوحة على مصراعيها، بعد حادث مشابه راح ضحيته 55 طفلا فى أتوبيس إحدى المدارس الذى انتهى به الحال أسفل عجلات القطار بمزلقان أسيوط، وهو الحادث الذى قامت له الدنيا ولم تقعد، وعقدت هيئة السكك الحديدية العزم على إنهاء كارثة المزلقانات المفتوحة، وأعدت الخطط لتطويرها لتجنب الحوادث المماثلة، ولكن حوادث المزلقانات لم تتوقف، ولم تفلح استغاثات الأهالى، أو خطط المحافظين، واستعدادات هيئة السكك الحديدية فى وقف النزيف المستمر على المزلقانات التى سجل أتوبيس الشروق أحدث ما وصلت إليه فى حصد أرواح المصريين. مصرع أسرة بالكامل على طريق إدفو الصحراوى.. أحد طرق الموت.. الزوج والزوجة وثلاثة أبناء، حادثة جديدة لمسلسل الدم على واحد من أكثر الطرق إهمالاً وفقاً لما أكده الأهالى، بعد الحادث الذى أنهى حياة أسرة كاملة على الطريق الذى تتوالى عليه الحوادث يومياً، وهو الحادث الذى أعاد الحديث عن الطريق بعد وقوعه فى منتصف هذا الشهر. الكارثة لم تتلخص فى مصرع الأسرة فحسب، فوفقاً لشهادات الأهالى الذين طالما استغاثوا من سوء حالة الطريق، فإن الطريق نفسه شهد قبل حادث هذه الأسرة بأسبوعين فقط، انقلاب سيارة شرطة راح ضحيتها الرائد شريف عتمان رئيس مباحث إدفو، ومصرع اثنين آخرين، وحادث آخر سبقه بعدة أسابيع ل4 مجندين و3 مدنيين فى تصادم سيارتين، وقبله بعدة أسابيع أخرى شهد الطريق نفسه حادثاً مروعاً لانقلاب أتوبيس راح ضحيته 28 شخصاً، وهو ما يؤكد العرض المستمر للحوادث على طريق إدفو الصحراوى. حادث إدفو، أو الشروق، أو ترعة المريوطية، أو غيرها من الحوادث التى تصدرت الثلاث أشهر الأولى من عام 2015، هى الحوادث التى تعتبر تكراراً مستمراً لحوادث مشابهة لم ولن تتوقف طالما بقيت الطرق والكبارى والطرق السريعة فى مصر ضحية للإهمال المستمر، وغياب أعمال الصيانة، أو أعمدة الإنارة، وغياب قوانين السير التى تطبق بالكاد فى الطرق الرئيسية، أما عن الآمال التى عقدها الجميع على العام الجديد الذى تمنت فيه مصر نهاية مسلسل حوادث الطرق، فحتى الآن نجح فى تسجيل أقسى حوادث الطرق التى راح ضحيتها المئات فى ثلاثة أشهر فقط، ومازال العرض مستمراً.