سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير ترك الفيصل خلال افتتاح معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب: مصر عمق استراتيجى للسعودية والعلاقة بين البلدين قوية.. ومدير المكتبة: مصر تحتاج إلى مواجهة التطرف والتأكيد على المواطنة
أكد الأمير ترك الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، وضيف شرف معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب، اليوم الخميس، أن العلاقة بين مصر والسعودية تجذر فى أعماق التاريخ، كما يتضح من بعض النقوش الفرعونية التى عثر عليها أخيرًا فى شمال السعودية. جاء ذلك خلال افتتاح معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب فى دورته الحادية عشرة بحضور هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، والأمير تركى الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، والذى يشارك فيه 60 دار نشر مصرية، بالإضافة إلى مشاركات من دول عربية وأجنبية. عمق العلاقات بين مصر والسعودية كما أكد الأمير ترك الفيصل أن عمق العلاقة بين البلدين أمر طبيعى فى ظل الروابط التى تربط بينهما على مر التاريخ، ابتداء من تأسيس المملكة السعودية فى جميع الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية، حيث أصبحت مصر عمقًا استراتيجيًا للسعودية والعكس، فكلا البلدين يمثل عمقًا استراتيجيًا للآخر. ونوه رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث إلى دعم السعودية والوقوف بجوار مصر فى أزمتها الأخيرة، خاصة فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ ثم القمة العربية المزمع عقدها قريبًا، لافتًا إلى أن من أهم المجالات التى تجمع التعاون بين البلدين مجال التعليم والثقافة، حيث حصل عدد كبير من أبناء السعودية على أكبر الدرجات العلمية من الجامعات المصرية. إشادة بدور مكتبة الإسكندرية بالمنطقة كما أشاد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث بالدور الذى تقوم مكتبة الإسكندرية فى المنطقة، قائلاً "إن مكتبة الإسكندرية هى درة الثقافة فى حوض البحر الأبيض المتوسط"، معربًا عن سعادته للمشاركة فى معرض المكتبة للكتاب، مؤكدًا أن "دور مكتبة الإسكندرية مفخرة للعالم أجمع". جدير بالذكر أن مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث أهدى مطبوعاته إلى مكتبة الإسكندرية والجمعية المصرية للدراسات التاريخية خلال فعاليات المعرض. محافظ الإسكندرية يطالب بتحويل المعرض إلى مهرجان ثقافى سنوى من جانبه، قال هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية: "أحلم بأن تكون الإسكندرية منارة العلم كما تستحق أن تكون"، وأضاف "لابد من التركيز على الهوية التى إذا اختفت اختفى الشعب، والتأكيد أن العودة إلى الأصول غير صحيح ولكن التأصل هم الأهم والأصح للشعوب". مطالبًا بدمج الثقافة فى التعليم للطلاب، قائلا "أتمنى أن تكون القراءة والأبحاث جزء من المناهج التعليمية للطلاب فى المرحلة الابتدائية". معرض الإسكندرية للكتاب من أهم الأنشطة الثقافية بالوطن العربى وأشار المحافظ إلى أن معرض الإسكندرية للكتاب من أهم الأنشطة الثقافية فى الوطن العربى، مطالبًا بأن يتحول المعرض إلى مهرجان ثقافى سنوى، مؤكدًا أن محافظة الإسكندرية سوف تساهم به وتدعمه، وذلك لمواكبة الحراك الثقافى خاصة من الشباب، وأضاف: "حاليًا تشكل لجنة مجتمع مدنى من أهم اللجان بها هى اللجنة الثقافية لما تقوم به بدور فعال فى مواجهة الأفكار المتطرفة فى المجتمع". وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، فى كلمته الافتتاحية للمعرض، إن كثرة التغنى بالميراث الحضارى القديم دون الاهتمام بمقوماته الحقيقية أدى إلى أن أصبح الماضى هو أكثر النماذج اتباعًا، وهو أمر أكثر الأوهام فتكًا، قائلا "نضر بأنفسنا عندما نتحول إلى عبادة الأسلاف بدلا من احترامهم، داعمًا مبدأ التجديد، المستمد من الماضى". وأشار سراج الدين إلى أنه لا يجوز أن ندير ظهورنا إلى التاريخ، ولكن يجب أن نحاول أن نجد حلولاً لمشكلات الدول من خلال التعلم من دروس التاريخ، فى نفس الوقت مستنكرًا البعد عن الثقافة العلمية المعاصرة، والتى تمثل أسس الأفكار وتوجه الشعوب ومسيرة الحضارة. استنكار للفتاوى غير الشرعية واستنكر مدير مكتبة الإسكندرية انتشار الفتاوى غير الشرعية مما أدى إلى انتشار ثقافة التعصب، كما استنكر إقحام الدين فى السياسة، وفرض رقابة اجتماعية شرسة على ما يجوز للمجتمع قراءته من مجموع ترفض التعددية والثراء الثقافى، مؤكدًا أن ذلك بعيد تمامًا عن الدين الإسلامى، وقال "أشعر بالأسى من كثرة التعصب الذى يؤثر على العالم العربى ككل سلبًا"، وأضاف "لابد للمجتمعات العصرية أن تؤكد على مفهوم المواطنة ومساواة المواطنين أمام القانون ولا شأن بالدين بأمور العلم بعد أن تطورت المعارف بسياج أخلاقى يحميها". وعن حرية التعبير قال سراج الدين "لا تزال حرية التعبير تحتاج إلى حماية كل من يؤمن بها"، مشيرًا إلى أن الحاضر به تغيرات ثقافية كبرى حيث تم إفساح المجال لإتاحة هامش من الحرية كبير مقارنة بالماضى، إلا أن هناك من يحارب ذلك من خلال جماعات متطرفة تبيح حرية سفك الدماء وتدعو إلى التشدد نحو حرية الإبداع، مؤكدًا أن مصر فى أمس الحاجة إلى مواجهة تلك الجماعات المتشددة، مؤكدًا دور مكتبة الإسكندرية فى مواجهة تلك التيارات المتشددة وتنوير ونشر الثقافة فى المجتمع. أسباب اختيار مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث من جهته، أشار د. خالد عزب، رئيس اللجنة الدائمة للمعرض، إلى أنه تم اختيار مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث لأنه يتميز بتحقيق إنجازات عديدة منذ سبعينيات القرن العشرين فى مجالات التراث والثقافة والفكر، خاصة من خلال رعايته للعديد من المشروعات البحثية الجادة، والمعارض الإسلامية التى لاقت ترحيبًا دوليًا؛ كمعرض السلاح ومعرض المخطوطات. يذكر أن المعرض يصاحبه العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة، ويتضمن 75 حدثًا ثقافيًا ما بين ندوات ومؤتمرات ومحاضرات وأمسيات شعرية وورش عمل ولقاءات إعلامية. كما يشارك فيها أكثر من 300 مشارك من مصر والعالم العربى.