قال محمد أمين نائب رئيس تحرير صحيفة الوفد، إن النظام حول الشعب إلى جماعة محظورة وليس فقط الإخوان المسلمين، وأن الحزب الوطنى لو تخلت عنه الدولة والرئيس مبارك سينتهى فى الحال وتحدث هرولة نحو الحزب الذى ينتمى إليه الرئيس، لأن الحزب الوطنى ببساطة تحول إلى شلة من أصحاب المصالح نتج عنها تحول مجلس الشعب إلى صورة من جمعية المستثمرين والمنتفعين. ولفت أمين خلال الحوار الذى أجراه معه الزميل جابر القرموطى فى برنامج "مانشيت" على "أون تى فى" أمس الأربعاء، أن نظام الحكم فى مصر مقلوب ولا بد من عدله وقال أمين "نظام الحكم كله فى مصر لابد من تغييره من أجل عدل النظام وليس قلبه كما يقولون، فنظامنا مقلوب ولابد من عدله"، ومجلس الشعب الحالى أسوأ مجلس فى تاريخ مصر ومجلس الوزراء هو الأفشل فى إدارة البلاد، وأن "مصر مريضة وتعبانة ولازم حد ياخد بأيديها"، لافتا إلى وضع البلد أثناء سفر الرئيس للعلاج إذ على الرغم من التفويض الذى أعطاه مبارك لرئيس الوزراء، إلا أنه لم يعمل به طيلة فترة غياب الرئيس حتى أن عزاء شيخ الأزهر صدر من رئاسة الجمهورية وليس رئاسة الوزراء ولم يتطوع بإرسال وفد حكومى يضم مسئولين بالدولة لحضور جنازة الراحل. وأبدى أمين رغم كل هذا تفاؤلاً بمستقبل مصر، معتمداً على حيوية الشباب ورغبته فى التغيير، متسائلاً: لماذا لا يسمح النظام لأحد بالخروج للشارع؟ ولماذا يعتقل شباب تهتف تحيا مصر؟ ولماذا يمنع ندوات الدكتور البرادعى ولولا الحرج لمنعه من زيارة مركز الكلى الخاص بالدكتور محمد غنيم فى المنصورة؟ مضيفاً: كيف يمكن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فى ظل العمل بقانون الطوارئ وتكون المنافسة بين مرشح وطنى وآخرين مرشحين معتمدين من أمن الدولة؟ مؤكداً دخول مصر حالة الحراك التى ليس للنظام أى فضل فيها وإنما جاءت كنتيجة طبيعية لنضال الشعب، قائلاً: المصريون لن يتراجعوا خطوة عما وصلوا إيه. وتحدث أمين عن الأزمة بين جريدتى الوفد والمصرى اليوم والتى دخل فيها طرفاً رئيسياً بعد اتفاقه على كتابة مقالين أسبوعياً للمصرى اليوم، فى الوقت الذى نشرت المصرى مقالاًَ عن عقد الوفد صفقات انتخابية مع الحزب الوطنى، واعتبر أمين أن المصرى اليوم وغيره امتداد طبيعى للوفد، وصارت صحفاً كثيرة على مبادئ الوفد متمثلة فى الحرية والديمقراطية، لافتاً إلى أن الوفديين أو المنتمين للفكر الوفدى أكثر من أعضاء الحزب أنفسهم، وأن القضية بين الوفد والمصرى اليوم ستنتهى قريباً خاصة مع استمرار المفاوضات بين الطرفين والتى يجريها رموز فى المجتمع السياسى والفكرى، وأشار إلى أنه لا يولد مصرى إلا وله الفكر الوفدى بالفطرة. وعزا أمين ضعف الأحزاب فى البرلمان إلى قوة الحزب الوطنى فى ردع الأحزاب داخل الغرف المغلقه وليس فى الشارع، وهو ما أعطى الحرية الكاملة للإخوان المسلمين التى يطلق عليها النظام الجماعة المحظورة، مشيراً إلى أن مشكلتنا فى مصر أن يكون رجل أعمال فى مجال معين يتولى وزارة فى نفس مجال العمل الذى ينتمى إليه، وأن المركزية وسلطة الحزب الواحد لابد من تغييرها كى لا تتكرر الأزمة التى حدثت مؤخراً أثناء إجراء الرئيس جراحة فى ألمانيا وغيابه 24 يوما لدرجة أن البلد وقفت تماماً عن نشاطها وضربها الركود فى كل شئ.
