أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر، أن الأزهر هو المسئول عن الفكر والثقافة والوعى الإسلامى الصحيح، وإذا لم يقم بدوره المنوط به، فسوف يكون هناك تخبط وتعصب لمنهج وفكر معين أو مدرسة معينة، مشدِّدًا على أن التعصب والتمذهب موجود فى دول عدة باستثناء مصر، فمصر سلمت من هذه الآفات بسبب احتضان الأزهر لجميع المذاهب الفقهية والكلامية التى تلقتها الأئمة بالقبول، وهذا هو سر استمرار الأزهر على مدى أكثر من ألف عام. وأضاف الطيب خلال اجتماع، عصر اليوم الإثنين، بوفد من العمداء والأساتذة والباحثين فى جامعة الأزهر، بحضور الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر للشؤون التشريعية والقانونية. أن التحديات التى تواجه الأزهر كبيرة، وهو قادر على التصدى لهذه التحديات التى تواجهه كما واجهها مِن قَبلُ عبر تاريخه، وقال الإمام الأكبر: إن الأزهر الشريف حافظ على وسطية الإسلام واعتداله التى حمت المسلمين من الصراع والتخبط فيما بينهم على مدار التاريخ، و أن الأزهر يحتاج إلى جنود مخلصين لمواجهة الحملات التى تشن عليه من كارهيه الذين يتبنون أفكارًا مناوئة لوسطيته. وأوضح أن الفهم الخاطئ لبعض المفاهيم - كالحاكمية والخلافة وجاهلية المجتمع والولاء والبراء- كان سببًا فى ظهور الجماعات المسلحة التى تبنت العنف والإرهاب، مشدِّدًا على أن بعض القضايا التى طرأت على الساحة تحتاج إلى إبحار فى علوم الشريعة للرد على الأفكار الهدامة والضالة. وطالب الإمام الأكبر علماء الأزهر وأساتذته بالإخلاص والتفانى فى العمل الدعوى من أجل مجابهة الأفكار الخبيثة التى تنال من الأزهر وصوته الوسطى الذى وصل لكافة المسلمين فى العالم كله، مضيفًا أن الأزهر يسعى لضخ دماء جديدة عبر تمكين شبابه الجادين فى تحمل المسؤولية. وأعلن أن قناة الأزهر الشريف ستظهر للنور قريبًا لتدافع عن قيم الإسلام السمحة، وأنه سيتم اختيار عدد من العلماء والباحثين للظهور فى هذه القناة بعد تدريبهم إعلاميًّا على مخاطبة الجماهير.