تقوم وزارة التعاون الدولى بقيادة فايزة أبو النجا فى الوقت الراهن بالتنسيق مع سائر الجهات المصرية المعنية بإعداد مشروع وثيقة المرحلة الثانية من المشروع القومى المصرى لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالى الغربى. وذكرت الوزارة، فى بيان لها اليوم الأحد، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لإزالة الألغام، أن المرحلة الأولى للمشروع القومى المصرى لإزالة الألغام شهدت تزويد 124 شخصا من ضحايا الانفجارات ب 129 طرفا صناعيا، لتمكينهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل قريب من الشكل الطبيعى، من أصل 667 من مصابى الانفجارات الذين تشتمل عليهم قاعدة بيانات الضحايا التى أنشأتها الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالى الغربى فى وزارة التعاون الدولى. كما أجرت الأمانة التنفيذية دراسة بحثية ميدانية لتحديد الأنشطة التنموية المدرة للدخل التى يمكن للناجين من حوادث الألغام القيام بها، لإعالة أنفسهم وذويهم، وفى الوقت نفسه المساهمة فى تنمية الموارد الطبيعية للمنطقة، ووضعت تلك الدراسة فى متناول جهات التمويل المحلية والدولية للشروع فى تنفيذها فى أسرع وقت. وأشار البيان إلى أنه تمت بنجاح المرحلة الأولى من المشروع القومى المصرى لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالى الغربى، حيث تمكنت الجهات المعنية فى مصر خلال هذه المرحلة من إزالة أكثر من 315 ألف لغم وجسم قابل للانفجار من مساحة 31250 فدانا أصبحت فى متناول وزارتى الإسكان والزراعة لتنفيذ مشروعاتهما التنموية فيها، وهذه المساحة هى جزء من مساحة أكبر تصل إلى 22 % من مساحة مصر الكلية يتعذر النفاذ إليها بسبب انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة على طول الساحل الشمالى الغربى لمصر، معرضة للخطر حياة عشرات الآلاف من المدنيين المصريين الذى يعيشون فى المنطقة، فضلا عن حرمانها الوطن من الاستفادة بعائد التنمية لموارد طبيعية متنوعة وإمكانات هائلة واعدة لهذا الإقليم، الذى كان يعتبر تاريخيا سلة الغذاء للإمبراطورية الرومانية. وفى إطار تنفيذ تلك الخطة القومية بإشراف وزارة التعاون الدولى، بدأت الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالى الغربى بوزارة التعاون الدولى مؤخرا بالتنسيق مع وزارات البيئة والتربية والتعليم والثقافة ومحافظة مطروح والهيئة العامة للاستعلامات ومؤسسة هانز زايدل الألمانية حملة للتوعية بمخاطر الألغام تستهدف عشرات الآلاف من طلاب المدارس للمرحلتين الابتدائية والإعدادية وأسرهم والمجتمع المحيط بالمدارس عبر خمسة من مراكز محافظة مطروح. وستستمر حملة التوعية 10 أيام أخرى، لتنتهى باحتفالية ختامية فى مدينة مرسى مطروح يوم 15 أبريل، وتهدف الحملة إلى إحداث تغيير جوهرى فى سلوكيات مواطنينا من أهالى المنطقة بعدم الاقتراب من الأجسام الصلبة الغريبة، وإرشاد السلطات المختصة عما يصادفهم منها، وستتواصل جهود التوعية مرافقة لجهود إزالة الألغام حتى تتم إزالة آخر جسم قابل للانفجار من الساحل الشمالى الغربى. وذكر البيان أنه خلال 2009 وقعت خمس حوادث، تسببت فى استشهاد 7 وإصابة 3 آخرين وحتى فى الفترة الوجيزة التى انقضت من 2010 فقد 3 مواطنين حياتهم من جراء حوادث انفجارات فى مدن برانى ومرسى مطروح والسلوم، وفى 2008 وقعت تسع حوادث انفجار لتلك المخلفات تسببت فى استشهاد ستة مواطنين مصريين وإصابة خمسة آخرين. وأضاف أن استكمال المسيرة التى بدأت بتأسيس الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالى الغربى فى وزارة التعاون الدولى فى أغسطس 2007 يتطلب تضافر كل الجهود الوطنية والدولية للقضاء على الخطر الداهم الذى تمثله مخلفات قابلة للانفجار من حرب لم يكن لمصر فيها ناقة ولا جمل، ولكنها لا تزال تقتل أبناء مصر وتصيبهم بالإعاقات وتحرم الشعب المصرى من مردود تنمية مساحة تصل إلى 22% من التراب الوطنى، عامرة بالثروات الطبيعية الهائلة. يشار إلى أن وزارة التعاون الدولى وقعت فى 9 نوفمبر 2006 اتفاقا مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة انضمت مصر بمقتضاه إلى الأسر الدولية التى تتكافل لمواجهة الخطر الداهم الذى تمثله الأجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحروب سواء على أمن وسلامة المدنيين، أو بتقويض فرص التنمية.