نعم تلك هى المأساة الحقيقية ونحن نسأل ونتسائل أين الكفاءات؟ أين المخترعون؟ أين المبتكرون؟ ضاعوا وتاهوا وسط التفاهات التى وضعتنا فيها بلدنا وقياداتنا لسنوات طويلة، وصلت إلى عقود ضاع فيها حق الكثيرين لأنهم ببساطة بحثوا عما يعشقوه فهم ذهبوا للمصاعب التى تُخرج بلدهم من كبوتها فذهبوا للطريق الخاطئ وعرفنا جميعًا، وعرف الشباب أن الطريق الوحيد هو السلطة، لا ليست السَلَطة بفتح السين، ولكنها السُلطة بضم السين، هكذا التشكيل فقط يُغير حقيقة الإنسان ففى الوقت الذى تتمنى فيه بلدنا أن تجد مخترعاً أو مكتشفاً أو شخصاً يخرجها من كبوتها نجد أن من أملنا فيهم كل همه وظيفة لا يهم أن تُفيد شخصا ولا مجتمعا الأهم أن تفيده هو شخصياً. وهنا نتساءل هل تفيدك ماديًا؟ يقول لايهم، هل تفيدك فى طموحك؟ يكون الرد لايهم، هل هى ماتسعدك؟ تكون الإجابة لايهم، طيب يا ابنى ياحبيبى ما الذى يهمك فى هذه الوظيفة؟ يقول فى بلاهة الآهم أنى أعدى من الأكمنة دون أن يحرجنى شخص فالسيارات تمر من حولى وأنا واقف ونازل ورايح وراجع وأتحايل بالرشوة ويمر حولى الكثيرون البعض يبتسم والكثير لايهتمون حتى بوجود هذه اللجان يبقى أكيد أنت مخالف، ويكون الرد طيب تعالى ياحاج وشوف مين اللى مخالف وهكذا ندخل فى دوامة طويلة، وليس لها نهاية، طيب عاوزين مخترع لوجه الله وجاء الرد سريعًا يعنى عاوزنى أفضل شهر اخترع وقاعد فى غرفة وغاز أشمه من كل ناحية وفى الآخر أخترع حاجة أفيد بيها واحد قاعد يقرفنى بس، وهنا بدأت تتبلور أمامى خيوط المشكلة هى تهميش بعض الفئات وإخضاعها لقانون لايخضع له الجميع وللآسف نحصرها جميعاً فى الكمين أو لجنة المرور . وهكذا نلوم البعض ولانلوم الكل هكذا نخسر جميعاً ولايخسر شخص، مصر الآن تحتاج أكمنة ولكن غدًا تحتاج مبتكر مصر اليوم تحتاج لجانا ولكن غدًا تحتاج مكتشفا. مصر اليوم تحتاج الضابط ولكن غداً تحتاج العالم ولكنها لاتحتاج هذا أو ذاك فقط ولكن تحتاجهم بجوار بعضهم ولكنها تحتاجهم بطريقة مختلفة فلا أستطيع أن أتخطى طبيبا فى مشفاه ولامهندس فى موقعه ولا مع ضابط فى عمله، فهو الأقوى بقانون عمله وليس بشخصه. من عمل فى وظيفة من أجل شىء خسر الوظيفة، وخسر الشىء، ومن عمل لأنه يحب عمله سينجح دومًا وإلى شباب مصر ومستقبلها أنت الأفضل بعملك أنت الافضل بجهدك أنت الأفضل بحبك لبلدك ولو اعتمدت على وظيفتك لا تنسى كان هناك رئيس هو الآن مسجون ...... عفوًا ده طلع براءة .