اعترفت الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية بثورتين؛ ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه، باختلاف الآراء والتوجهات بين جموع الشعب على ثورة 25 يناير، ولكن ما أقصده هو اعتراف الدولة رسميًا بهاتين الثورتين، لذا ومن هنا أريد أن أسأل وأوجه السؤال هنا: إلى الدولة والقائمين على أمرها لماذا قامت هاتان الثورتان؟ وكيف تعترفون بهما دون النزول على ما ثار من أجله الشعب؟ فقد ثار الشعب من أجل إسقاط الظلم من أجل إسقاط الحزب الوطنى، الذى أفسد الحياة السياسية فى مصر كيف لا؟ وقد اعترف الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بذلك حينما قام باتخاذ قرارات بحل الحزب الوطنى ومحاكمة رموزه ومحاكمة من أفسدوا الحياة السياسية، وذلك قبل تنحيه عن الحكم من أجل الحفاظ على دماء المصريين، الذين تلاعب بهم الإخوان. فأصبح المصريون وأصبحت مصر كلها مسيرة غير مخيرة حتى تمكن الإخوان منها، ثم من الله عليها وعلى شعبها بثورة جاءت لتصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى ليعرف الجميع حقيقة الإخوان. ولكن هيهات أن تستقر مصر عند هذا الحد فمصر دائما مبتلاة ومقدر لها أن تتحمل عن غيرها الكثير والكثير، ولما كانت الدولة تسعى إلى استكمال خارطة الطريق تركت الشعب يعود بذاكرته إلى الماضى إلى خيارين كلاهما أمر من الآخر، إلى رجال الحزب الوطنى بوجوههم التى لا يمكن أن ننساها وإلى رجال الإخوان، الذين لا نعرف هويتهم ويتوارون خلف أقنعة كثيرة، وذلك لعدم قدرة الدولة على اتخاذ حزمة من القرارات كان لابد أن تتخذها لتحمى مصر والشعب المصرى من عودة شبح الماضى مرة أخرى. اعترفت الدولة بالثورتين فلماذا لم تتخذ قرارات ثورية لمنع رموز الفساد من الحزب الوطنى ومن الإخوان للترشح لمجلس الشعب؟ سؤال موجه إلى القائمين على أمر الدولة، أفيقوا بالله عليكم، ولا تقولوا لا نستطيع أن نمنع أحدا من مزاولة الحياة السياسية ونترك الشعب ليختار.. لأن الشعب عندما يختار وهو فقير وذو حاجة فسوف يختار من أفسدوا مرة أخرى ليس لأنه يريدهم، ولكن لأنه يريد أن يأكل ويشرب ويعيش، وأيضا لأننا مازلنا لا نملك ثقافة الاختيار من أجل الوطن، ولكن من أجل المصالح الشخصية والوعود البراقة، التى يعدنا بها أصحاب رؤوس الأموال من رجالات الحزب الوطنى أو الإخوان. فهل سيترك القائمون على أمر الدولة مصر لتكون أمة وأسيرة لحفنة من أصحاب رؤوس المال والفاسدين والمفسدين؟ وأخيرا أحذر كل فرد من أفراد الشعب المصرى من مغبة الوقوع فى أخطاء الماضى ونسيان ما حدث فى مصر ولشعبها وأبنائها منذ شهور مضت لسنا عنها ببعيد، فلا تختاروا من جعلوا مصر عبارة عن وسية لهم ولأبنائهم. اتقوا الله فى مصر